فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم احداث اليوم , احتفال جوجل , السيرة الذاتية , ويكيبيديا , معلومات عن الطب , الصحة , الطبخ , التداوي بالاعشاب , العناية بالبشرة , ماسك تنيض , شخصيات مهمة

الله خلق هذا الكون بنواميس صارمة ثم تخلى عنه كما يقول المبطلون؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وآله وأصحابه ومن والاهم وبعد؟ فاِنَّكَ اخي ترى اكثر الناس مع الاسف يكون تاثُّرُهم وحماسُهم كفقاقيعِ الصابون الذي كنَّا نلعبُ

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
موقوف

 

افتراضي الله خلق هذا الكون بنواميس صارمة ثم تخلى عنه كما يقول المبطلون؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وآله وأصحابه ومن والاهم وبعد؟ فاِنَّكَ اخي ترى اكثر الناس مع الاسف يكون تاثُّرُهم وحماسُهم كفقاقيعِ الصابون الذي كنَّا نلعبُ به ونحن صغار وننفُخُ فيه فترتفعُ الفُقَاعةُ ثم تنخفضُ وتتلاشى وكاَنَّها لم تكُ شيئا؟ وهكذا اخي فَاِنَّكَ ترى احدَهم في المسجد تاخذهُ الغَيْرَةُ والحماسُ(ويا ليتَهما منضبطتان بضوابط شرعية) ولكنه بمجرَّدِ اَنْ يخرجَ كاَنَّه لم يسمعْ شيئاً؟ وهذه هي المصيبةُ التي اُصِيبَتْ بها اُمةُ محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهي اَنَّهم جهلاءُ في دينِهم؟ ولذلك يعطون صورةً غير صادقة(مغلوطة ظالمة)لهذا الدِّين الذي اَوَّلَ ما بدأ بالامر بالعلم بدليل اَنَّ رسولَ الله عليه الصلاة والسلام سألَهُ اصحابُه أيُّ العملِ افضلُ؟ وكانوا ينتظرون اَنْ يقولَ لهم الجهاد؟ الحج؟ الصوم؟ الزكاة؟ ولكنَّهُ لم يقلْ ذلك؟ واِنَّما قالَ لهمُ العِلم؟ فقالوا يا رسولَ الله لا نسألُكَ عن هذا؟ نحن نسالُك عن امورٍ اخرى كالجهاد والصلاة والحج والصوم والزكاة؟ فقال عليه الصلاة والسلام وهل يكونُ ذلكَ كلُّه مقبولاً عندَ الله الا بالعِلْم؟ فَاِذا كانتِ العباداتُ وكلُّ ما يقومُ به المسلمُ من شعائرَ تعبُّدِيَّة لا تستندُ الى العلم فلا معنى لهذه العبادات؟ ولذلكَ نحنُ مطلوبٌ منَّا العلمُ حتى بالنسبة للايمان باَوَّلِ وأعظمِ ركنٍ من اركانِ الاسلامِ والايمان وأعظمِ شعيرةٍ من شعائرِ الله ألَا وهي شعيرةُ التوحيد بدليل قوله تعالى [{(فَاعْلَمْ)}] أنَّه لا اله اِلَّا الله}لاحِظْ معي اخي جيداً في هذه الآية؟ قبلَ أن يقولَ اللهُ لكَ اعْتَقِدْ بِوَحْدَانِيَّتِي لا شريكَ لي؟ قالَ لكَ اعْلَمْ؟ والعلمُ بهذه العقيدةِ لا يكونُ اِلَّا مِمَّنْ وَفَّقَهُمُ اللهُ تعالى لِشَرْحِها من السلفية والوهابية؟ فالعقيدةُ اِذَاً يجبُ اَنْ تكونَ ثمرةً للعلم أي ناتجة عن العلم؟ حتى تَثْبُتَ في قلبِ المؤمن بلا شركٍ؟ ولا رياء؟ ولا اتِّباعٍ للهوى؟ ولا تَتَزَحْزَحَ عن القلوبِ بسببِ الجهلِ الذي لا يرضى عنه مُقَلِّبُ القلوبِ سبحانه؟؟؟ نعم ايها الاخوة الكرام ربُّنَا سبحانه وتعالى يعطينا العِبَر وخاصةً في هذا القرآن العظيم الذي لا ياتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه؟ يقولُ اللهُ عز وجل{إِذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ على أحدٍ؟ والرسولُ يدعوكم في اُخْرَاكُم؟ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ؟ لِكَيْلَا تحزنوا على ما فاتَكُم؟ ولا ما اَصابَكُم؟ واللهُ بما تعملون خبير(وهذه الآية من سورةِ آلَ عِمْرَان والحديثُ فيها عن غزوةِ أحد)} وكلَّمَا أَطَلْنَا في ذكرِ هذه الغزوةِ اسْتَفَدْنَا وحصَلْنَا على العِبَرِ والاعْتِبَار؟{إذ تُصْعِدُون} من المعروفِ لدى الناس اَنَّ الانسانَ الهاربَ لا يبحثُ عن جبلٍ اَوْ مكانٍ مرتفع حتى يهرب؟ واِنَّما ذكاؤهُ وحاجتهُ والحاجةُ اُمُّ الاِخْتِرَاع كلُّ ذلك يقودهُ ليبحثَ عن مكانٍ سهلٍ مُنْبَسِطٍ؟ حتى تكونَ حركتهُ اسرع؟ لِيَهْرُبَ من خلالهِ من قبضةِ العدو؟ وهناكَ فرقٌ بينَ تَصْعَدُونَ؟ وتُصْعِدُونَ؟ اَمَّا تَصْعَدُون فَمِنْ مُشْتَقَّاتِهَا صَعِدَ؟ وصَعَدَ المنبر؟ بالكَسْرَةِ للاولى؟ والفَتْحَةِ للثانية على حَرْفِ العَيْن؟ وهما لغتان صحيحتان بنفسِ المعنى وهو اَنَّ الخَطِيبَ كانَ تحتَ المنبر؟ لِاَنَّ الصُّعودَ يقتضي اَنَّ الذي سيصعدُ يكونُ في مكانٍ ادنى؟ وما يرتفعُ اليه يكونُ اَعْلَى كما هو معلوم؟ واما تُصْعِدُون في الآية الكريمة فَمِنْ مشتقاتها أَصْعَدَ أي دخلَ في الصَّعِيد؟ وما هو الصعيد؟ اِنَّهُ الارضُ المستوية كَصَعِيدِ مِصْرَ مَثَلاً؟ وطبعاً كلمة اَصْعَدَ هي فعل ماضي رباعي(عدد احرفهِ اَرْبَعَة) مُضَارِعُهَا(حاضرُهَا) يُصْعِدُ؟ واَمَّا كلمة صَعِدَ او صَعَدَ بمعنى واحد و التي مرَّتْ معنا فهي فعل ماضي ثلاثي مضارعهُ يَصْعَدُ؟ ومن مشتقَّاتِها ما يسمِّيهِ علماءُ اللغة صيغة مبالغة وهي ما وردَ في قولهِ تعالى{وَمَنْ يُرِدْ اَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجَاً كَاَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السماء} بمعنى ايها الهاربون من غزوةِ احد لقد نظرْتُم الى مكانٍ يكونُ مناسباً للهرب فراَيْتُمُ الارضَ المستوية ولذلكَ اتَّخَذْتُمُوهَا طريقاً للهروب{وَلَا تَلْوُونَ على اَحَدٍ} يُقَال لَوَى بِعُنُقِهِ أَيِ الْتَفَتَ؟ بمعنى اَنَّكم من شِدَّةِ خوفِكُمْ وحِرْصِكُمْ على الهروب؟ لا يلتفتُ اَحَدٌ منكم اِلاَّ الى الطريقِ الذي سيتَّخذهُ مَسْلَكاً من اجلِ الهروب تاركين الجملَ بما حمَل؟ والشَّقَا على من بَقَا؟ غيرَ عابئين بِمَنْ يستنجدُ بكم او يناديكم حتَّى ولو كانَ{ الرسولُ يدعوكم في أخرَاكم} وكلمة يدعوكم بمعنى يناديكم؟ والنداءُ بمعنى الدعاء؟ والدعاءُ ايضاً بمعنى النداء؟ وهما بمعنى واحد؟ بمعنى اَنَّ رسولَ الله عليه الصلاة والسلام ناداكم باعلى صوتهِ حتى اَسْمَعَ آخرَكُمْ؟ بمعنى اَنَّهُ اَسْمَعَكُمْ جميعَكم حتى وصلَ صوتهُ الى اَبْعَدِ رجلٍ منكم مسافةً وهرباً؟ ولم يَبْقَ اَحَدٌ منكم اِلَّا سَمِعَهُ؟ فلا عُذْرَ ولا حُجَّةَ لِاَحَدٍ منكم؟ ومِنْ عادةِ اللهِ سبحانَهُ اِذَا اَرادَ اَنْ يعاقِبَ احبابَهُ فَاِنَّهُ يُشَدِّدُ عَلَيْهِمُ العقوبة؟ ولَكِنَّ شِدَّتَهُ سبحانَهُ مع ذلكَ تكونُ مَمْزُوجَةً بشيءٍ من الرَّخَاءِ والرحمة بدليل قوله تعالى بعد ذلك{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمّ} وأثَابَكُمْ بمعنى كَاْفَأَكُمْ؟ ولكنَّهَا هنا بمعنى عاقَبَكُم؟ والكلمةُ الواحدةُ كما هو معروفٌ في لغةِ العرب قد تحتملُ مَعْنَيَيْنِ مُتَضَادَّيْن من بابِ المُشَاكَلَة كما يُسَمِّيها بذلكَ علماءُ اللغة؟ وقد تاتي العقوبةُ والجزاءُ بمعنى الثواب؟وقد ورد الثوابُ بمعنى العقوبة والجزاء بدليل قوله تعالى{هل ثُوِّبَ(جُوزِيَ وعُوقِبَ) الكفَّارُ ما كانوا يفعلون(أي بما كانوا يفعلون؟ ونقولُ نعم جُوزُوا وعُوقِبُوا بما يستحقُّون وللهِ الحمدُ والْمِنَّة)} فاللهُ سبحانه وتعالى هناكَ جاءَ بالعقوبةِ لهم؟ ولكنَّه تعالى لفَّها بلفَّةِ الحنان كما يقال؟ ولم يقلْ(فَعَاقَبَكُم) واِنَّما قالَ{فاَثَابَكم} مِنْ اَجلِ اَنْ يُخَفّفَ مِنْ وَطْأَةِ الكلامِ عليهم؟ كأنَّهُ يقولُ لهم أنتم ولو أخطأتم ولو ارتكبْتُم هذا الاَمرَ المنكر لكنَّكم ما زلْتُمْ في دائرة الايمان ولم تخرجوا عنها؟ وسبحانَ الله فَاِنَّكَ اخي ترى الفرقَ الكبيرَ بينَ معاملةِ اللهِ لعبادهِ؟ ومعاملةِ الناسِ بعضهِم لبعض؟ ومَهْمَا اَحْسَنْتَ اخي الى انسان؟ ومهما فعلْتَ معهُ من معروف مِنْ مَفْرَقِ راْسهِ الى اَخْمَصِ قدميه؟ فلو أخْطَاْتَ معه خَطَاً صغيراً فَاِنَّهُ ينسى كلَّ شيءٍ من جميلِكَ ومعروفِكَ واحسانِك مهما كانَ عظيماً عليه؟ واَمَّا ربُّنا سبحانه فلا؟ وحتى ولَوِ ارْتَكَبْتَ عندَهُ الخيانةَ العظمى في ميزانِ الله سبحانه؟بدليلِ ما حدثَ مع حاطبِ بنِ اَبِي بَلْتَعَة سامحَهُ الله؟ حينما اَفْشَى سرّاً عسكريّاً خطيراً مِنْ اَسْرَارهِ عليه الصلاة والسلام وهو فتحُ مكة؟ وكانَ الرسولُ الكريمُ يريدُ الكِتْمَانَ حتَّى لا تَسْتَعِدَّ قريشُ لحربٍ بينَهُ وبينَهُم؟ وحتى يدخلَ مكةَ بسلامٍ دونَ مواجهةٍ اَوْ اِرَاقَةِ دِمَاء؟ فعملَ حاطبُ غفرَ اللهُ لهُ على اِفْشَاءِ السِّر؟ وقِصَّتهُ معروفة؟ ومع ذلكَ حينما نزلَ القرآن؟ هل قالَ لهُ يا اَيُّها المنافق؟ اَوْ يا ايها الكافر؟ او يا ايها الخائن؟ او يا ايها الفاسق؟ لا وربِّي؟ وَاِنَّمَا قالَ لهُ{يا ايها الذين آمنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم اَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ اِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّة} نعم خَاطَبَهُ سبحانَهُ بِصِيغَةِ الايمان؟ ولم يقلْ لهُ ايضاً يا ايها المؤمن؟ واِنَّما خَاطَبَهُ بصيغةِ الجَمْعِ الذي يُفِيدُ التَّفْخِيمَ والتَّعْظِيمَ بقولهِ{يا اَيُّها الذين آمنوا} وذلكَ لِيَكُونَ حاطِبُ فرداً مِنْ هؤلاء المؤمنين الذين يُخْطِئُونَ وليسُوا بمعصومين من الخطأ(كما أنَّ بشار ليسَ معصوماً عن الخطأ) ولكنَّهم مع ذلكَ يتوبون الى اللهِ عز وجل؟ ولا يُصِرُّونَ على الخطأ بدليلِ قولهِ تعالى{إنَّ الذين اتَّقَوْا اِذَا مَسَّهُمْ طائفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَاِذَا هم مبصرون} وقولهِ تعالى ايضاً {والذين اذا فعلُوا فاحشةً او ظلمُوا اَنفسَهُمْ ذكرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ ولَمْ يُصِرُّوا على ما فعلُوا} نعم ايها الاخوة الكرام اِنَّهَا معاملةٌ رَبَّانِيَّةٌ رحيمة لا مثيلَ لها لِاَمْثَالِ هؤلاء؟لِاَنَّ الذي يتعاملُ مع عبادهِ هو ارحمُ الراحمين وربُّ العالمين عزوجل{فَاَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمّ} والغَمُّ هو الهَمّ؟ ويُقَالُ لهُ غَمٌّ لِاَنَّهُ يَغُمُّ؟ بمعنى اَنَّه يسيطرُ على مشاعرِ الانسان وعلى اَحاسيسهِ وعلى حالتهِ النَّفْسِيَّة حتى لا يدري ماذا يصنع ولا يَهُمُّهُ اِلَّا الهَمُّ الذي هو فيه وكيفَ سَيَتَخَلَّصُ منه{فأثابكم غما بغم} الغَمُّ الاَوَّلُ اَنَّكم هَرَبْتُم؟ والغم الثاني اَنَّ رسولَ اللهِ ينادِيكم وانتم مُنْصَرِفُونَ لا تَلْوُونَ على اَحَد{لِكَيْلَا تَحْزَنُوا على مَا فَاتَكُمْ ولا ما اَصَابَكُمْ} بمعنى اَنَّ اللهَ تعالى يخاطبُكُمْ هذا الخطابَ الذي فيهِ نوعٌ من الشِّدَّة؟ ولله المثلُ الاعلى اخي حينَما تقسو على ولدِك؟ واَنتَ تُحِبُّهُ مِنْ كُلِّ قلبِك؟ ولَكِنَّكَ اَحيَاناً تقسو عليه؟ هل تقسو عليهِ انْتِقَاماً منه؟ اَمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُصْلِحَ اَمْرَهُ ثم تصلحَ مِنْ شَاْنِه؟ ثمَّ بعدَ هذهِ القَسْوَة اَلَا تستعملُ معهُ الرِّقَّةَ والرَّاْفَة؟ حتى اَنَّكَ يحترقُ قلبُكَ عليه وتتلهَّفُ لضمِّهِ الى صدرِك؟ وللهِ المَثَلُ الاعلى في السمواتِ والارض؟ شَدَّدَ اللهُ عليهم؟ ثم ضَمَّهُمْ الى حنانَيْهِ ورحمتهِ ورقَّتهِ بهذا الخطابِ الرَّحماني؟ حتى لا تبقى عُقْدَةُ الذَّنْبِ وعذابُ الضمير مُسَيْطِرَيْنِ عليهم؟ ولا يحزنوا على ما فاتَهُمْ من الغنائم؟ ولا ما اَصابَهم من جراحٍ أو قتلِ بعضِهم بعضاً بطريقِ الخطأ بسبب اختلاطِ الحابلِ بالنابل وغبارِ المعركة الشديد مِمَّا أدى الى اَنَّ المساكينَ فقدُوا صوابَهم؟ ولذلك فَاِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى اَنْعَمَ عليهم بنعمةٍ كبرى وهي هذا الغَمُّ الجديد الذي يغطِّي على الغَمِّ السابق لِيصبحَ الاخير(سِيرِي عَتِيقَة والاَوَّل همّ جَدِيد) حتى يُنْسِيَهم عذابَ الضَّمير على القتل الخَطَاِ غيرِ المُتَعَمَّدِ الذي فعلُوه؟ ثمَّ اَنْعَمَ عليهم سبحانه بنعمةٍ اَكبرَ تقضِي على معاناتِهم معَ غمٍّ بغمٍّ يجعلُ النَّومَ يطيرُ من العينين وهي ما وردَ فِي تَتِمَّةِ الآية {ثمَّ أنزلَ عليكم مِنْ بعدِ الغمِّ أَمَنَةً نُعَاسَا} والاَمَنَةُ مِنَ الاَمَان؟ وَهِيَ تاتي بعدَ الخوفِ والاِضْطِرَاب؟ ولذلكَ فَاِنَّ الانسانَ لا يشعرُ بنعمةِ الاَمْنِ والطمانينةِ اِلَّا اِذَا مرَّ في ظروفٍ عصيبةٍ مخيفة؟ واِذَا بيدِ اللهِ الحَانِيَةِ تُنْقِذُهُ مِمَّا هو فيه؟ وتَمْسَحُ على نفسِه؟ فَاِذَا بهِ يعودُ كاَنَّهُ اِنسانٌ من جديد؟ وَمِنَ المعروفِ ايها الاخوةُ اَنَّ الانسانَ المُضْطَرِبَ المهموم لا يستطيعُ النوم؟ والنومُ كما هو معلوم هو تَغَيُّرٌ كيميائِيٌّ في جسمِ الانسانِ وفي نفسهِ وأعصابِه؟ والانسانُ كما تعلمون هو كيانٌ له عقلٌ يعمل؟ وله اُذُنٌ تَسْمَع؟ولهُ عينٌ ترى؟وله رِجْلَانِ تتحرَّكانِ الى غيرِ ذلك؟ فإذا اَرْغَمَ هذا الانسانُ نفسَهُ على السَّهَرِ والعملِ المُضْنِي الشَّاق؟ فحينَما تَكِلُّ هذهِ الاعضاءُ وتُصَابُ بالتعبِ فَاِنَّها تُنَبِّهُهُ وكاَنَّها تقولُ لهُ؟ اَلْآن عليكَ اَنْ تقومَ لِتَاْخُذَ قِسْطَاً من الراحةِ وتنامَ ثمَّ تستعيدَ نشاطَكَ من جديد؟ وكما تعلمون ايها الاخوة اَنَّ اَعظمَ دواءٍ للانسانِ التَّعْبَان المُرْهَقِ هو النَّوم؟ حينما يأخذُ فترةَ نومٍ مناسبة؟ ويستغرقُ في نومهِ دونَ اَنْ يُزْعِجَهُ اَحَد؟ ثم يستيقظُ هذا الانسان فَاِذَا بهِ كلُّهُ نشاطٌ وحَيَوِيَّة وحركة؟ فحينما يقولُ اللهُ تعالى{ثم أنزل عليكم} فهذا الانزالُ من عندِ اللهِ عز وجل وهو النومُ والنعاس لا يخضعُ لِمَا يخضعُ لهُ الانسانُ في حالتهِ العادية في اليقظةِ اَوِ النوم؟ فهناكَ غَمٌّ على غمّ؟ ثمَّ بعدَ ذلكَ يُنْزِلُ عليهم سبحانَهُ النعاسَ الذي يُشْعِرُهُمْ بالاَمَانِ ويُنْسِيهِمْ غَمَّهُمْ رغماً عنهم وهذهِ معجزةٌ ربَّانيَّةٌ كبرى؟ لِاَنَّ المغمومَ اَوِ المهمومَ يطيرُ النعاسُ مِنْ بينِ عينيهِ غالباً ولا يستطيعُ اَنْ ينامَ اِلَّا بعدَ جَهْدٍ جَهِيد؟ والنعاسُ اخي هو اَوَّلُ درجاتِ النوم؟ وهو جنديٌّ من جنودِ اللهِ تعالى التي لا يعلمُها إلَّا هو؟ ومِنْ جنودهِ سبحانهُ ايضاً الغمُّ والهمّ؟ ومِنْ جنودهِ ايضاً اَنْ يُزِيلَ تعبَ الانسانِ وغمَّهُ الاقوى بواسطةِ النوم الاَضْعَفِ منه درجة كما سياتي؟ واللهُ قادرٌ ايضاً على نصرِ دينهِ بِاَضْعَفِ مخلوقاتهِ سبحانهُ تَحَارُ العقولُ في عظمتهِ وقدرتهِ التي لا يُعْجِزُهَا شيء؟ كانَ الصحابةُ رضيَ اللهُ عنهم في مجلسِ اميرِ المؤمنين عمرَ الفاروقِ رضي الله عنه؟ وكانَ من بينهم كبارُ الصحابة؟ وأحياناً كانَ يختبرُ بعضُهم بعضاً؟ فالْتَفَتَ شخصٌ الى الامامِ علي كرم الله وجهه؟ فقالَ يا ابا الحَسَن؟ أيُّ جنودِ اللهِ أقوى؟ وكانَ الامامُ علي رضيَ اللهُ عنه يتميَّزُ بالْفُتْيَا السَّريعَةِ والاصابةِ فيها؟ لِاَنَّ كلَّ الصحابةِ رضيَ اللهُ عنهم عاشُوا فترةَ كفر؟ٍ ثمَّ فترةَ ايمان؟ فكانَتْ صحيفتُهم اَوَّلاً مُلَوَّثة غير نقِيَّة في تصوراتِهُمُ الجاهليَّة واُمورٍ كثيرةٍ غيرَهَا؟ ثمَّ دخلُوا بعدَ ذلكَ الاسلام؟ وتاب الله عليهم؟ وبَيَّضَ صفحتَهُم؟ ورضي الله عنهم وارضاهم؟ واَمَّا الامامُ علي كرم الله وجهه؟ فلم تُلَوَّثْ صفحتُه باَيَّةِ نقطةٍ سوداء؟ لِاَنَّهُ تَرَبَّى وهو طفلٌ صغير عندَ رسولِ الله؟ ولذلكَ كانَتِ الفُتْيَا تأتِي اليهِ؟ فيجيبُ سريعاً؟ فيخضَعُ لها الصحابة؟ ولذلكَ كانَ الخلفاءُ الراشدون الثلاثة رضوانُ الله عليهم يتَّخِذُونَ من علي مُفْتِياً لهم؟ ولذلكَ اجابَ الامامُ علي هذا السائلَ وهو يفتحُ يديه ويَعُدُّ على اصابعهِ قائلاً؟ اقوى جنودِ الله بترتيبٍ تصاعدي هم الجبالُ الرَّواسي؟ والحديدُ يقطعُ الجبال؟ والنارُ تُذِيبُ الحديد؟ والماءُ يُطْفِىءُ النار؟والسحابُ يُمْلَؤُ بالماء؟ والرياحُ تسوقُ السَّحَابَ وتَقْطَعُه؟ وَابْنُ آدم يحتمي ويَسْتَتِرُ من الرِّيح بشيءٍ ثم يذهبُ الى بعضِ شَاْنِهِ وما يريد؟ والسُّكْرُ يَغْلُبُ ابنَ آدمَ اذا شربَ الخمر؟ والنومُ يغلبُ السُّكْر؟ والغَمُّ يغلبُ النوم؟ فاقوى جنودِ اللهِ تعالى اِذاً هو الغمُّ والهمّ؟ ولَكِنَّ اللهَ سبحانهُ جعلَ النعاسَ بقدرتهِ العجيبةِ يغلب غمّاً بِغَمّ في هذه الآيةِ الكريمة رحمة منهُ وتفضُّلاً على عبادهِ الصالحين من هؤلاءِ الصحابةِ الكرام الذين اصابَهم سبحانه غمّاً بِغَمّ؟ وكاَنَّهُ سبحانهُ اَصَابَهُمْ بمصيبةٍ اَشَدَّ وَقْعاً رحمةً بهم؟ حتى تجعلَهُمْ يَنْسَوْنَ مصيبة اَخَفَّ وَقْعاً كادَتْ تقتلُهُم من الغمِّ وتَأْنِيبِ الضمير(ولا يَفِلُّ الحديدَ اِلَّا الحديدُ مثلهُ كما يقال؟ ودَاوِهَا بالتي هِيَ الدَّاءُ كما يُقَالُ اَيضاً؟ واحياناً يكونُ الدواءُ في سُمِّ الافاعي كما يَعْرِفُ ذلكَ الاطباء) ثمَّ بعدَ ذلكَ جاءَتْ قدرةُ اللهِ تعالى؟ واَزَالَتْ مِنْ نفوسهِم هذا الغَمَّ والهمّ؟ فنامُوا واَخذُوا قِسْطاً من الراحة؟ وهذا امْتِحَانٌ عظيمٌ لهم؟ نجحُوا فيهِ برحمةِ اللهِ وفضلهِ سبحانَهُ الحَنَّان المَنَّان؟ وكذلكَ هذا السؤالُ الذي سُئِلَ عنهُ الامامُ علي؟ والاجابةُ الشافية التي اجابَهَا للسَّائِل؟ حيث نجَحَ في الامتحانِ؟ والفضلُ في ذلكَ للهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ؟والذي اَنْعَمَ عليهِ بسرعةِ حضورِ الجواب؟ وكاَنَّهُ من البديهيَّاتِ بالنسبةِ اليه كرم الله وجهه؟ واَمَّا الامتحانُ الآخرُ فقدْ جاءَتْهُ امْرَأةٌ؟ فقالَتْ يا بْنَ اَبِي طالب؟ مُوَرِّثِي مات؟ وترَكَ 600 دينار؟ولم يورِّثُونِي منها اِلَّا ديناراً واحداً؟ وكنتُ قد ساَلْتُ اَكْثَرَ الصحابةِ؟ فقالُوا لي هلْ هِيَ حَزَازِير؟ قولِي لنا مَنْ تَرَك؟ وماذا تَرَك؟ وكم مِنَ الوَرَثَةِ عِنْدَه؟ وانْتَهرُونِي؟ فَجِئْتُ اِليكَ اَسْاَلُك؟ فَاَطْرَقَ الامامُ عليّ قليلاً؟ ثمَّ قالَ متواضعاً للهِ؟ بتواضعِ العلماءِ الاَتْقِيَاء؟ لعلَّهُ ماتَ عَنْ أُمٍّ؟ و زوجة؟ وبِنْتَيْن؟ و12 شقيق أخ؟ وشقيقة واحدة أخت (وكلمة لعلَّ تفيدُ الظنَّ؟ ولا تفيدُ التاْكِيدَ؟ اِلَّا اِذَا كانَتْ مِنَ اللهِ سبحانه) فَتَاْخُذُ الزَّوجةُ الثّمُنَ؟ لوجودِ الفَرْعِ الوَارِث؟ بدليلِ قولهِ تعالى{فَاِنْ كانَ لكم وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ} وكلمة وَلَد في الآية تشملُ وتُطْلَقُ على المُذَكَّرِ والمُؤَنَّث؟ والحالةُ هذهِ عندَ المراَةِ السائلة هيَ وجودُ بِنْتَيْن؟ واِذَا اَجْرَيْنَا حساباً رياضيّاً على الثُمُنِ بالنسبةِ ل600 دينار يكونُ الناتجُ 600 ÷ 8 = 75 دينار؟ واَمَّا البنتان فلهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تركَ ابوهُما؟ بدليلِ قولهِ تعالى{يوصيكمُ اللهُ في اَولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظّ الاُنْثَيَيْنِ؟ فَاِنْ كُنَّ نِسَاءً فوقَ اثْنَتَيْنِ؟ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ؟ وَاِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النّصْف} وجمهورُ العُلمَاءِ على وجوبِ اِعْطَاءِ الثّلُثَيْنِ لِلْبِنْتَيْنِ اَيْضاً؟ ولا يفهمون مِنَ الآيةِ الفَوْقِيَّةَ فقطْ؟ بَلْ تشملُ البِنْتَيْنِ اَيضاً؟ لِاَنَّ المُثَنَّى يَصِحُّ اِطْلَاقهُ على الجماعةِ ايضاً بدليل قوله تعالى واِذَا اَجْرَيْنَا اَيضاً حِسَاباً رياضيّاً؟ فَاِنَّ ثُلُثَيِ ال 600 دينار هو600 × 2 ÷ 3 = 400 دينار؟ لو اَضَفْنَاهَا الى 75 دينار السابقة يصبحُ الناتجُ 475 دينار؟ واَمَّا الاُمُّ فَتَحْصَلُ على السُّدُسِ؟ بدليلِ قولهِ تعالى {وَلِاَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ اِنْ كَانَ لَهُ وَلَد} (ارجو منكَ اخي اَنْ تُشَغّلَ عقلَكَ الفِقْهِيّ معي؟ واَنْ يكونَ كلامِي واضحاً مفهوماً؟ فَاِنَّ عِلْمَ فرائضِ المواريث هو نِصْفُ العلم)فتحصلُ الاُمُّ في هذهِ الحالة على سُدُسِ ال600 دينار وهو600 ÷ 6 = 100 دينار؟ لو أضفْناها الى 475 دينار يصبحُ الناتج 575 دينار؟ والباقي 25 دينار؟ ياْخذهُ الاخوةُ الاشقَّاء ال12 ؟ دينارين لِكُلِّ واحد منهم؟ لِاَنَّ 12 ×2 =24؟ والباقي دينار واحد؟ تحصلينَ عليهِ اَنتِ ايتها الاختُ السائلةُ الشقيقة لهم؟ بدليل قولهِ تعالى بالنسبةِ لِلْكَلاَلَة(وهو من لا والدَ لهُ ولا ولدَ ذَكَر يحجبانِ الاخوة){وَاِنْ كانُوا اِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً؟ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظّ الاُنْثَيَيْن} وَاَنتِ تعرفين اَيَّتُها الاختُ الشقيقةُ السائلة؟ اَنَّ اَباكِ؟ اَوِ ابنَ اخيكِ؟ لو كانَ واحدٌ منهما فقط حيّاً؟ لَحَجَبَ الاُخْوَةَ جميعَهُم عنِ الميراثِ؟ بما فيهم انتِ؟ ولكنَّ البِنْتَيْنِ؟ واُمَّهُمَا؟ لا تَحْجُبَانِ الاخوةَ؟ فقالتِ السائلة؟ واللهِ ما عَلِمْتُ بعدَ رسولِ اللهِ اَفْقَهَ ولا اَعْلَمَ منكَ يا بْنَ ابي طالب؟ فَانْظُرْ اخي الى العقولِ النَّيِّرَةِ الفقيهةِ بامورِ دينِها؟؟؟ فربُّنا سبحانهُ وتعالى اِذاً يَمُنُّ على هؤلاءِ الذين فرُّوا مِنْ غزوةِ اُحُد{ثُمَّ اَنْزَلَ عليكم مِنْ بَعْدِ الغَمِّ اَمَنَةً نُعَاسَا} بمعنى اَنَّهُ اَزَالَ منكُمُ الغَمَّ الذي هو اقوى جنودِ اللهِ تعالى تاثيراً على الانسان؟ واَبْدَلَهُ بالاَمَنَة{يَغْشَى طَائِفَةً منكم}وربُّنَا سبحانهُ وتعالى {لا تَاْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْم} والسِّنَة هي بدايةُ النُّعاسِ الخفيف؟ وهي اَوَّلُ ما يَبْدَاُ بالانسانِ شعوراً بالرغبةِ الى النَّوم؟ ثمَّ تبداُ المرحلةُ الثانية بالنُّعاسِ الشَّدِيد؟ ثمَّ بعدَ ذلكَ النوم؟ وربُّنا سبحانهُ وتعالى لا يحصلُ لهُ اِطْلَاقاً من النعاسِ الخفيفِ؟ اَوِ الشديد؟ او النوم؟ لِاَنَّهُ سبحانه هو الحَيُّ القَيُّوم؟ ولذلكَ كانَ موسى كليمُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَدَلَّلُ على ربِّهِ عز وجل؟ فقالَ يا ربّ عَجَباً لا تنامُ اَبَداً؟ فقالَ يا موسى خُذْ كاْسَيْنِ من الماءِ بِيَدَيْك؟ فَاَخَذَ موسى الكاْسَيْنِ؟ وفعلَ ما اَمَرَهُ رَبُّهُ؟ فَاَلْقَى اللهُ تعالى عليهِ النعاسَ؟ فوقعَ الكاْسَانِ؟ فَانْكسَرا؟ وتحطّمَا؟ فقامَ موسى عليهِ الصلاةُ والسلام خائفاً فَزِعاً؟ فقالَ اللهُ يا موسى؟ اِنَّنِي انا اللهُ لا اله اِلّا انا والذي(يُمْسِكُ السماءَ اَنْ تَقَعَ على الارضِ اِلَّا بِاِذْنِه) لو غَفِلْتُ لَحْظَةً واحدةً(ثانيةً واحدةً) لَوَقَعَتِ السماءُ على الارضِ؟ وتَحَطَّمَتِ الكواكبُ؟ وحطَّمَتِ الاَرضَ؟ وطَحَنَتْ بَعْضَهَا بعضاً؟ وطَحَنَتْ الارضَ ايضاً؟ كما حدثَ لكَ مع هذينِ الكاْسَيْنِ مِنَ الماء؟ فكيفَ تَاْخُذُنِي سِنَةٌ او نوم؟ وكيفَ لا اكونُ قيُّوماً على السمواتِ والارض؟ بعضُ الفلاسفةِ عديمو الخِبْرَةِ في تدبيرِ اللهِ يجادلُ في اللهِ بغيرِ علم؟ واللهُ تعالى يقول{الرَّحْمَنُ فَسْئَل بهِ خبيرا}ومعَ ذلك اخي فَاِنَّكَ تسمعُ هؤلاء{بغيرِ سُلْطَانٍ أتَاهُمْ} (والسلطانُ هو الحجَّةُ على العقلِ البشري)} يقولون اَنَّ اللهَ خلقَ هذا الكون؟ وخَلَقَ لهُ نواميسَ؟ ثمَّ ترَكَهُ يسيرُ على هذهِ النواميسِ الى قيامِ الساعة؟ وكاَنَّ اللهَ تعالى على رَاْيِ هؤلاء خَلَقَ الكونَ؟ ثمَّ تَرَكَهُ خَبْطَ عَشْوَاءَ كيفَمَا اتَّفَقَ؟من دونِ اَنْ يُشْرِفَ على شؤونه ويُدِيرَهَا؟ ونقولُ لهم لا خابَ ظَنُّكُم؟اللهُ تعالى خلقَ ثمَّ اَشْرف مباشرةً؟وما زالَ قَيُّومَ السمواتِ والارض وقيومَ كلِّ شيءٍ الى قيام الساعة؟ ونقولُ لهؤلاءِ اَيضاً اَلَمْ تُخْرَقْ هذهِ النواميسُ في بعضِ الاحوال؟ والجوابُ على ذلك بلى رغماً عنكم؟ وأنتم تعلمون اَنَّ اللهَ سبحانهُ خَلَقَ النارَعلى ناموسِ الاِحْرَاق؟ فلو اَنَّ ربَّنا سبحانَهُ تركَ هذا الناموسَ ولم يُشْرِفْ عليه؟ وجاؤُوا الى ابراهيمَ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ ووضعُوه في النَّار؟ فَبِالتَّاْكيدِ اَنَّهُ سيحترقُ فيها ويموت؟ لِاَنَّ قانونَ النار يقتضي اَنَّهُ اِذَا وُضِعَ فيها انسانٌ فَاِنَّهَا تُحْرِقُه حتماً؟ فَلَمَّا خُولِفَ هذا القانون؟ وصارَتِ النارُ برداً وسلاماً على ابراهيمَ بِاَمْرِ اللهِ سبحانه؟ فهذااَكْبَرُ دليلٍ على اَنَّ اللهَ سبحانه يُشْرِفُ على هذا الكون؟حتى اَنَّنَا سَمِعْنَا في الفترةِ الاخيرة عَمَّنْ يقومُ بالتنويمِ المغناطيسي؟ اَنَّ صاحبَهُ مسلوبُ الارادة؟ فَاِذَا تَلَقَّى صاحبهُ هذا اَمْراً منهُ بدخولِ النارِ؟ وبقناعةٍ منهُ اَنَّها لَنْ تُحْرِقَهُ ولن تُؤَثّرَ عليه ثم دخلَها؟ فَاِنَّها لا تحرقهُ فعلاً بإذن الله؟ واذا اَدخلَ الى جوفهِ او جسمهِ شيئاً من السُمِّ القاتلِ اَوِ الزيوتِ الخاصَّةِ بالسيارات؟ وعلى قناعةٍ منهُ اَنَّها لن تُؤَثّرَ عليه؟ فَاِنَّهُ لا يُؤثرُ عليهِ حقيقة وبإذنِ اللهِ ايضا؟ فسبحانَ من لهُ الامرُ؟ ولهُ الخَلْقُ؟ ولهُ الاشرافُ على كلِّ شيء؟ لَكِنْ علينا اَنْ نمَيِّزَ بينَ الكافر الذي يستعينُ بالجنِّ الكافر؟ من اجلِ اِتْمَامِ نجاحِ هذه العملية الاستدراجية من ربِّ العالمين الى نارِ جهنَّمَ الاَبَدِيَّة؟ فَلَوِ اعْتَقَدَ صاحبُ النَّومِ المغناطيسي أَوْ مَنْ يَاْتِي اِليهِ اَنَّ اللهَ ليسَ هو النَّافعُ اَوِ الضارُّ الحقيقي؟ اَوْ لا علاقةَ لهُ بِاَيَّةِ اُعْجُوبَةٍ تحصلُ من قريبٍ اَوْ من بعيد؟ اَوْ اَنَّ النفعَ اَوِ الضُّرَّ مُتَعَلّقٌ حصراً بِاِنْسَانٍ حيٍّ في العالمِ الحاضرِ الملموس؟ اَوْ مَيِّتٍ في العالمِ الغَيْبِيِّ المحبوس؟ فهذا الانسانُ يخسرُ عقيدتَهُ ودِينَهُ وربَّهُ ولَوِ امْتَلَكَ صاحبهُ الحيّ اَوِ الميت التحكُّمَ في خوارقِ الكونِ كلّه؟ ولو اَنْقَذَ قبرُهُ انساناً من مرضٍ عَجَزَ عن شفائهِ الاطباء؟ وكذلك هذا المريض يربحُ صِحَّتَهُ ويَخْسَرُ عَقِيدَتَهُ وايمانَه؟ واَمَّا مَنْ يستعينُ باخوانِنا مِنَ الجنِّ المؤمنين الذينَ يعلمونَ اسمَ اللهِ الاَعظم الذي اِذَا دُعِيَ بهِ اَجَاب؟ فَهَذَا اِنسانٌ لا غبارَ على عقيدتهِ ولا على مَنْ يستعينُ بِهِم ولا عَلَى مَنْ يَاْتُونَ اليهم لِاَنَّهم جميعاً يتعاونون على برِّ اللهِ وتقواه وحدَهُ لا شريكَ له؟ وهم يعلمونَ جيِّداً اَنَّهُ لا يُمْكِنُ لِاَيَّةِ اُعْجُوبَةٍ اَوْ خَارِقَةٍ اَوْ مَرَضٍ اَوْ حَسَدٍ اَوْ اِصَابَةِ عَيْنٍ اَوْ شفاءٍ منهما اِلَّا باذنهِ سبحانَه؟ حتَّى الوَرَقَةُ على شجرتِهَا لاتسقطُ اِلَّا بِاِذْنِه وعلمهِ وقدرتهِ بدليلِ قولهِ تعالى{وما تسقطُ مِنْ وَرَقَةٍ اِلَّا يعلمُها ولَا حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الاَرْضِ ولَا رَطْبٍ ولَا يابسٍ اِلَّا في كتابٍ مبين}وعلى كلِّ حال فَاِنَّ دينَنا لم يَعُدْ يُعَوِّلُ كثيراً على هذهِ المعجزاتِ والكرامات(اِلَّا مِنْ بابِ الاِستِئْنَاس والتصديقِ بقدرةِ الله على كل شيء) منذُ بِعْثَةِ نَبِيِّنَا محمد رسولِ الله بهذهِ المعجزةِ القرآنيةِ البلاغيةِ العلميةِ الكونيةِ الملموسةِ والغيبيَّةِ الخالدةِ الى قيامِ الساعة؟ واِنَّما يريدُ الاسلامُ منَّا اَنْ نكونَ مِنَ{الذين يتفكَّرونَ في خَلْقِ السمواتِ والارض}واَنْ نلتزمَ بدروسِ العِلم؟ لِاَنَّكَ اخي بِطَلَبِكَ العلمَ في بيوتِ اللهِ المساجد ولَوْ في الصِّين تستطيعُ اَنْ تَتَحَدَّى عِفْرِيتاً خارقاً مِنَ الجِنّ؟ لِاَنَّكَ بِعِلْمِكَ اَكْرَمُ منهُ عندَ الله بدليلِ قولهِ تعالى{قالَ الذي عِنْدَهُ علمٌ مِنَ الكتابِ اَنَا آتِيكَ بِهِ(بِعَرْشِ بِلْقَيْسْ) قبلَ اَنْ يَرْتَدَّ اِلَيْكَ طَرْفُك} ولذلكَ اخي اَنصحُكَ بعدمِ زيارةِ المقابرِ اِذَا كنْتَ تخافُ على عقيدتِكَ اَنْ تَتَاَثّرَ بسببِ هذهِ الزيارة؟ قد يقولُ قائل هناكَ مصلحةٌ شرعية تَكْمُنُ في زيارةِ المقابر وهي قولهُ عليهِ الصلاةُ والسلام[اَلَا فَزُورُوهَا فَاِنَّها تُذَكِّرُكُم بالآخرة]واقولُ نعم ولَكِنَّ دَرْءَ المفاسدِ مُقَدَّمٌ على جَلْبِ المصالح وهي قاعدةٌ شرعِيَّةٌ مشهورةٌ معروفة؟ واَعظمُ مَفْسَدَةٍ في الوجودِ اَوِ الكونِ كلّهِ هي اِلْحَاقُ الشُّبُهَاتِ والشَّكِّ في عقيدةِ التوحيد عندَ مَنْ لم يَتَمَكَّنِ الايمانُ في قلوبِهم بعد ولم يتمكَّنِ العلمُ والخِبْرَةُ بالرحمنِ في عقولِهم بعد ايضاً؟ وكذلكَ اخي انصحُكَ بعدمِ الذهابِ الى مَنْ يستعينُ بِالجِنِّ حتى ولو كانَ مؤمناً اِذَا كُنْتَ تخشى على عقيدتِكَ؟ فقد يحصلُ لكَ ما حصلَ لقومِ نوحٍ صلى الله عليه وسلم حينما عبدُوا اشخاصاً صالحين وجعلُوا لهم تَصَاوِيرَ ومَنْحُوتَاتٍ و تماثيل بدليلِ قولهِ تعالى على لسانِ نوح عليه السلام{وقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُوَاعاً ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرا وقدْ اَضَلُّوا كثيرا}؟؟؟وكذلكَ ما يُسَمَّى بقانونِ الاِسْتِطْراق بالنسبةِ للمياه؟ فلو حفرْنَا حفرةً في مكانٍ ما في البحر؟ فَاِنَّ ماءَ البحرِ سياْتِي حتماً ويغمرُهَا؟ ولذلكَ اخي حينما تسبحُ فَاِنَّكَ تلاحظُ وجودَ حفرٍ قد تجرفُكَ الى داخلِ البحرِ وتموتُ غَرَقاً لا سمحَ الله؟ بسببِ قوةِ التيار الجارف اِذَا لم تكنْ منتبهاً ويَقِظاً؟ وبسببِ قانونِ الاِسْتِطْرَاقِ التام الذي يملؤُ هذهِ الحُفَرَ بالماء الجارفِ الى اسفل؟ ولَكِنْ هل بقيَ قانونُ الاستطراق هذا حينما اَمرَ الله موسى اَنْ يضربَ البحرَ بعصاه العجيبة؟ هل بقيَ قانونٌ ما يمنعُ انْبِجَاسَ الحجر حينما اَمرَهُ ايضاً سبحانه اَنْ يضربَ بعصاهُ الحجر{فانفجرَتْ منه اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَا} اَمْ اَنَّ اللهَ سبحانه خرقَ قانونَ الاسْتِطْرَاقِ هذا مع كل القوانين والنواميس؟ لِيَدُلَّ بقدرتهِ الخارقةِ للعادة اَنَّهُ مُشْرِفٌ على هذا الكون {واَنَّهُ على كلِّ شيءٍ قدير} فَاِذَا بالبحرِ وقد اصبحَ طريقاً يابساً آمناً يسلكهُ موسى ومَنْ معه؟ والماءُ مِنْ هنا؟ ومن هنا؟وعلى جانبيه؟ ما يزالُ موجهُ يتلاطم وكاَنَّهُ يسيرُ بين جبلينِ من الامواج؟ مِمَّا يدلُّنَا بوضوحٍ كبيرعلى اَنَّه سبحانه مُشْرِفٌ حَيٌّ قَيُّومٌ على خَلْقهِ؟ هل بَقِيَتْ خَاصِيَّةُ القَطْعِ اَوِ الذَّبحِ في السِّكِّينِ؟ حينَما سنَّها ابراهيمُ جيِّداً وشَحَذَهَا؟ ووضعَهَا على رقبةِ ولدهِ؟ من اجلِ اَنْ يَذْبحَهُ؟ بِاَمْرٍ مِنَ الله؟ اَمْ اَنَّ اللهَ تعالى خَرَقَ هذهِ الخاصِّيَّةَ في السكين؟ حتى اَصْبَحَتْ عاجزةً تماماً عن فجيعةِ ابراهيم بولدِه؟ وهذا دليلٌ آخر من الاَدِلَّةِ الكثيرة؟ اَنَّ اللهَ قيومٌ ومشرفٌ على هذا الكون؟ ولذلكَ{لا تاخذهُ سِنَة(ومِنْ بابِ اَوْلَى) ولا نوم}{وكلَّ يومٍ هو في شَاْن} من شؤونِ مخلوقاتهِ يرعاهم ويكلؤُهُم برحمته؟ فَتَبّاً وسُحْقاً لهذهِ الفلسفةِ السخيفةِ التافهة واصحابِهَا؟ الذين يجعلون من خالقِ هذه النواميس المُتَحَكِّمِ بها اِلَهاً صارماً مُتَعَنِّتاً؟ لِاَنَّهم تَرَبَّوْا ونشؤُوا وعاشُوا في جوٍّ من هذه التربية المسيحيةِ الكَنَسِيَّةِ المُتَعَنِّتَة والرهبانيَّةِ الصَّارمة التي ابْتَدَعُوهَا مِنْ تلقاءِ انفسِهم{فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رعايتِها}واِذَا كانَ الآبُ في نظرهِم قد وضعَ الناموسَ الاعظمَ في شخصِ يسوع ثم تخلَّى عن ابنهِ الوحيد واَسْلَمَهُ الى شعبهِ المختار مِنْ احفادِ القردةِ والخنازير حتى يضعوا على راْسِهِ الشوك ويستهزؤوا بِمَلِكِ اليهودِ ابْنِ الزِّنَا حَسَبَ زعمِهِم ويصلِبوه ثم يطعنوا في شرفِ اُمِّهِ وعفافِهَا؟ فكيفَ لا يتخلَّى عنِ الكونِ كلّه اِذَا كانَ اِلَهاً مستهتراً بحياةِ ابنهِ الوحيد وشرفهِ وشرفِ اُمِّهِ في نظرِ هؤلاءِ النصارى الاَنْجَاس الذين ما زالوا الى الآن يُقَبِّلونَ اَحْذِيَةَ اليهودِ واَرْجُلَهم عليهم لَعَائِنُ الله المتتابعة الى يوم القيامة؟ و تعالى اللهُ عمَّا يقولُ الظالمون عُلُوّاً كبيرا؟ ولقد سَمِعْتُ في الفترةِ الاخيرة أنَّهُ يَرُوقُ ويحلُو لهم كثيراً اَنْ يُسَمُّوا ما يحصلُ بينَ الرجلِ والرجلِ الآخر والمَرْاَةِ والمراَةِ الاخرى من فاحشةِ اللواطِ والسِّحاقِ بالزواجِ المِثْلِيِّ المشروع؟ ولَكِنَّ الاَقذارَ الاوساخَ الحثالة لم يَعُدْ يعجبُهُم اَنْ يُسَمَّى عقدُ الزواجِ عندَ المسلمين بعقدِ النكاح؟ بحجَّةِ اَنَّهم لا يريدون اَنْ يُرَبُّوا اَطفالَهُمْ على هذهِ الكلمةِ غيرِ الحضارية وغيرِ اللائقة في نظرهِم اَلَا وهيَ كلمةُ النّكاح(وتعني اَلنْيَاكِي) واَقولُ لهؤلاء ماذا سيفهمُ الطفلُ مِنْ معنى كلمةِ زواج؟ هل ينصرفُ ذهنهُ الى اعضائهِ التناسلية اَو اعضاءِ عشيقتِه؟ واَمَّا كلمة نكاح(بمعنى نكحَ اَو نَاكَ) فَاِنَّ اللهَ سبقَ بعلمهِ اَنَّ الطفلَ سيتعلمُها من قذارةِ شارعِكُمْ قبلَ ان يتعلمَها من طهارةِ القرآن؟ ومنَ محطّاتِكُمُ المُشَفَّرة الوقحة؟ ومن مواقعِكُمُ الاباحية المُنْتِنَة؟ ومن افلامِكُمُ الاباحية الخليعة الوسخة مثلَكُم والشاذَّة وغيرِها رغماً عنكم رَضِيتم اَمْ لم ترضَوا؟ فاَرادَ اللهُ تعالى اَنْ يَرْبِطَ ذِهْنَ الطّفلِ حينما يسمعُ هذهِ الكلمةَ بالزواجِ المشروع المُتَمَثّلِ في عَقْدِ النكاح؟ حتى يُمَيِّزَ بينَهُ وبينَ الزِّنا؟ وهو نكاحُ الرجلِ للمراةِ بدونِ عقدٍ شرعي؟ وبينَهُ وبينَ اللواط؟ وهو نكاحُ الرجلِ للرجل؟ وبينَهُ وبينَ السحاق؟ وهو نكاحُ المراَةِ للمراة باصابعِها او شيءٍ آخرَ ينتجُ عنهُ وجودُ الشهوةِ المُحَرَّمَة؟ وبينَهُ وبينَ الحيوانات؟ وهونكاحُ الحيوانِ للمراَةِ كالحصانِ مثلاً او العكس؟ وهو نكاحُ الرجلِ لاُنثَى الحيوان ايضا؟ وبينَهُ وبينَ المَحَارِمِ وهم الاقاربُ بسببِ النَّسَبِ والرَّضَاعِ والمُصَاهَرَةِ؟ وهو نكاحُ الرجلِ لِاُمِّهِ؟ اَوْ اُمِّ زوجتهِ؟ اَوِ ابنتِها منهُ؟ اَوْ مِنْ غيرهِ؟ اَوْ اُختهِ؟ اَوْ اُختِ زوجتهِ(اِذَا جمعَ بين زوجتهِ واختِها) اَوْ عمَّتهِ؟ او خالتهِ؟ او ابنةِ اخيهِ؟ او زوجةِ اخيهِ اِذَا كانَتْ على ذِمَّةِ اخيهِ؟ او ابنةِ اختهِ؟ الى آخرِ ما هنالك والعياذُ بالله من كلِّ ذلكَ جميعِه؟ فكلمةُ نكاح هي لفظةٌ مشتركة بينَ الحلالِ والحرام؟ وكلمة زواج ايضاً هي لفظة مشتركة بين الحلال والحرام؟ ولَكِنَّ الطفلَ لا يمكنُ اَنْ يحصلَ على الثقافةِ الجنسيَّةِ الحلال اِلَّا من خلالِ تعريفهِ بوجودِ اعضائهِ التناسلية ومُهِمَّتِها وما خلقَها اللهُ من اجلِه وهو النكاح(وضِمنَ حدودِ الحِشْمَةِ والادب قدرَ الاِمْكَان؟ والاُستاذُ يعرِّفُ تلميذَه؟ والمعلمةُ تُعَرِّفُ تلميذتَها) حتى يحصلَ عندَ الطفلِ تحريضٌ جنسيٌّ خفيف على نكاحِ المراَةِ الحلالِ يَقْوَى شيئاً فشيئاً ولا اقولُ دفعةً واحدة فقد يكونُ قلبهُ ضعيفاً لا يتحمَّل؟ وكم نسمعُ عن حالاتٍ من ضَعْفِ الانْتِصابِ عندَ الرجل اَوِ المعاناةِ من القَذْفِ السريع بسببِ الجهلِ بالثقافةِ الجنسية؟ وما زال النصارى مُصِرِّينَ على اِلْغَاءِ كلمةِ نكاح من القاموسِ القرآني واقولُ لهؤلاء تعالَوْا معاً حتى نلغيَ آياتِ القرآنِ كلّها ومعهُ ايضاً مادةَ علمِ الاحياءِ بِرُمَّتِها من مناهجِنَا التعليمية ونلغيَ جميعَ اختصاصاتِ الاطباءِ اَيضاً في الامراضِ الجنسيَّةِ والتناسليَّةِ والبوليَّةِ والشَّرجِيَّة؟ وكلُّ ذلكَ اِرْضَاءً لِاَهْوَائِكُمْ ورغباتِكم؟ قاتلَكُمُ الله؟ هل يقولُ بهذا الكلامِ عاقل؟ لقد طفحَ الكيل؟ ولسْنَا مضطرين الى اَنْ نحترمَ مشاعرَكُم اِذَا لم تحترموا انتم ايضاً مشاعرَ المسلمين التي لا يغذّيها الا هذا القرآن؟ ماذا نفعلُ حتى تكونوا راضين عنَّا{ولن ترضى عنكَ اليهودُ ولا النصارى حتى تَتَّبعَ مِلَّتَهُم} هل تريدون مِنَّا اَنْ نكونَ ضالّين مِثلَكُم واَنْ نكفرَ باللهِ بعدَ اِذْ هدانا كما كفرتم{ودُّوا لو تكفرونَ كما كفرُوا فتكونونَ سواءَ} نجومُ السماءِ اقربُ لكم واقسمُ باللهِ العظيم اَنَّنَا حتى لو كَفَرْنَا كما تكفرون لا سمحَ الله فلن ترضَوْا عنَّا اِلَّا فترةً قصيرة؟ واَكبرُ دليلٍ على ذلك هو تلكَ الحروبُ الدينيةُ المسيحية الطاحنة التي حدثَتْ فيما بينكم وقتلْتُم فيها الملايينَ من نصارَاكُم غضباً من اللهِ عليكم ولعنة بدليلِ قولهِ تعالى{ومِنَ الذينَ قالُوا اِنَّا نصارى اَخَذْنَا ميثاقَهُمْ فَنَسُوا حظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بهِ فَاَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العداوةَ والبغضاءَ الى يومِ القيامة} نعم لقد قالَ عنها القرآنُ احتراماً لمشاعرِكم اَنَّهَا (جِزْيَة)؟ ولم يقلْ عنها اَنَّها(زكاة)؟احتراماً لمشاعرِكُمْ؟ ولِاَنَّهُ لا يريدُ اَنْ يَفْرِضَ عليكم زكاةً لاتعتقدونَ بهَا ولا تؤمنون؟ بل تركَ لكمُ الحبلَ على غاربهِ ايضاً في بناءِ كنائسِكم والخروجِ بصلبانِكم؟ والتسامحِ المنقطعِ النظير معكم؟ و بعدَ كلِّ هذا لم نتخلَّصْ من اَلْسِنَةِ السوءِ في افواهِكم؟ والتي تَلُفّونَ بها على مآذنِ الجوامع ونواقيسِ الكنائس؟ فالى متى سنبقى نتحمَّلُ اَذاكم لنا؟هل تتوقعون اَنْ يرحمَكُمُ اللهُ ويغفرَ لكم وانتم مِمَّن قالَ اللهُ فيهم{واِذَا قيلَ لهمُ اسْجُدُوا للرَّحْمَنِ قالُوا وما الرحمنُ اَنَسْجدُ لِمَا تَاْمُرُنَا وزادَهُمْ نُفُورَا}حتى كلمة رحمن لم تَعُدْ تعجبكم؟ لِاَنَّ الآبَ المزعوم عندَكم لا يمكنُ اَنْ يرحمَ خَلْقَهُ اِلَّا عن طريقِ ابْنهِ الوحيد او ابنائهِ واَحِبَّائهِ من الآباتييِّن والقسِّيسِين؟ ولا ادري كيفَ ركَّبُوا في عقولِكم هذا الهراءَ والهرطقة والتجديف؟ وكيف تريدون من الآب اَلَّا يرحمَ ابناءَهُ وهو ابوهم؟ واَيُّ فضلٍ لهذا الآب على ابنائهِ اذا رحمَهم وهم احباؤُه؟ ولكنَّكم اَبَيْتُمْ اِلَّا اَنْ تَنْزِعُوا صفةَ الرحمةِ والمغفرةِ عن ربِّ العالمين لِتُعْطُوها الى يسوعِ القسيسين الذينَ ينهبونَ اموالَكم وياكلونَها بالباطلِ ويصدُّونَ عن سبيلِ اللهِ وعقيدةِ التوحيد؟ ولو كنتم فعلاً ابناءَ الله كما تزعمون لَمَا عَذَّبَكُمْ الله بذنوبِكم وانتقمَ منكم في الدنيا قبلَ الآخرة؟ ولذلكَ فَاِنَّ اللهَ هو الرحمنُ الرحيم الذي يبتلي عبادَهُ بالنّعمِ والمصائبِ ويختبرُهم رحمة بهم؟ وليسَ هذا الآبَ المزعوم الذي يعذّبُ اولادَهُ انتقاماً منهم بالزلازلِ والبراكينِ والخَسْفِ والطوفانِ والغرق والمرض الى آخر ما هنالك؟ ولذلك لا تستغربوا اِذَا استمعْتُم الى هذهِ الآية{وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا(أي لا يليقُ بجلالِه سبحانه وتعالى)} ولذلك انصحكم بالتواصل مع الفضائيات الاسلامية الكثيرة؟ واَنْ تكسِرُوا هذا الحاجزَ من الخوفِ بينَنا وبينَكُم باَسْرعِ وقتٍ ممكن؟ كيف تريدون من الطفل ان يتعلمَ في المستقبلِ اينَ يضعُ عضوَهُ الذكري مع رَحِمِ الانثى الحلال بدونِ تربيتهِ على كلمةِ نكاح؟ حتى المرأة فاِنَّ القرآنَ الكريم يربِّيها على النكاحِ ايضاً؟ قد يقولُ قائل وهل المرأةُ تستطيعُ اَنْ تَنْكِحَ قضيبَ الرجل ذي الفَتْحةِ الصغيرةِ بِفَرْجِهَا؟ والجوابُ على ذلكَ نعم بدليلِ قولهِ تعالى{واِذَا طلَّقْتُمُ النساءَ فَبَلَغْنَ اَجَلَهُنَّ فلا تعضُلُوهُنَّ اَنْ يَنْكِحْنَ اَزْوَاجَهُنَّ اِذَا تَرَاضَوْا بينهم بالمعروف}لِاَنَّ المشاركةَ النّكَاحِيَّة الجنسيَّةَ في النّكاحِ تحصلُ بينَ الرجلِ والمرأة؟ ولذلكَ عَبَّرَ القرآنُ عن هذهِ المشاركةِ مَرَّةً بنكاحِ المرأةِ للرجل؟ ومرةً أخرى بنكاحِ الرجلِ للمرأة؟ وذلكَ حفاظاً على كرامةِ المرأة؟ ولذلكَ اَرادَ اللهُ اَنْ يُخبِرَ الرجلَ اَنَّكَ تستوي معَ المرأةِ في موضوعِ النكاح؟ ولا فضلَ لكَ عليها؟ فكمَا اَنَّ فَرْجَهَا مَنْكُوحٌ في فَرْجِكَ؟ فكذلكَ فَرْجُكَ منكوحٌ في فَرْجِهَا؟ ولذلكَ لا يوجدُ دينٌ في العالمِ كلّه اعطى المرأةَ والرجلَ كرامتَهُمَا كَدِينِ الاسلام؟ بل اِنَّه دينُ الجميع من الاغنياءِ؟ والفقراءِ؟ والاسيادِ؟ والعبيدِ؟ والفلاحين والتجَّارِ؟ والصنَّاع؟ اِنَّهُ دينُ العملِ؟ والعمَّالِ؟ واَربابِ العمل؟ وهو الدينُ الوحيدُ الذي يجلبُ السعادةَ؟ والاملَ؟ والنجاةَ للبشريَّةِ كلّها في الدنيا والآخرة؟ هل تريدون اَنْ تعلّمُوا اللهَ الادبَ في قرآنهِ الكريمِ الحكيمِ الذي لا ياْتِيهِ الباطلُ من بينِ يديهِ ولا من خلفه؟ اَمْ تريدونَ اَنْ تتعلموا الاَدبَ من نبيِّنَا محمد رسول الله؟ الذي اَدَّبَهُ ربُّهُ فَاَحْسَنَ تَاْدِيبَهُ؟ حتى علاَ على جميعِ الاخلاقِ؟ ورَكِبَهَا بَدَلَ اَنْ تَرْكَبَهُ؟ واَصْبحَ قائداً لها؟ حتى اَنَّ ربَّهُ سبحانه كانَ يسارعُ في هواه؟ وينفّذ لهُ اكثرَ رغباتهِ بدليلِ قولهِ تعالى{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيم}قد يخطىءُ الطفلُ بعدَ اَنْ يبلغَ الحُلُم؟ ويضعُ ذَكَرَهُ اَوْ قَضِيبَهُ في فَرْجِ امْرَاَةٍ لا تَحِلُّ لهُ؟ اَوْ في شَرْجِ رجلٍ مثلِه؟ او بهيمةٍ؟ او مَحْرَمٍ والعياذ بالله؟ اذا لم تكنْ عندَهُ ثقافةٌ جنسية كافية حولَ هذا الموضوع؟ واخطرُ مصدرٍ شيطاني يتعلمُ منهُ الطفلُ الثقافةَ الجنسيةَ هو الافلامُ الاباحية التي تلاحقُنا لعنتُهَا على الموبايلات والمحطات المشفرة الخليعة الماجنة بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاة والسلام [كاشفُ العورةِ ملعون؟ والناظرُ اليها ملعون] ويُمْكِنُ للاهلِ فرضُ رقابةٍ على اولادِهم في داخلِ بيوتِهم؟ وفي خارجِهَا بِفَرْضِ غرامةٍ ماليةٍ كبيرةٍ من الدولةِ والمسؤولين على الكلابِ السَفَلَة اصحابِ مقاهي الانترنت الذينَ لا يستعملونَ برامجَ تحجبُ المواقعَ الاباحية؟ وتبقى لعنةُ البلوتوث على الموبايلات؟ والسيديات؟ والديفيديات؟ والفلاشات؟ والهاردات الداخلية؟ والخارجية؟ وكاميرات الفيديو؟ والتلفزيونات؟ والمجلات؟ وبصراحة لا اَجِدُ حلاً لها اِلَّا بتربيةِ الطفلِ على راْسِ الحكمةِ مخافةُ الله؟ والقرآنُ الكريم هو المصدرُ الوحيدُ الآمِنُ للطفلِ؟ من اجلِ تعلّمِ الثقافةِ الجنسيةِ (الحلال) من اجلِ ممارستِهَا؟ و(الحرام) من اجلِ اَلَّا يقع فيها؟ ولذلكَ اختصرَ القرآنُ الكريمُ الثقافةَ الجنسيةَ كلَّها (الحلالَ والحرامَ) منها بكلمةٍ واحدةٍ فقط وهي كلمة(نكاح) وقالَ{فانْكِحُوا ما طابَ لكم مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاع}مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصْرِفَ ذِهْنَ الطفل وقلبَهُ واحاسيسَهُ ومشاعرَهُ المُرْهَفَة عنِ الشذوذِ الجنسي والميولِ الخاطئةِ ويَلْفِتَ نَظَرَهُ ويَاْخُذَ عواطفَهُ ومُيُولَهُ كلَّها وبِقُوَّة لا الى نكاحِ امْرأةٍ واحدةٍ فحسب من النساء ولَكِنْ الى نكاحِ{مثنى وثلاث ورباع}وهذهِ افضلُ واحسنُ تربيةٍ صحيحةٍ وصِحِّيَّةٍ للطفلِ من اجلِ التغلبِ على اكبرِ مشكلةٍ اجتماعيةٍ في هذا العصر اَلَا وهيَ الميولُ الخاطئة التي ينتجُ عنها الشذوذُ الجنسي في المستقبل؟ والخلاصة اَنَّ اللهَ تعالى اَرادَ اَنْ يَلْفِتَ نَظَرَ الطفلِ بكلمةِ نكاح الى وجودِ اعضائهِ التناسلية التي لا يَحِقُّ لهُ اَنْ يَنْكِحَ اَوْ يتصرَّفَ فيها اِلَّا باِذْنِ خالقِهَا في الزواجِ المشروع بينَ رجلٍ وامراَة بدليلِ قولهِ تعالى{اَفَرَاَيْتُم مَا تُمْنُونَ اَاَنْتُم تَخْلُقُونَهُ أمْ نحنُ الخَالِقُون} واَمَّا كلمة زواج فلنْ يفهمَ الطفلُ منها شيئاً يُفِيدُه؟ وقد يفهمُ منها فهماً خطيراً خاطئاً وهو زواجُكُمُ المِثلِيُّ الحقيرُ الذي تجدونَ فيهِ الحضارةَ والحِشْمَةَ واللياقةَ والاباحيَّةَ المُطْلَقَة اَيُّها الحُثَالَةُ المُتَحَذْلِقُون؟ ولذلكَ فَاِنّي اُوَجِّهُ خطابي الى علماءِ الدِّين والنفسِ والاجتماع في جميعِ انحاءِ العالم وعلى وجهِ العَجَلَةِ والضرورةِ القصوى؟ اَنْ يجعلوا من مادَّةِ التربيةِ الثقافيَّةِ الجنسيَّة(سواءٌ كانَتْ اسلامية او يهودية او مسيحية) مادَّةً مُقَرَّرَةً في جميعِ مناهجِنا التعليمية بما يتناسبُ مع اَعمارِ الاطفال؟ بسببِ تَحَرُّشَاتِ اُولئِكَ الاَقْذَار الكبار الجنسية الفظيعة بالاطفال والتي نسمعُ عنها كثيراً في هذهِ الايام؟ ولا يكفي الابلاغُ عنها للسلطات؟ بل يجبُ توعيةُ الاطفالِ الذين سَلِمُوا منها؟ واعادةُ تَاْهِيلِ الاطفالِ الذين وقعُوا ضحايا في مَصْيَدَةِ هؤلاءِ الشياطينِ الكبار الذين يستغلُّونَهم اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ واِيَّاكم اَنْ تستهتروا في هذا الموضوع؟ لِاَنَّ أية صدمةٍ عاطفيةٍ تحصلُ للطفل بسببِ هذه التحرشات قد تقضي على حياتهِ في الحال او في المستقبل؟ وعلماءُ النفسِ والاجتماع يعرفون ذلك جيدا ؟؟؟ نعم ايها الاخوةُ الكرام{ثمَّ اَنزَلَ عليكم مِنْ بعدِ الغمِّ اَمَنَةً نعاساً يغشى طائفةً منكم} فما معنى يَغْشَى؟ يقالُ فلانٌ تَغَشَّى بِثَوْبهِ بمعنى اَنَّهُ غَطَّى كلَّ جسمهِ بثوبهِ؟ فهؤلاءِ الذين تَغَشَّاهم النومُ بمعنى نامُوا نوماً مُسْتَغْرَقاً عميقاً{وطائفةٌ قدْ اَهَمَّتْهُمْ اَنْفُسُهُم}الطائفةُ الاولى علمَ اللهُ منهُمُ الايمانَ والاخلاص واَنَّ ما بَدَرَ منهم كانَ فَلْتَةً تحتَ تاثيرِ ضَعْفٍ بشريّ او حاجةٍ من الحاجاتِ المُلِحَّةِ القَهْرِيَّة؟ واَمَّا الطائفةُ الاخرى وهم المنافقون الذين خرجُوا في غزوةِ احد ثمَّ رجعَ اكثرهُم مع عبد الله بن ابي بن سلول المنافق لَكِنْ بقيَ بعضُ هؤلاءِ المنافقين مُنْدَسِّينَ في صفوفِ المؤمنين؟ ولهذا هؤلاءِ هل اَنْزلَ اللهُ عليهم هذهِ الاَمَنَة وهم{طائفةٌ قد اَهَمَّتْهُمْ انفسهم} بمعنى اَنَّ مصلحتَهمُ الخاصَّةَ كانَتْ فوقَ كلِّ اعْتِبَار؟ لِاَنَّهم خرجوا معكم ايها المؤمنون لا من اجلِ الجهادِ والقتال واِنَّما طمعاً بالغنائم من اجلِ ان يحصلوا على الرِّبْحِ المادِّيِّ الصافي وَسَيَمُنُّونَ عليكم بقولِهِم{ اَلَمْ نَكُنْ معكم واِنْ كانَ للكافرين نصيبٌ(نصرٌ على المسلمين فَاِنَّ المنافقين يَمُنُّونَ على اخوانِهِمُ الذين كفروا بقولِهم اَيضاً) اَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عليكم ونَمْنَعْكُمْ من المؤمنين(أي كنَّا نُشَكِّلُ جبهةَ مُمَانَعَةٍ قوية لمصلحتِكُمْ ضِدَّ المؤمنين؟ وَكَذَبُوا والله فَاِنَّهم في حياتِهِمُ الدنيا كلّها لم يُطْلِقُوا طَلْقَةً واحدةً على الجولانِ المحتل عفواً اَقصِد على المؤمنين؟ لِاَنَّهم جبناء يهربون من اَوَّلِ طلقة عفواً اقصد ضربة سيف او سهم او نبل؟ ولا تظهرُ طلقاتُهم وشجاعتُهم اِلَّا على الضعفاءِ الابرياءِ العُزَّل من ابناءِ وطنهِم وشعبهِم لمصلحةِ عدوِّهِم؟ عفواً اقصد هؤلاء المنافقون الكلاب الخونة هداهمُ اللهُ الى عقيدةِ توحيدٍ صافيةٍ راقية واخلاقٍ وقِيَمٍ ومُثلٍ عُلْيَا يَلهَثونَ وراءَهَا عِوَضاً عن هذهِ الحياةِ الدنيا الدَّنِيئَة) ولذلكَ هؤلاءِ المنافقون اَهَمَّتْهُمْ اَنفسُهُمْ؟ فلم يندموا على هربِهم كما ندمَ المؤمنون؟ بل بالعكس فَرِحُوا بذلكَ حينما اَنْقَذُوا انفسَهُمْ من الموتِ اَوِ القتل؟ فهؤلاءِ المنافقون بالنتيجة يُوكِلُهُمُ اللهُ الى اَنفسهِم؟ واَمَّا انتم ايها المؤمنون الرَّاجعون الى الله تعالى والتائبون{إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ اَمَنَةً منه} واَمَّا هم فهم{ طائفةٌ يَظُنُّونَ باللهِ غيرَ الحقِّ ظَنَّ الجاهليَّة} بمعنى اَنَّهم لا يعتقدون اَنَّ اللهَ تعالى سينصُرُ رسولَهُ والذين آمنُوا معه؟ بل اعتقدوا اَنَّ الهزيمةَ سَتَلْحَقُ المؤمنين واَنَّ النصرَ يكونُ لهؤلاءِ الكفار ذَوِي العددِ الاَكثرِ من المؤمنين والقوةِ المادِّيَّةِ الأقوى من قوةِ المؤمنين؟ ولَكِنْ خابَ فَاْلُهُمْ وظَنُّهُمْ وَانْقَلَبَ الامرُ عليهم؟ لِاَنَّهم لم يظنُّوا باللهِ ظنَّ الحق وهو قولهُ تعالى{ اَوَلَمْ يَرَوْا اَنَّ اللهَ الذي خلقَهم هو اَشَدُّ منهم قُوَّة} بل كانُوا من الذين{يظنُّونَ باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ الجاهليَّة يقولونَ لو كانَ لنا مِنَ الاَمرِ شيءٌ ما قُتِلْنَا هَهُنَا} وطبعاً هم لم يُقْتَلُوا واِنَّما قُتِلَ اِخوانُهم؟ بمعنى اَنَّهُ لو كانَ الامرُ بيدِنَا وسَمِعَ محمدٌ من زعيمِ نفاقِنَا ابنِ سلول واَطَاعَهُ ورجعَ الى المدينة {ما قُتِلْنَا هَهُنَا} بمعنى ما قُتِلَ اخوانُنا؟ فالذي اَوْقَعَنَا في هذهِ الورطةِ وورَّطَنَا هو محمدٌ واتباعهُ المؤمنون به{قُلْ لو كنتم في بيوتِكُمْ(بمعنى داخلَ بيوتِكُمْ في حصونٍ مُحَصَّنَة) لَبَرَزَ الذين كُتِبَ عليهم القتلُ الى مضاجعِهِم(أي لبرز بمعنى ظهرَ اليكمُ الموتُ فجأة وبارزَكُم عندَ انتهاءِ آجالِكم وخرجَتْ ارواحُكُم رغماً عنكم تحتَ تَاْثيرِ ضَرْبِ الملائكةِ لوجوهِكُمْ واَدْبَارِكُمْ وتعذيبِهِمْ لكمْ عندَ طلوعِ الروحِ وبعدَها) فهؤلاءِ يعتقدون بعقولِهِمُ الضعيفةِ للغاية اَنَّهُمْ اِذَا لم يخرجوا فَاِنَّهم لن يُقْتَلُوا هم اَوْ اِخْوَانُهم؟ فقالَ لهمُ القرآن لا واللهِ لو كنتم في بيوتِكُمُ المُحَصَّنَةِ المَحْمِيَّة لَبَرزَ الموتُ اَمامَكم واَصَابَكم قضاءُ اللهِ وقَدَرهُ رَغْماً عنكم بدليلِ قولهِ تعالى{ اَيْنَمَا تكونُوا يُدْرِكْكُمُ الموتُ ولو كنتم في بروجٍ مُشَيَّدَة} فَانْظُرْ اخي الى القرآنِ الكريم كيفَ يُوَجِّهُنَا وكيفَ يقومُ بعملياتِ غَرْبَلَةٍ وتَصْفِيَةٍ وَفَرْزِ اَصْوَاتِ النَّاخِبين عفواً اَقصدُ المنافقين؟ نعم ايها الاخوة الكرام اِنَّهَا ذِكرياتٌ اليمةٌ ماساوية حزينة مَرَّتْ على قلبِ نبينا محمد رسولِ الله؟ ومع ذلكَ كانَ رسولُ اللهِ كلَّما راَى جبلَ اُحُد تَذَكَّرَ اصحابَهُ الذين ماتُوا شهداء؟ وتذكَّر عمَّهُ حمزة سيِّدَ الشهداء؟ واغْرَوْرَقَتْ عيناه بالدموع؟ وقال اُحُدٌ جبلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّه؟ نعم ايها الاخوة وكانَ كلَّما راَى تلك المراَةَ العجوز تَذَكَّرَ زوجتَهُ اُمَّ المؤمنين الاولى خديجةَ رضي الله عنها واَكْرَمَهَا غاية الاكرام وبَسَطَ لها رِداءَه؟ فكانَتْ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها تساَلهُ ما شاْنُ هذهِ المَرْاَةِ؟ فكانَ يقولُ لها يا عائشة كانَتْ تَاْتِينَا اَيَّامَ خديجة؟ فهل تجدونَ ايها الاخوة في العالم الانساني كلّه مَنْ هو اكثرُ وفاءً من محمد رسول الله لزوجتهِ وارحامهِ واصحابِه؟ كَلَّا ايها الاخوة الكرام؟ لقد خرجَ المؤمنون مع نبيِّهِم الى غزوةِ اُحُد؟ فرجعَ ابنُ سلول بِثُلُثَيِ الْجَيْش؟ وكانَ المؤمنون جميعُهم يَنْوُونَ البقاءَ مع رسولِ الله ثمَّ حَصَلَتْ قِصَّةُ الغنائم؟ فَنَزَلَ البعضُ وخالفَ اَمْرَ رسولِ الله عليه الصلاةُ والسلام؟ والباقي اسْتُشْهِدُوا على الجبل ثم تحتَ الجبل؟ وفَرَّ الاخرون؟ فحصلَتْ خَضْخَضَةٌ؟ وبقيَ نفرٌ قليلٌ جدّاً كانُوا نموذجاً رائعاً للثباتِ وعدمِ الفِرَار؟ ثم هؤلاء الفَارُّون شعرُوا بالنَّدم فعادُوا؟ فعادَ اللهُ تعالى اليهم من جديد؟ وَاَمَّا نحن فمتى سنعودُ الى الله؟ قولوا لي ايها الاخوة متى؟ هل هو في خبرِ كانَ؟ اَوْ اِنَّ واَخواتِها؟ كم يَخْطُبُ الخُطَبَاء؟ وكم يَعِظُ الوُعَّاظ؟ وكم؟ وكم؟ وكم؟ وكم؟ ومع الاسف لا نرى اِلَّا الاستجابة القليلة اليسيرة؟ ولذلك ايها الاخوة الكرام ليسَ المُهِمَّ اَنْ تسمعوا بَقَدْرِ ما هو مهمٌّ اَنْ تفهموا ما سَمِعْتُمُوهُ؟ ثم تعتقدوهُ عقيدةً صحيحةً؟ ثم تُطَبِّقُوا ما تَعَلَّمْتُمُوهُ؟ لِيكونَ السلوكُ موافقاً للايمانِ بالعقيدةِ الصحيحةِ والعملِ الصالح؟ اللهمَّ انْصُرْنَا على القومِ الظالمين؟ وانصرنا اَوَّلاً على انفسِنَا الاَمَّارَةِ بالسوء؟ وعلى مُضِلَّاتِ الفِتَن؟اللهمَّ يا مُقَلّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبَنَا على دينِك؟ وصَلِّ اللَّهُمَّ على نبيِّنَا محمد رسول الله وجميعِ اخوانهِ من النبيين وازواجهِ وذريتهِ وآلهِ واصحابهِ ومن اتبعوهم باحسانٍ الى يومِ الدِّين من الملائكةِ والانسِ والجنِّ المؤمنين وسلّم تسليماً كثيراً يا ربَّ العالمين وآخرُ دعوانا اَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين




مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات وقولوا للناس حسنا
العلويون والخطر الاكبر القادم اليهم
الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات
اختي افنان تسلم عليكم ؟
اين الله ؟؟؟
  رقم المشاركة : [2]
عضو جديد
 

افتراضي رد: الله خلق هذا الكون بنواميس صارمة ثم تخلى عنه كما يقول المبطلون؟

رااااااااااااااااااااائع





مينوو عمر غير متواجد حالياً  
  رقم المشاركة : [3]
موقوف
 

افتراضي رد: الله خلق هذا الكون بنواميس صارمة ثم تخلى عنه كما يقول المبطلون؟

رااااااااااااااااااااااائع





حبيبة قلبى غير متواجد حالياً  

الكلمات الدلالية

الله خلق هذا الكون بنواميس صارمة ثم تخلى عنه كما يقول المبطلون؟


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 23:22.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status