|
المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب |
| LinkBack | أدوات الموضوع |
#1
| |||||
| | | |||
فائدة في بيان معنى الرب والإله فائدة في بيان معنى الرب والإله قال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ في شرح كشف الشبهات : ( الله جل وعلا* ذكر الرب في مواضع ، وذكر الإله ، خذ مثلاً* سورة الناس ، يقول سبحانه وتعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ ) فما الفرق بين* رب الناس وإله الناس ؟ هل هما شئ واحد ؟ إذًا يكون الكلام مكرر !* أو هما شيئان ؟ فلابد من معرفة الفرق بينهما .. وكذلك في القرآن كثيرًا مايأتي ذكر الرب ، كقوله تعالى : (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * ) .. ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ ) الآية ** والإله .. ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وقوله تعالى (* إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ) تكرر لفظ الرب ، وتكرر لفظ الإله .. فمامعنى كل منهما ؟ هل هما بمعنى واحد ؟ أما لكل منهما معنى مستقل ؟ لا .. لكل واحد منهم معنىً مستقل ، وليسا بمعنى واحد ، وإلا كان تكرارًا* .. الرب معناه المربي* .. المربي لخلقه بنعمه ، ومغذيهم* برزقه ، تربية جسمية بالأرزاق والطعام والشراب ، وتربيةً قلبية روحية* بالوحي والعلم النافع ، وإرسال الرسل ، تربية حسية ، وتربية معنوية .. هذا من معاني الرب سبحانه وتعالى ، أنه مربي لعباده ، ومن معاني الرب المالك ، رب السموات والأرض* ومالكهما .. المنفرد بملك السموات والأرض ، كما تقول رب الدار .. يعني مالك الدار .. رب الإبل معناه مالك الإبل .. أليس كذلك ؟ رب الشئ مالكه ومتصرف فيه ، ومن معاني الرب المصلح الذي يصلح الأشياء ، ويدفع عنها مايفسدها ، وهو الله ـ سبحانه وتعالى ـ هو الذي يصلح هذا الكون* ، وينظمه على مقتضى* إرادته وحكمته سبحانه وتعالى* " لو كان فيهم آلهة إلا الله لفسدتا " لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله أو مع الله لفسدتا ، ولكون السموات والأرض لم تفسدا* دليل على أن الله هو الذي يتولى شؤونهما وحده لاشريك له .. هذا من معاني الرب ، المصلح* المدبر للملكوت* ومن معاني الرب السيد* الذي تخضع له الكائنات ، وتنقاد له ، فهو سيدها ـ سبحانه وتعالى ـ* هذه معاني الرب .. تدور على هذه المعاني : المربي ، المالك ، المصلح ، السيد ، هذه معاني الرب .. أما الإله معناه المعبود ، من أله يأله ، بمعنى عبد ، عبد يعبد ، فإله معناه معبود ، وليس معناه الرب ، وإنما معناه المعبود* ، والإلهية هي العبادة ، من أله يأله بمعنى عبد يعبد ، والوله هو الحب ، لأنه سبحانه وتعالى يحبه عباده المؤمنون* ويخافونه ويرجونه ، ويتقربون إليه ، هذا هو معنى الإله ، معناه المعبود ، وليس معناه الخالق المالك ، الإله معناه المعبود المرجو الذي يُخاف ويُرجى ويتقرب إليه ويتورع إليه بالعبادة ، هذا هو معنى الإله .. فظهر لنا الفرق بين معنى الرب ومعنى الإله ، وأنهما ليس بمعنى واحد ، ومن قال بأنهما بمعنى واحد فقد غلط ، نعم يقولون إذا ذُكرا جميعًا صار الإله له معنى والرب له معنى ، لكن إذا ذُكر واحد منهما دخل فيه الآخر ، إذا ذُكر الرب فقط دخل فيه معنى الإله ، وإذا ذُكر الإله دخل فيه معنى الرب .. أما إذا ذُكرا جميعًا مثل مافي سورة الناس ، فإنه يكون للرب معنى وللإله معنى آخر .... ــ ــ ــ إلى أن قال ـ حفظه الله ـ ومن هنا نعرف أيضًأ الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، إذا عرفنا معنى الرب ، وعرفنا معنى الإله ، عرفنا معنى توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية فتوحيد الربوبية الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ، الإعتراف بأفعال الله ـ سبحانه وتعالى ـ وتوحيد الألوهية معناه إفراد الله بأعمال العباد التي يتقربون بها إليه بما شرعه ، هذا معنى توحيد الألوهية ، يألهونه بمعنى يعبدونه ويتقربون إليه بأنواع العبادة التي شرعها لهم .. فهناك فرق بين توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية وليسا بمعنى واحد ) أ هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــالمصدر / شرح كتاب كشف الشبهات لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ مقالات ممكن أن تعجبك :
المصدر: الإبداع الفضائي - من قسم: المواضيع الإسلامية |
|