الإبداع الفضائي - دواء جديد يمكن مرضى سيلياك من تناول الأطعمة المحظورة

دواء جديد يمكن مرضى سيلياك من تناول الأطعمة المحظورة
هناك الكثير من الأطعمة التي تعد عدوة لمصابي مرض سيلياك celiac disease، أو ما يسمى أيضا بالداء البطني، وهو حالة تصيب الجهاز الهضمي يثيرها تناول بروتين يحمل اسم الغلوتين gluten، ويتواجد بشكل رئيسي في أطعمة معينة؛ منها الخبز والباستا والبسكويت وغيرها العديد من الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير وحبوب الجاودار وغيرها. وذلك بحسب تعريف موقع www.mayoclinic.com له.
https://www.fadaeyat.co/up/images/754...8724416746.jpg

لكن العلماء يعملون على إيجاد عقار بسيط يمكن مصابي هذا المرض من تناول ما يحلو لهم من أطعمة بدون الإصابة بالأعراض التي تنتاب الجهاز الهضمي عند تناولهم لما يحتوي على مادة الغلوتين.
وبالفعل، فقد أظهرت نتائج دراسة حديثة أن العلماء قد يكونوا توصلوا لهذا العلاج. فبحسب موقعي WebMD وwww.drugs.com، قامت مجموعة من الباحثين بإجراء إعادة هندسة إنزيم طبيعي يحمل اسم kumamolisin-As، لتحليل بروتين الغلوتين في المعدة إلى أجزاء صغيرة تعرف بالبيبتيدات peptides، حيث يشيرون إلى أن ذلك يعمل على تقليل احتمالية إثارة جهاز المناعة، والتي تسبب الآلام والتهيجات الناجمة عن المرض المذكور.
ويذكر أن الإنزيمات معادة الهندسة، والتي حملت اسم كوماماكس KumaMax، بدت عالية الفعالية، وذلك عندما فحصت في أنابيب الاختبار، حيث قامت بتفكيك ما يزيد على 95 % من بيبتيدات الغلوتين، والتي يعتقد بأنها تسبب المرض المذكور، وذلك بناء على دراسة نشرت حديثا في مجلة American Chemical Society.
أما ما يجب على الفريق البحثي القيام به حاليا، فهو تحويل الإنزيمات المذكورة إلى مادة مضافة للأغذية، كالمستحضرات المضادة لغازات البطن، وبيعها بدون وصفة طبية. وذلك بناء على ما ذكره جستن سايجل، وهو أستاذ مساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا وأحد القائمين على الدراسة المذكورة.
فرغم أن القيام بذلك يحتاج لعدة سنوات للوصول إليه، إلا أنه أفضل من خوض الخطوات اللازمة لجعلها دواء لا يباع من دون وصفة طبية، كون ذلك يحتاج إلى عقد أو أكثر من الزمان يجري خلاله الخضوع إلى الإجراءات اللازمة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA.
ولمعرفة كيفية عمل المادة هذه، يجب الإشارة أولا إلى أن الإنزيمات هي بروتينات تصنع ردود أفعال كيماوية. أما البروتينات، فهي "العمود الفقري" في جميع خلايا أي كائن حي.
ففي البحث المذكور، قام الباحثون بإعادة هندسة إنزيمات طبيعية معينة لتتمكن من التعرف على البيبتيدات التي تحث على الإصابة بأعراض مرض سيلياك. كما وقاموا بإجراء تعديلات على البروتين في المختبر ليتمكن من العيش في البيئة الحمضية في المعدة.
أما الخطوة التالية، فهي إظهار أن الإنزيمات معادة الهندسة ليست سامة.
أما عن مدى فعاليتها، فهي تختلف من حالة إلى أخرى. فبعض مصابي المرض المذكور قد تنقطع أنفاسهم لمجرد وجود الدقيق حولهم كونهم شديدي الحساسية للغلوتين، كما وأن هناك من يشعرون فقط باضطرابات معوية عند تناولهم مأكولات تحتوي عليه. لذلك، فليس من المتوقع أن تحل الإنزيمات المذكورة مشكلة من لديهم حساسية مفرطة من الغلوتين، إلا أنه سيصبح بإمكانهم تناول وجبة طعام من دون القلق بأن يصل إلى جهازهم الهضمي القليل من هذه المادة. أما من لديهم حساسية بسيطة، فما عليهم إلا أخذ العقار الذي يحتوي على الإنزيمات معادة الهندسة، ومن ثمّ يصبح بإمكانهم تناول ما يريدون.