الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   موجبات النصر في دعوة الله (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat5531/)

ابو نضال 26 ربيع الثاني 1430هـ / 21-04-2009م 14:17

موجبات النصر في دعوة الله
 
يحتاج النصر إلى مقومات روحية ومعنوية، وإلى مقومات مادية وبدنية، ويُطلق على الأولى (التوكل على الله) ويطلق على الثانية (الأخذ بالأسباب)، وهذا المنهج هو الذي طبَّقه رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في حياته الدعوية والجهادية، ومن النماذج البارزة لذلك: نموذج الهجرة من مكة إلى المدينة، نموذج غزوة بدر، ونموذج غزوة الأحزاب.. ونحو ذلك.



والنصر في دعوة الله عز وجل في ظل التحديات المعاصرة له كذلك مقومات مستنبَطة من القرآن والسنة والسيرة وسيرة الدعاة المجاهدين في سبيل الله، ومطلوبٌ إبرازها وفهمها وتطبيقها وحول هذه المقومات تدور هذه الخاطرة.



المقومات الإيمانية للنصر

يُقصد بها القوة المعنوية الذاتية لمن يعمل في مجال الدعوة الإسلامية ويجاهد من أجل جعل كلمة الله العليا، وتتمثل في الآتي:

- الإيمان الراسخ العميق بأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى، وهذا يعطي المجاهد شحنةً قوية وعزيمة صلبة وحماسًا وحميَّة مستشعرًا قول الله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (الأنفال: من الآية 10)، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)﴾ (سورة الأنفال)، وقوله تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ (محمد: من الآية 4).



- الاستسلام التام لأوامر الله عز وجل بأنه لن يخذلَ عباده المؤمنين، فقد وعدهم بالنصر كما ورد في قوله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)﴾ (سورة آل عمران).



- اليقين التام بأن من مقومات النصر الالتزامُ بشرع الله عز وجل في جميع شئون الحياة وتجنب الذنوب والمعاصي، ودليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)﴾ (سورة محمد).



- الإيمان الراسخ بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وأن الله سبحانه وتعالى ناصرٌ دعوته بجنده المؤمنين، وهذا ما يمكن أن يُطلق عليه بالتبعية المعنوية، مثل ما حدث في غزوة الأنفال، فقد قال جلَّ شأنه: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)﴾ (سورة الأنفال).



- الإيمان بأن النصر قادم، وعدم اليأس والقنوط، وعدم الخشية من الأعداء، والنموذج العملي لذلك في غزوة الأحزاب، ولقد عبَّر الله عن ذلك بقوله: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10)﴾ ( سورة الأحزاب)، على قوله تبارك وتعالى: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ (الأحزاب: من الآية 25)، وقوله تبارك وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (آل عمران: من الآية 173).



- الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الطائف وفي غزوة بدر، فما ورد من أدعية في هذا المقام، "اللهم مُنزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم"، أخرجه البخاري، "اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم" أخرجه أبو داود والنسائي.



وهذه المقومات الإيمانية تحتاج إلى تربية روحية تقوم على المعاني الآتية:

1- الإخلاص لله، واستشعار أن غاية الغايات هي رضا الله.

2- مراقبة الله عز جل، واستشعار عزته وقوته وعظمته، وأنه على كل شيء قدير.

3- استشعار أن ثواب الدعاة المخلصين المجاهدين الجنة، وهي سلعة الله الغالية.

4- تعظيم حرمات الله، وتجنب الذنوب والمعاصي.

5- مصاحبة عباد الله الصالحين المؤمنين القانتين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.

6- الإكثار من الصلاة والصوم وقراءة القرآن والدعاء.

7- التوبة والاستغفار على كل الأحوال.

8- حب لقاء الله ومحمد وصحبه: كما قال أحد الصحابة "غدًا نلقى الأحبة محمدًا وصحبه".



المقومات البدنية والعتادية للنصر

يُعتبر إتقان الأخذ بالأسباب بجانب القوة الإيمانية من موجبات النصر، فلا يُغني الإيمانُ عن الأسباب، ولا تغني الأسباب عن التوكل على الله، وهذا المعنى واضحٌ في قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)﴾ (سورة الأنفال).



ولقد استنبط فقهاء الدعوة الإسلامية من هذه الآية معالمَ القوة على النحو التالي:

- القوة الإيمانية: ولقد سبق تناولها في البند السابق.

- قوة الترابط والاتحاد والاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى مصدقًا لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103).

- القوة البدنية (قوة الساعد) من خلال التربية الجهادية مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".

- القوة العتادية (عتاد الجهاد) والمالية.



ومن موجبات التربية البدنية الاهتمامُ بالصحة والعافية والرياضة بكافة صورها، فالمؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وهذا ما يجب أن نُربي أولادنا عليه، فقد ورد بالأثر: "علِّموا أولادكم السباحةَ والرمايةَ وركوبَ الخيل"، كما تعتبر الرحلات والمعسكرات الرياضية وما في حكم ذلك من أهم أساليب التربية البدنية المشروعة للتقوية على الدعوة في سبيل الله ومواجهة الظالمين وأعوانهم.



ومن موجبات القوة العتادية: ويُقصد بها عدة الجهاد من أسلحة مشروعة للدفاع عن النفس وصد المعتدين الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا، ويدخل في نطاق ذلك الاستفادة من الأساليب والأدوات والعدد المعاصرة؛ حيث إن الحكمة ضالة المؤمن أينما وحدها فهو أحق الناس بها، كما يدخل في نطاق ذلك كافة الاختراعات والابتكارات.



المسئولية نحو تحقيق النصر لدعوة الله

يعتبر تحقيق النصر لدعوة الله عز وجل هي غاية الغايات لأي مسلم يؤمن بأن الحق ولا بدَّ له من قوة، ولا بد للنصر من تضحية، لذلك يجب أن يعد في سبيله الآتي:

- التربية الروحية لتقوية عوامل الإيمان واليقين بأن الجهاد من أجل نصره دين الله الغاية.

- التربية البدينة حتى يكون مسلمًا قويًا معافًا قادرًا على حمل العتاد من أجل نصرة دين الله إذا ما دُعي إلى ذلك.

- التدريب على استعمال العتاد اللازم للدفاع عن دين الله، وصد المعتدين في ضوء الضوابط الشرعية.

- التضحية بالمال اللازم للإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى.

- الانضمام إلى عباد الله الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، الذين يجاهدون من أجل جعل كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين السفلى بالحكمة والموعظة الحسنة.



من أدعية تحقيق النصر

أولاً: أدعية من القرآن الكريم:

- ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 250).

- ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ (القمر: 10).

- ﴿قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ﴾ (العنكبوت: 30).

- ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ (القصص: 17).

- ﴿قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (القصص: 21).

- ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ (الدخان: 12).



ثانيًا: أدعية من السنة النبوية:

-"اللهم مُنزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم" أخرجه البخاري.

- "اللهم اكفناهم بما شئت، وكيف شئت، إنك على ما تشاء قدير" أخرجه أبو داود.

- "اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم" أخرجه أبو داود.

- "يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث" أخرجه البخاري.

- "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربِّ سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت، عز جارك وجل ثناؤك" أخرجه ابن السني.

اللهم آمين والحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده

----------------

سلطان الغرام 26 ربيع الثاني 1430هـ / 21-04-2009م 15:09

سلمت يمناك اخى الفاضل
وبارك الله فيك

ابو فيصل 27 ربيع الثاني 1430هـ / 22-04-2009م 11:28

كثر الله من امثالك يا اخ ابو نضال

hakim3520 2 جمادى الأولى 1430هـ / 26-04-2009م 16:23

بارك الله فيك يا غالي

وفقك الله و جعله في موازين حسناتك


الساعة الآن » 18:13.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd