الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   النذر والوفاء به (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat5482/)

ابو نضال 22 ربيع الثاني 1430هـ / 17-04-2009م 16:10

النذر والوفاء به
 
1- نذرت لله تعالى أن أصوم باستمرار يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع إذا رزقت بولد، وقد منَّ الله عليَّ فأنجبت ولدًا، ووفيت بنذري مدة سنتين، ولكني أصبحت الآن لا أستطيع الوفاء بالنذر لكثرة الأولاد وتقدم السن؛ فما حكم الشرع؟



2- نذر شخص إذا عاد أخوه من الخارج أن يصوم؛ فهل يصح النذر في الصوم؟



3- نذرت أن أصوم لله ثلاثين يومًا إذا انفرجت أزمة معينة، وقد انفرجت الأزمة، لكني لم أستطع الوفاء بالنذر؛ فهل يجوز أن أستبدل بالصوم مالاً؟ وهل يؤجر المسلم على النذر؟ وما الفرق بين النذر المشروط وغير المشروط؟



الإجابة لفضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب- أحد علماء الأزهر الشريف وعضو مكتب الإرشاد-:

في السؤال الأول يقول الشيخ: النذر هو أن يوجب الإنسان على نفسه شيئًا متبرعًا به من عبادة أو صدقة، وهذا نذر يجب عليك الوفاء به، وأنت قد شققت على نفسك بهذا النذر مشقة شديدة، والنذر كما جاء في الحديث لا يقدم ولا يؤخر، لكن يستخرج به من البخيل، وقد أجمع العلماء على صحة النذر ووجب الوفاء به، وللفقهاء في هذا النذر رأيان:

الأول: تلزمك كفارة بمين؛ وهي إطعام عشرة مساكين.

الثاني: أن تطعمي عن كل يوم- نذرتِ صيامه- مسكينًا كفارة عن ترك الصيام، طوال حياتك، يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عقبة بن عامر وأخرجه الإمام مسلم: "كفارة النذر كفارة يمين"، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وهذا هو الرأي الأول الذي أشرنا إليه، وهو ما نميل إليه في الفتوى.



هذا كله في نذر الطاعة والقربى، فإن كان النذر في معصية لا ينعقد النذر ولا كفارة عليه، جاء في الحديث: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ" (أخرجه البخاري).



كما أن النذر ليس شرطًا على الله أن يحقق لصاحبه ما يريد؛ بل إن تحقق فهو تفضل من الله عز وجل على عبده.



وفي الإجابة على السؤال الثاني يقول فضيلة الشيخ الخطيب: النذر قربة لله عز وجل، فإذا نذر المسلم أن يتصدق على الفقراء أو أن يصوم أو يحج إلى غير ذلك من العبادات التي يتقرب بها إلى الله فقد وجب عليه أن يوفي بالنذر.. ففي الحديث: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ» (أخرجه البخاري)، فعليك أن تقوم بالوفاء بنذرك، وأن تصوم الأيام التي حددتها ونذرتها لله عز وجل.



وبشأن السؤال الثالث يقول الشيخ الخطيب: النذر هو التزام قربة غير لازمة في أصل الشرع، وهو مشروع بالكتاب والسنة، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ﴾ (البقرة: 207)، ويقول سبحانه: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ (الإنسان:7)، وفي السنة يقول صلوات الله وسلامه عليه: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ» (أخرجه البخاري).



فشرط النذر أن يكون قربة يتقرب بها إلى الله، ويحب الوفاء به، يقول- صلى الله عليه وسلم-: «لاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ» (رواه مسلم).



والنذر قد يكون مشروطًا، وقد يكون غير مشروط، فالمشروط هو التزام قربة عند حدوث نعمة أو دفع نقمة، مثل: إن شفى الله مريضي فعليَّ إطعام ثلاثين مسكينًا، وهذا يلزم الوفاء به عند حصول المطلوب، أما النذر المطلق، فهو الالتزام أو لا بدون تعليق على شيء، مثل: لله عليَّ أن أصلي ركعتين، فهذا يلزم الوفاء به لدخوله ضمن الحديث: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ..." (أخرجه البخاري).



وحكم العاجز إذا عجز عن الوفاء، أو رجع عن نذره، كفارة يمين، فمن نذر صومًا مشروعًا، وعجز لكبر سنه، أو لوجود مرض قد يطول كفارة يمين، أو الإطعام عن كل يوم مسكينًا، والله أعلم

ابو فيصل 23 ربيع الثاني 1430هـ / 18-04-2009م 08:38

بارك الله فيك يا اخ ابو نضال


الساعة الآن » 09:28.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd