للعيد معان عظيمة لا يدركها الا المؤمن الذي صام وقام, واستكمل طاعته لله عز وجل في شهر رمضان, وعلم يقين الاجر على عمله في هذا الشهر بثقته بوعد ربه له عليه بفضله ومغفرته عز وجل, كما ورد ثبوت ذلك في قوله تعالى:»قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» (يونس: 58).
https://www.fadaeyat.co/up/images/159...5638554476.jpg

ولذلك, فقد شرع الله عز وجل للمؤمنين عقب اكمالهم لصيامهم عيداً يجتمعون فيه على شكر الله, وذكره, وتكبيره على ما هداهم له من فعل الطاعات, من صيام, وصلاة, وصدقة في هذا الشهر, فكان بعد عيد الطاعة والفرح معاً, حيث يستوفي الصائم فيه الاجر على صيامه, ويرجع من عيده بالمغفرة. ولهذا المعنى فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم, حين قدم المدينة – وقد كان لهم يومان يلعبون فيهما – الا ان قال: «ان الله قد ابدلكم يومين خيراً منهما يوم الفطر والاضحى» (رواه احمد في السند), فقد أبدل الله عز وجل اللهو واللعب بالذكر والشكر والمغفرة.
وانظر استحقاق هذه الدلالة من النص لمن صام رمضان ايماناً واحتساباً استوجب من الله عز وجل المغفرة والعتق من النار, فإن صيام الشهر يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب, واخره عتق من النار, يعتق فيه من النار من استحقها بذنوبه. نقل ابن رجب الحنبلي عن بعض العارفين معنى الفرح في العيد, فقال: «ما فرح أحد بغير الله الا بغفلته عن الله, والغافل يفرح بلهوه وهواه, والعاقل يفرح بمولاه», فكان العيد في معناه التعبدي لمن طاعاته تزيد, وغفرت له الذنوب, ففرح لذلك. والحكمة من هذه الطاعة كما يقول الحسن: «كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد, وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره, فهو له عيد».