الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   أبواب الجامعات مغلقة في وجوه الطلبة ذوي صعوبات التعلم (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat96435/)

*HOB* 9 ذو القعدة 1436هـ / 23-08-2015م 17:00

أبواب الجامعات مغلقة في وجوه الطلبة ذوي صعوبات التعلم
 
وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين: سؤال «ما هو عدد الطلبة ذوي صعوبات التعلم المقبولين أو الذين سيقبَلون في مؤسسات التعليم العالي الأردنية؟» جواب: لا أحد في السنوات الماضية ولا أحد في نتائج القبول الموحد المتوقعة قريباً
https://www.fadaeyat.co/up/images/914...6145877693.jpg
أحد أهم الأسباب لوجود مثل هذه الظاهرة الغريبة في الأردن ومعظم الدول العربية هو أن هؤلاء الطلبة محرومين من حقهم في الحصول على التكييفات الأكاديمية المناسبة لتجاوز امتحان الثانوية العامة على الرغم من أنهم يتمتعون بذكاء طبيعي أو حتى فوق الطبيعي لوجود احتمالية أن يكونوا أيضاً ضمن فئة الطلبة الموهوبيين الذين يعانون من صعوبات التعلم. بالإضافة إلى أن الشكل الخارجي للطلبة ذوي صعوبات التعلم لا يدل على وجود إعاقة، فصعوبات التعلم ترتبط بمشاكل معرفية وتحصيلية داخلية ولهذا غالباً ما تسمى بالإعاقة الخفية.
مع حقيقة أنَّ عدد الطلبة في التعليم العالي في الأردن والوطن العربي في ازديادٍ مُضطرد، فإنه من الضرورة أنْ يتم قَبول وتلبية ومعالجة احتياجات الطلبة ذوي صعوبات التعلم منهم في الجامعات والكليات. ونتيجة لذلك فقد أُصدرت العديد من القوانين لتسهيل وصول الطلبة ذوي الإعاقات إلى الجامعات، ومنها القانون الأردني لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2007، والذي يَنُصُّ على أنَّ مؤسسات التعليم والتعليم العالي ملزمة حسْب القانون بإجراء تعديلات وتكييفات أكاديمية مناسبة لحاجات الطلبة ذوي الإعاقات، وأنّه لم يعد ممكناً لهذه المؤسسات أن تُسَوّغ عدم القيام بذلك. في حين أنّ كل القوانيين المتعلقة بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة هي علامات تَقدُّم مُشَجِّعة، فإن الدراسات العلمية في الأردن وغيرها من الدُّول العربية تشير إلى وجود ثغرات بين السياسة والممارسة، وأنه لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام مشاركة الطلبة ذوي الإعاقات، وخصوصاً ذوي صعوبات التعلم منهم في التعليم العالي.
فعلى سبيل المثال تشير نتائج دراسة حديثة بعنوان « خبرات الطلبة ذوي الإعاقات في إحدى الجامعات الحكومية في الأردن» للدكتورة حنان الحموز (Al Hmouz, 2014) في المجلة الدولية للتربية الخاصة (International Journal of Special Education) على أنّ :
1- الطلبة ذوي الإعاقة الخفية مثل صعوبات التعلم غير ممثلين في الجامعة ولا توجد لهم مقاعد أو إجراءات قَبول خاصة.
2- النسبة المئوية للطلبة ذوي الإعاقة مقارنة مع نظرائهم من غير المعاقين منخفضة جداً، عدد الطلبة المخدومين أقل من 2% من العدد الأصلي الذي يجب أن يحصلوا على خدمات حسب تقارير منظمة الصحة العالمية .
3- أعضاء الهيئة التدريسية والموظفين غير مُلمين بقوانيين حقوق الأشخاص المعوقين في الأردن ، وهم غير مدرَّبين للتعامل مع الطلبة ذوي الإعاقات.
4- الطلبة ذوي الإعاقات لا تُقدم لهم الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم الدراسية، وهم غير راضين عن مكتب خدمات الطلبة ذوي الإعاقات في الجامعة. ومن الممكن تعميم نتائج هذه الدراسة إلى كافّة أرجاء الوطن العربي بناءً على الإحصاءات السنوية الصادرة عن وزارات التعليم العالي في هذه الدول وعدد الطلبة ذوي الإعاقات المقبولين في جامعاتهم.
وهنا تَجدُر الإشارة إلى أنّ عدم تمثيل أو حصول 98% من الطلبة ذوي الإعاقات على خدمات في الجامعات الأردنية والعربية، يعود إلى حقيقة أنّه من السهل على النّظام التعليميّ الأردنيّ والعربيّ تحديد الطلبة ذوي الإعاقات الشديدة والإعاقات الحسية باستخدام المنهج الطبّيّ من تحديد الطلبة ذوي صعوبات التعلم أو الإعاقة الخفية ، والذين لا يمكن تشخيص إعاقاتهم طبياً، بل اعتماداً على القياس النفسي التربوي . ونتيجة لذلك فالطلاب ذوي صعوبات التعلم أو الإعاقات البسيطة نادراً ما يتمُّ تشخيصهم ، ولا يحصلون على التقييم والبرامج العلاجيّة اللازمة في نظام التعليم العام والعالي في الأردن والوطن العربيّ . وبلغةٍ أخرى فإنَّ الدراسات العلمية تشير إلى أنَّ 90٪ تقريباً من الطلبة ذوي الإعاقات لديهم صعوبات تعلم وحيث أنه تم استبعاد جميع هؤلاء الطلبة من دخول الجامعة ، فإنّه من المُتوقع أن يكون عدد الطلبة ذوي الإعاقات الممثلين في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي منخفض جداً.
في الختام ، فإنّه من الضرورة بمكان أن يتمَّ تفعيل كافّة القوانيين المتعلقة بالطلبة ذوي الإعاقات أو الاحتياجات الخاصة في التعليم و التعليم العالي . حيث أنّ عدم القيام بذلك لم يَعُد مقبولا في وقتنا الحالي . كما أنَّ الجامعات ومؤسسات التعليم الأخرى مُطالبة بأن تغيِّر من سياستها التعليمية التقليدية حول التعلم والتعليم . الطلبة ذوي الإعاقات هم جزء لا يتجزأ من نسيج وطننا ، ونحن بحاجةٍ إلى تطوير قُدُراتهم والتعامل معهم بذكاء حتى يساهموا في البناء المطلوب. وبناء على ذلك وجب الاقتراح على المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين بتقدم سياسة واضحة لصانعي القرار في كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي يُبنى من خلالها استراتيجية واضحة ومحددة رقمياً لفتح أبواب مؤسسات التعليم العالي الأردنية في وجوه الطلبة ذوي صعوبات التعلم.
خبير في التربية الخاصة


الساعة الآن » 01:47.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd