الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   ذكر الله.. الحقيقة والمعنى (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat4597/)

ابو نضال 4 ربيع الأول 1430هـ / 28-02-2009م 10:16

ذكر الله.. الحقيقة والمعنى
 
ذكر الله تعالى- بمختلف أنواعه وكيفياته- معينٌ لا ينضب للدعاة إلى الله سبحانه للتزود منه؛ ليقربهم من الله ويساعدهم على مشقات الطريق بل ويحببها لهم، كما أنه يهوِّن عليهم العقبات والمحن التي قد تعترضهم في طريق دعوتهم إلى الله، فالداعية لا بد له من زاد روحي وصلة تربطه بالله في كل وقت وحين، فالذكر عبادة الإنسان لربه ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة: من الآية 152)، وجميع الأعمال والعبادات شُرِعت لإقامة ذكر الله كما أن من أهم فوائد الذكر القرب من الله.



وأي منزلة يتمناها الداعية أكثر أو أعظم من القرب من الله سبحانه وتعالى، فالذكر لذَّة قلوب العارفين كما قال مالك بن دينار "ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله" وفي بعض الكتب السابقة يقول الله: "معشر الصديقين، بي فافرحوا وبذكري فتغنموا".



يقول الإمام ابن قيم الجوزية: "إن ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح، ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال" يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 2)، ويقول الأستاذ سيد قطب في تفسير هذه الآية: "إنها الارتعاشة الوجدانية التي تنتاب القلب المؤمن حين يذكر الله عز وجل في أمر أو نهي، فتتغشاه جلالة، وتنتفض مخافته ويتمثل عظمة الله ومهابته إلى جانب تقصيره هو وذنبه، فينبعث إلى العمل والطاعة".





فهذه هي حالة الدعاة الصادقين العارفين بالله الخائفين من سطوته وعقوبته؛ وذلك لقوة إيمانهم وحسن صلتهم بالله، فيتحول ذكر الله إلى وقودٍ دافع لهم لنصرة دين الله ولتحقيق الأهداف والمبادئ الإسلامية العليا، ومن هنا يتحوَّل ذكر الله من مجرد كلمات تلوكها الألسنة ولا تتجاوزها إلى قوةٍ مؤثرةٍ وفاعلةٍ ودافعةٍ وإلى واقعٍ ماديٍّ ملموسٍ، فالذاكر لله حسن الخلق والمعاشرة، ومنتجٌ ومؤثرٌ في مجتمعه وفيمن حوله، وطاقةٌ هائلة لنصرة دين الله.



ومن علامة حب الله كثرة ذكره: قال الربيع بن أنس عن بعض أصحابه "علامة حب الله كثرة ذكره؛ فإنك لن تحب شيئًا إلا تكثر ذكره"، وقال الموصلي: "المحب لله لا يغفل عن ذكره طرفة عين"، وقال إبراهيم الجنيد: "كان يقال من علامة المحب لله دوام الذكر بالقلب واللسان، وقلما ولع المرء بذكر الله إلا أفاد منه حب الله".



كما وضع المصطفى- صلى الله عليه وسلم- للذكر مكانةً لا يمكن إغفالها حين قال- صلى الله عليه وسلم-: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" (رواه البخاري)؛ لذلك نجده- صلى الله عليه وسلم- أوضح لنا أذكار الصباح والمساء وأذكار المناسبات المختلفة ليكون المسلم عمومًا والداعية المقتدي به- صلى الله عليه وسلم- على صلة دائمة بالله سبحانه وتعالى في كل وقت وحين، طالبًا العون والتوفيق منه سبحانه ومتقربًا إليه ومقتديًا برسوله المصطفى- صلى الله عليه وسلم.



الذكر من القرآن

وردت آياتٌ كثيرةٌ تبين فضل الذكر والذاكرين، نذكر منها قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُوْنِيْ أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة: من الآية 152)، ﴿الَّذِيْنَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَّقُعُودًا وَّعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ (آل عمران: من الآية 191) ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28)

﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: 35)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)﴾ ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الجمعة: من الآية 10)، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2)﴾ (الأنفال).



الذكر من السنة

وقد حث المصطفى- صلى الله عليه وسلم- على الذكر وفضله في أحاديث كثيرة منها، قوله- صلى الله عليه وسلم-: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا وما رياض الجنة؟ قال: "حلق الذكر" وسئل- صلى الله عليه وسلم- أي جلسائنا خير؟ قال: "مَن ذكَّركم بالله رؤيته، وزادكم في علمكم منطقه، وذكركم بالآخرة عمله" وقال- صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا: بلى يا رسول الله، فال: ذكر الله"، وقال- صلى الله عليه وسلم-: "ليبعثن الله أقوامًا في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، فجثَا أعرابي على ركبته فقال: يا رسول الله حلهم- صفهم- نعرفهم، قال: "هم المتحابون في الله من قبائل شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه" (رواه الطبراني).



وفي صحيح البخاري عن أبي موسى عن النبي قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"، وقال- صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.." منهم "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" وفي الحديث القدسي: "أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم".



الذكر عند السلف

ذكر السلف العديد من الفوائد التي يتحصَّل عليها الفرد بذكر الله وذكروا منها: ذكر الله للذاكر، ومغفرة ذنوبه، ومعية الله للذاكر، وحجزه عن الذنب، وإحاطة الملائكة، ونزول الرحمة, وتحصن الذاكر من الشيطان، والإتيان بالمعنى الحقيقي للعبادة (الدعاء) فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ويصرف البلاء، ويصلي الله عشرًا على من صلى على النبي- صلى الله عليه وسلم- مرةً واحدةً، والمواظبة على الاستغفار تجعل للمستغفرين من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا، بعض الأذكار تطرد الشيطان، يفوز الذاكر بالشفاعة يوم القيامة.



معنى الذكر

لا بد أن يستشعر الداعية إلى الله أن الذكر بالنسبة له ليس مجرد معنى واحد أو طريقة واحدة إنما هو يمثل عظمة الله في كل وقت وحين، وهو استحضار عظمة الله سبحانه في جميع الأحوال، سواءٌ أكان هذا الاستحضار عقليًّا أو قلبيًّا أو قوليًّا أو فعليًّا، وهذا ما بينه القرآن والرسول- صلى الله عليه وسلم- في مناسبات كثيرة:



المعنى العقلي

يقول سبحانه ﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ(37)﴾ (النور) فاستحضار عظمة الله ومراقبته مستمرة حتى في التعامل التجاري المادي، فالله حاضر بعظمته أمام ناظري الداعية في كل وقت وحين، ففي بيعه وشرائه دعوة وذكر لله.



المعنى القلبي

يقول سبحانه ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)﴾ (الرعد: 28) فعظمة الله مستقرة في القلب، متغلغلة في النفس، ضاربة في أعماق الضمير، ومثال ذلك مواقف الدعاة والصالحين عبر التاريخ من مواجهتهم لأعتى المحن والشدائد، فما لانوا ولا وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما كان ليحدث هذا إلا من قلب مطمئن بالله واثق بما عند الله، يقول الأستاذ سيد قطب- يرحمه الله- في تفسير قوله تعالى: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28)﴾ (الرعد) "تطمئن بإحساسها بالصلة بالله والأنس بجواره والأمن في جانبه وحماه، تطمئن من قلق الوحدة وحيرة الطريق بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل شر إلا بما يشاء الله مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ذلك الاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة، يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم فاتصلت بالله، يعرفونها، ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها؛ لأنها لا تنقل بالكلمات، إنما تسري في القلب فيستروحها ويهشّ لها ويندَى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام ويحس أنه في هذا الوجود ليس مفردًا بلا أنيس، فكل ما حوله صديق إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه".



إن هناك لحظاتٍ في الحياة لا يصمد لها بشرٌ إلا أن يكون مرتكنًا إلى الله مطمئنًا إلى حماه، مهما أوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد، ففي الحياة لحظاتٌ تعصف بهذا كله فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.. هؤلاء المنيبون إلى الله المطمئنون بذكر الله يحسن الله مآبهم عنده كما أحسنوا الإنابة إليه وكما أحسنوا العمل في الحياة".



والحقيقة أن هناك مواقف سطَّرها التاريخ بأحرف من نور لدعاة كثيرين، كلها تؤيد هذا المعنى، وما كانوا ليصلوا لذلك المستوى وهذه الدرجة إلا بذكرهم لله الذي نتج عنه هذه الطمأنينة الهائلة التي صمدت أمام مواقف تتزلزل لها الجبال.



المعنى اللساني

قال- صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه" فكل الأحاديث والآيات التي تأمر المؤمن بذكر الله يدخل في مضمونها ذكر الله باللسان، ويدخل في ذلك كل الأدعية المأثورة، والاستغفارات وذكر الله باللسان يكون أكثره تطوعًا وقد يكون واجبًا كالذكر في الصلوات المكتوبة، وأما ما أمر الله به وما يحبه ويرضاه ويكرهه فيجب على كل من احتاج إلى شيء من ذلك أن يتعلمه.



المعنى الفعلي

ويشمل: التلاوة- العبادة- العلم

أ) التلاوة: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾ (الحجر) والمقصود بالذكر في الآية القرآن الكريم.



ب) العبادة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9) فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(10)﴾ والمقصود بالسعي إلى الذكر في الآية صلاة الجمعة.



ج) العلم: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(43)﴾ (النحل) والمقصود بأهل الذكر العلماء، فحلق الذكر هي حلق العلم.. قال عطاء الخرساني: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم.. وأشباه ذلك.



ذكر ابن القيم في كتاب (الوابل الصيب): "وفي الذكر أكثر من مائة فائدة: يرضي الرحمن، يطرد الشيطان، يزيل الهم ويجلب السرور، يقوِّي القلب والبدن، ينوِّر الوجه والقلب، يجلب الرزق، هو غراس الجنة.



أنواع الذكر

حدد العلماء بعض أنواع الذكر في الصلوات والأذكار، قراءة القرآن، مجالس العلم لمعرفة الأمر والنهي والحلال والحرام، اتباع الشرع في كل خطوة، ولعل هذه الأنواع وغيرها من الأمور التي تصب في بوتقة صهر الدعاة ليكونوا ربانيين، كما حددوا أفضل الذكر في قراءة القرآن، ثم الذكر والثناء، ثم أنواع الأدعية، كما حددوا أكمل الذكر بما كان بالقلب واللسان، ثم القلب وحده، ثم اللسان وحده.



ومن هنا يتضح أهمية التمسك بالذكر بكل أنواعه وطرقه، وضرورة إعمال القلب واللسان في الذكر؛ ليتحقق فينا قوله تعالى ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35)﴾ (الأحزاب).



آثار ترك الذكر

إذا فرَّط الدعاة في ذكر الله ولم يداوموا عليه فلا بد أن يصابوا ببعض ما حذَّر الله منه؛ لأنهم لم يأخذوا تحذيراته سبحانه كما ينبغي ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)﴾ ﴿وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا(17)﴾ (الجن) ذلك أن غذاء القلب وراحة النفس وسمو الروح إنما يكون في المداومة على ذكر الله، وقلته تسبب اضطرابًا وقلقًا نفسيًّا.



- القعود عن أداء الواجب أو على الأقل الفتور: زاد المسلم على الطريق إنما هو ذكر الله، فمن فرَّط في ذلك فقد يبقى من غير زاد، فما بالنا في الداعية الذي تبوأ مقعد الصدارة ويدعو إلى الله بلا زاد، فسيكون ذلك بدايةَ تقصيره في أداء واجبه وفتوره وتقصيره.



- الحرمان من العون والتوفيق الإلهي: إن عون الله وتوفيقه لا يظفر بهما العبد إلا إذا كان على صلة طيبة بربه ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ(128)﴾ (النحل) ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (العنكبوت).



- فقد الهيبة والتأثير في الناس: فمن ضيع منزلته عند ربه فقد ضاعت منزلته عند الناس.



آثار التفريط على العمل الإسلامي

إن آثار ترك ذكر الله سبحانه وتعالى لا تنسحب على الفرد وحسب ولكنها تتعداه لتصيب العمل كله، ولهذا وجب على العاملين المخلصين لله أن يتقوا الله في دعوتهم وإخوانهم ولا يكونوا من أسباب تأخر النصر، بل يكونوا من أسباب النصر وتنزل الرحمات:



1- طول الطريق مع كثرة التكاليف: إن عملاً ضيع المنتسبون إليه حق الله عليهم ستطول به الطريق وتتضاعف التكاليف عليه ﴿فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ﴾ (هود: من الآية 63).



2- عدم الثبات في ساعات المحن والشدائد: إن المحن قاسية وشديدة بطبعها، ولا يطيقها البشر بحول ولا فتوة، وإنما لا بد من العون والتأييد الإلهي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(13)﴾ (الأحقاف) ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 7) وحديث: "يا غلام، إني أعلمك كلمات..".



علاج التفريط

1- معايشة الكتاب والسنة: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55)﴾ (الزمر).

2- التحرر من المعاصي والسيئات، لا سيما الصغائر: قال- صلى الله عليه وسلم-: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه".

3- التوسط في تعاطي المباحات: لا سيما المطاعم والمشارب.. "ما ملأ بن آدم وعاء شرًّا من بطنه..".

4- المواظبة على عمل اليوم والليلة.

5- محاولة التوفيق بين الواجبات والذكر: "إن لربك عليك حقًّا ولنفسك عليك حقًّا ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حقٍّ حقه".

6- تقدير النعمة وأنها لا تدوم إلا بالطاعات.

7- مجاهدة النفس.

8- تقدير العواقب والآثار المترتبة على ذلك.

9- ملازمة الجماعة: قال- صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "خياركم الذي إذا رُئي ذكر الله" ابن ماجة.

10- الاستعانة التامة بالله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)﴾ (النحل).

11- معايشة النبي- صلى الله عليه وسلم- في سيرته.

12- تذكر الذنوب والآثام الماضية.

13- ذكر الموت.

14- استثمار الأوقات البينية بالذكر.

15- النية بجعل كل عمل ذكرًا وتقربًا إلى الله.

16- تفعيل جوانب الذكر العملي.

17- الثقة بأنه مصدر صلة دائم بالله في كل وقت وحين.

18- الاعتقاد التام بأنه من أهم مصادر القوة للداعية في طريقه الدعوي.



ولنتذكر قول السلف: دواء القلوب خمسة أشياء:

1- قراءة القرآن. (ذكر)

2- قيام الليل. (ذكر)

3- مجالسة الصالحين. (ذكر)

4- التضرع عند السحر. (ذكر)

5- خلاء البطن

ابو فيصل 4 ربيع الأول 1430هـ / 28-02-2009م 22:13

بارك الله فيك يا اخ ابونضال

hakim3520 4 ربيع الأول 1430هـ / 28-02-2009م 23:58

جزاك الله عنا كل خير ياابو نضال


الساعة الآن » 20:10.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd