الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   فشل محاولة الحمل بتقنية أطفال الأنابيب نهاية المطاف أم بداية تحويل الحلم لواقع (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat97262/)

*HOB* 7 ذو الحجة 1436هـ / 20-09-2015م 15:51

فشل محاولة الحمل بتقنية أطفال الأنابيب نهاية المطاف أم بداية تحويل الحلم لواقع
 
يمكننا اعتبار الرابطة الزوجية بأنها السر الروحاني المقدس الذي يضمن لكوكبنا استمرارية البقاء وتبادل الأجيال بالأدوار، والانجاب المنظم يشكل العامود الفقري بأحد محاور الحياة الضرورية، بينما الاجتهادات العلمية بتفسير وحصر المشكل الصحية تتوالى وتتغير على مدار الساعة ضمن عقارب الزمن، ففي كل صباح مشرق تضاء شمعة جديدة بالدرب المظلم لينتهي مفعول شمعة أخرى بنفق البشرية، والطبيعة البشرية.
https://www.fadaeyat.co/up/images/888...7494684115.jpg

الاكتشافات العلمية المتلاحقة لم تتمكن حتى الساعة من تحليل الشيفرة وتوضيح اللغز لجميع المشقات الصحية ويحتل لغز الحمل والإنجاب القمة على سلم الأولويات والتي نعجز عن التحليق في عالمها أحيانا أو يحظر علينا ذلك لسبب نجهله، وفي سبعينات القرن الماضي أضاءت ولادة الطفلة « لويزا براون « في 28 تموز بعمليّة قيصرية كأول انتصار علمي سجله التاريخ عندما نجحت عمليّة الإخصاب خارج الجسم «بمسمى أطفال الأنابيب الظالم» عام 1978 لسيدة بريطانية شمس الأمل على قدر واسع ومنتشر من سكان البشرية الذين حرموا من نعمة الحمل والإنجاب، فكانت بمثابة إعلان ولادة البدايات للثورة الصحية بالمساعدة على الحمل بطريق التلقيح خارج الرحم وإعادة الجنين لداخل الرحم بعد فترة زمنية قصيرة داخل الحاضنات لإكمال مشوار الحمل، وكان لنا في الأردن نصيب المؤسس والمشارك للريادة في هذا المجال، فأنشئ المركز المتخصص الأول بالأردن لأطفال الأنابيب بمغامرة ومبادرة شخصية لأحد أعمدة وعلامات الطب بالأردن - أطال الله في عمره - لنجد الآن أن مراكز الإخصاب قد انتشرت في ربوع الوطن ومنّا المبدعين على إدارتها لتحقيق النتائج المقارنة، وربما بداخلي هاجس - لأتمنى بعدم تحقيقه – أن تصبح عدد مراكز الإخصاب بعدد أطباء الاختصاص ولو تحت مسمى إسعاد أبناء الوطن، وبرغم ذلك أحتار عندما لا أجد الجواب لسؤال يتكرر بواقع العمل عما يفعل الزوجان عندما تفشل محاولة أطفال الأنابيب أو أكثر بعد سلسلة من شواهد الاطمئنان، وبعد توفر كافة متطلبات اعتمادية النجاح، فالنسبة العالمية الحقيقية والواقعية لفرصة نجاح المحاولة تتذبذب في مربع الربع المئوي إلا في سجلات بعض المراكز والأفراد العربية التي تعتمد بالإفصاح عن حالات النجاح بأسلوب جبري ينطلي على فئة من المحتاجين والوافدين بقصد العلاج وذلك بجرد حالات النجاح وعدم الاعتراف بحالات الفشل وهي كثيرة، لأكرر السؤال: وماذا بعد؟
القاعدة الذهبية غير الخلافية لأي زوجين أن الحمل أمر واقع بتوافر الحيوانات المنوية والبويضات، وقد يكون أكثر من عامل يؤخر الاندماج، فعامل العمر والزمن والصحة قد يؤخر الحدث الذي لا بد من إشراقه بعد ليل طويل، ليقفز التساؤل كيف للزوجين والطبيب قراءة الواقع وتحليل النتائج على أمل اكتشاف الخلل بالخطة العلاجية لتفادي المرور خلاله بالمحاولات القادمة، وهذا يلزم مراجعة وتحليلاً جديداً لمفاصل التاريخ الشخصي لكلا الزوجين لأنها تشكل المربع الأول للعلاج، ويقيني أن تقنيات المساعدة على الحمل قد أجابت على أرض الواقع لفشل البعض كحالة ضعف القدرة الإنجابية لإنتاج حيوانات منوية بمواصفات معينة أو إنتاج بويضة بجودة معينة أو انسداد القنوات الإنجابية للزوجين ووجود التصاقات حوضية حول المبيضين أو قنوات الإنجاب والنقص الحاد والمضطرد بكمية ونوعية الحيوانات المنوية ذات الصفات المنتجة والكشف عن نسبة محددة من الأمراض المناعية وتخثرات الدم وصعوبة أداء مهمة المعاشرة الزوجية بالوضع الصحيح، وكل ذلك لم يسجل درجة النجاح بالعلامة الكاملة لسؤال نحتار بالإجابة عليه فنعتمد على الدبلوماسية والقدر وإيمان الأفراد أو نفسر ذلك لحدث طارىء ويقيني أن ذلك لعدم موفقيه مع بذل الجهد المطلوب وصاحب المردود بصورة إفرادية تبتعد عن التعميم في التفاصيل ليقفز السؤال مجددا بعد الفشل وماذا بعد؟
لا يوجد جواب مريح وشافٍ ومقنع لجميع المعنيين، ولكننا نجتهد بالقول أن فشل محاولة أو أكثر لا يجب أن يفسر بصورته المطلقة ويحفظ كنتيجة وعنوان في ملف الإحباط والمستحيل، فباحث النجاح ينهض مسرعا من كبوته ولكن قبل المحاولة التالية لا بد لمراجعة شاملة لأحداث المحاولة الفاشلة وظروفها بهدف إحداث التغيير وتفادي المسير في مطبات المحاولة/المحاولات الفاشلة السابقة، فتحليل النتائج المخبرية والسريرية ومراجعة برنامج تحريض الاباضة بكافة أركانه وفصوله من حيث جرعة الحقن العضلية والجلدية ومدة التحريض وظروف سحب البويضات وعددها ونوعيتها وجودتها وظروف اتحادها بالحيوانات المنوية وتكون الأجنة ودرجات انقساماتها وواقع تطورها وإعادة الأجنة من حيث النوعية والكمية والتوقيت لا يعتبر خللا بالمحاولة الأولى ولا يعيب نفس الطبيب أو يفسر تحت بند آخر، بل جرأة ومهارة علمية تسجل له في سجل نجاحاته، وكل ذلك ليس كفيلا بالاجابة والتفسير فعدم الوصول لمفتاح الحل لا يعني الإحباط، وهو أمر ليس ثابت وأريد التوضيح أن السبب الأساسي يتمثل بفشل انغراس الجنين ببطانة الرحم وهو المعني الأول بالأمر حيث أن نجاح اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة بظروفه والانقسام بالحاضنة ليجعل من بطانة الرحم المتهم الأساسي للفشل بعدم قدرته على احتضان الوافد الجديد علما أن الأبحاث العلمية قد بينت أن الجزء الأكبر لفشل المحاولات ينتج بسبب توقف نمو الجنين لسبب ما، والذي قد يفسر لخطأ تكويني بالكروموسومات أو خلل بالنمو فيجعل الجنين ضعيفا غير قادر على الاستمرارية وأشبه ما يكون سر ذلك بصندوق أسود لا نقدر لتحليل شيفرته ضمن إمكانياتنا وحدود علمنا واجتهادنا اليوم، وقد يفسر الأمر بالغد ولننتظر فيبقى السؤال وماذا بعد؟
إن دراسة تفاصيل الأجنة بالمختبرات المتخصصة قد ساهمت برفع نسبة الأمل والنجاح لأنها نجحت بتمييز درجة الاختيار للأنسب وإجراء الدراسة النسيجية اللازمة لبيئة الإنتاج والانغراس هو فصل فني آخر من فصول البحث عن الأسباب وظروف بيئة الانغراس (بطانة الرحم) كظروف مثالية للاستقبال لا تتعدى ساعات محددة بحكم التأثير الهرموني المثالي المؤثر وهذا يتطلب الحرص الشديد وجانبا من التوفيق لاقتناص فرصة الغرس واتساق التنفيذ على أن لا نغفل من فصول الدراسة تأثيرات الجهاز المناعي والدوراني وعوامل التخثر ونقص التروية الدموية للرحم لجعله بيئة مناسبة لأداء وظيفته، إضافة لتحليل فصول التوافق للزوجين ومن ضمنها التحليل الجيني وتحليل وظائف الغدد الأساس بالأمر كالغدة النخامية والدرقية، وعنوان الأمر يجب أن يشكل دافعا للتقدم وإجراء محاولة ومحاولة جديدة ويجب أن تشكل المحاولة الفاشلة درسا ودافعا للتقييم للبحث عن مفتاح باب النجاح، وتغيير الطبيب في حالات عديدة يعني الاعتراف بطمأنينة الزحف للخلف المظلم هروبا وإظلالا لنصيحة خبير جاهل لتجربة بظروف معتمة ومشبوهة، والنجاح بمفهوم الواقع يشكل شراكة حقيقية لمجهود الزوجين وتصميمهما والطبيب وفريق الأجنة بمختبرات الإخصاب وقدرنا أن نظلم أحيانا، وأن نغرس أحيانا أخرى أشتال سعادة لقلوب المحجين لديارنا بالتوقيت المناسب ولو بعد حين. عندما تفشل محاولة أشرف عليها أحزن وأدمع وأتذكر أنني قد زرعت البسمة والسعادة للكثيرين لحالات مشابهة وأنها ليست المحطة الأخيرة لقطار هؤلاء ومع ذلك أتمنى الجواب لسؤال بدأ وماذا بعد؟ تصنيف الفحوصات الزوجية بالقالب الطبيعي لا تعني أبداً شهادة ضمان لنجاح المحاولة، كحال عدم التوفيق، فمشاتل البحث العلمي بجيشها الجرار قد بشّرتنا أن بذور النجاح قد غُرست ببيئة الأمل وتروى بعرق الجبين وماء الوريد لشهداء الأبحاث الذين يفنون عمرهم لرسم الابتسامة ووأد المرض أو الحرمان، فهناك المزيد من الحصاد القادم بهدف مشروع لتحديد الساعة البيولوجية التي تترجم ساعة الرحمة باستقبال يليق بالضيف القادم لعالمنا، انجاز يحفر وساما على صدر قلعة التاريخ التي تخلد العظماء، ففشل محاولة الحمل بتقنية أطفال الأنابيب ليست نهاية المطاف بل البداية لتحويل الحلم لواقع.


الساعة الآن » 22:06.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd