الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   تفسير سورة النصر (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat89976/)

*HOB* 20 صفر 1436هـ / 12-12-2014م 06:49

تفسير سورة النصر
 
تفسير سورة النصر


القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) .


يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إذا جاءك نصر الله يا محمد على قومك من قريش ، والفتح : فتح مكة ( ورأيت الناس ) من صنوف العرب وقبائلها أهل اليمن منهم ، وقبائل نزار ( يدخلون في دين الله أفواجا ) يقول : في دين الله الذي ابتعثك به ، وطاعتك التي دعاهم إليها أفواجا ، يعني زمرا ، فوجا فوجا .


وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .


ذكر من قال ما قلنا في قوله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) :


حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) : فتح مكة .


حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) النصر حين فتح الله عليه ونصره .


حدثني إسماعيل بن موسى ، قال : أخبرنا الحسين بن عيسى الحنفي ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي حازم ، عن ابن عباس ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، إذ قال : " الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح ، جاء أهل اليمن " ، قيل : يا رسول الله ، وما أهل اليمن ؟ قال : " قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية " .


حدثنا ابن المثنى ، قال : ثني عبد الأعلى ، قال : ثنا داود ، عن عامر ، عن [ ص: 668 ] مسروق ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : سبحان الله وبحمده ، وأستغفر الله وأتوب إليه ; قالت : فقلت : يا رسول الله أراك تكثر قول : سبحان الله وبحمده ، وأستغفر الله وأتوب إليه ، فقال : " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده ، وأستغفره وأتوب إليه ، فقد رأيتها ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فتح مكة ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) " .


حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا داود عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه .


حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن عامر ، عن عائشة ، قالت : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يكثر قبل موته من قول سبحان الله وبحمده ثم ذكر نحوه .


حدثني إسحاق بن شاهين ، قال : ثنا خالد ، عن داود ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه .


حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عكرمة قال : لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : "جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن " قالوا : يا نبي الله ، وما أهل اليمن ؟ قال : " رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والحكمة يمانية " . وأما قوله : ( أفواجا ) فقد تقدم ذكره في معنى أقوال أهل التأويل .


وقد حدثني الحارث ، قال : ثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( في دين الله أفواجا ) قال : زمرا زمرا .


وقوله : ( فسبح بحمد ربك )


يقول : فسبح ربك وعظمه بحمده وشكره ، على ما أنجز لك من وعده . فإنك حينئذ لاحق به ، وذائق ما ذاق من قبلك من رسله من الموت .


وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .


ذكر من قال ذلك :


حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سألهم عن قول الله تعالى : [ ص: 669 ] ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قالوا : فتح المدائن والقصور ، قال : فأنت يا بن عباس ما تقول : قلت : مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت إليه نفسه .


حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يدنيه ، فقال له عبد الرحمن : إن لنا أبناء مثله ، فقال عمر : إنه من حيث تعلم ، قال : فسأله عمر عن قول الله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) السورة ، فقال ابن عباس : أجله ، أعلمه الله إياه ، فقال عمر : ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم .


حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر رضي الله عنه : ما هي ؟ يعني ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال ابن عباس ، ( إذا جاء نصر الله ) حتى بلغ : ( واستغفره ) إنك ميت ( إنه كان توابا ) فقال عمر : ما نعلم منها إلا ما قلت .


قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح ) علم النبي أنه نعيت إليه نفسه ، فقيل له : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) إلى آخر السورة .


حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعيت إلي نفسي ، كأني مقبوض في تلك السنة " .


حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال : ذاك حين نعى له نفسه يقول : إذا ( رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ) يعني إسلام الناس ، يقول : فذاك حين حضر أجلك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) .


حدثني أبو السائب وسعيد بن يحيى الأموي ، قالا ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك " قالت : فقلت : يا رسول الله ما هذه الكلمات التي أراك قد أحدثتها تقولها ؟ قال : " قد جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها ( إذا جاء نصر الله والفتح ) إلى آخر السورة " . [ ص: 670 ]


حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، قال : قالت عائشة : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أنزلت عليه هذه السورة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) لا يقول قبلها : سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " .


حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن نمير ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله .


حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي " يتأول القرآن .


حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، قال داود : لا أعلمه إلا عن مسروق ، وربما قال عن مسروق ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه " فقلت : إنك تكثر من هذا ، فقال : " إن ربي قد أخبرني أني سأرى علامة في أمتي ، وأمرني إذا رأيت تلك العلامة أن أسبح بحمده ، وأستغفره إنه كان توابا ، فقد رأيتها ( إذا جاء نصر الله والفتح ) " .


حدثنا أبو السائب ، قال : ثنا حفص ، قال : ثنا عاصم ، عن الشعبي ، عن أم سلمة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ، ولا يذهب ولا يجيء إلا قال : " سبحان الله وبحمده " فقلت : يا رسول الله ، إنك تكثر من سبحان الله وبحمده ، لا تذهب ولا تجيء ، ولا تقوم ولا تقعد إلا قلت : سبحان الله وبحمده ، قال : " إني أمرت بها " فقال : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) إلى آخر السورة .


حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثنا ابن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال : نزلت سورة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) كلها بالمدينة بعد فتح مكة ، ودخول الناس في الدين ، ينعى إليه نفسه .


قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن الحصين ، عن أبي العالية ، قال : لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ونعيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، [ ص: 671 ] كان لا يقوم من مجلس يجلس فيه حتى يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك " .


قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو ، قال : لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، رب اغفر لي وتب علي ، إنك أنت التواب الرحيم " .


حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قرأها كلها . قال ابن عباس : هذه السورة علم وحد حده الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ونعى له نفسه ؛ أي : إنك لن تعيش بعدها إلا قليلا . قال قتادة : والله ما عاش بعد ذلك إلا قليلا سنتين ، ثم توفي صلى الله عليه وسلم .


حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي معاذ عيسى بن أبي يزيد ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود ، قال : لما نزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) كان يكثر أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، إنك أنت التواب الغفور " .


حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قول الله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) : كانت هذه السورة آية لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم .


حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : ( واستغفره إنه كان توابا ) قال : اعلم أنك ستموت عند ذلك .


وقوله : ( واستغفره )


يقول : وسله أن يغفر ذنوبك .


يقول : إنه كان ذا رجوع لعبده المطيع إلى ما يحب . والهاء من قوله " إنه " من ذكر الله عز وجل .


الساعة الآن » 20:14.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd