الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   :•°•¤ خــــ ــ ـــروج نهــ ـــ ـــائي ¤•°• (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat4543/)

ابو فيصل 2 ربيع الأول 1430هـ / 26-02-2009م 00:27

:•°•¤ خــــ ــ ـــروج نهــ ـــ ـــائي ¤•°•
 
دخـل الزوج مستعجـلاً على زوجتـه و قال لهـا في حــدة :

موعــد الرحـلة قـــد اقترب و لابــد أن نذهب للمطـــــار الآن .

شهقت الزوجـة في ذهول :

الآن ؟!

ــ نعم الآن ..

ــ ولكني لم انتهي من أعمـالي !

ــ و لماذا لم تُنهي عملك حتى الآن ؟

ألم تعلمي بأننا سننتقـــل إلى حيث أنتقل عملي وأننا سنسافر ؟

ــ بلى ولكن ليس بهذه السرعة .

ــ وما لأمر المهم الذي لم تنجزيه لعل الوقت يسعفنا لإتمامه قبل السفر ؟

قالت محاولةً التذكر :

هناك أمانة لقريبتي فلانة، و صحون و أغراض منزلية لجارتي فلانة ،

و غيرها لا أستطيع حصرها الآن .

ــ وكِّلي إحدى أخواتك لتقوم بالمُهمة بالنيابة عنك .

ــ حسناً و لكني لم أنظف المنزل جيداً ،

و من الصعب أن يأتي المستأجرون الجدد و هو بهذه الحالة.

ــ لا تقلقي ربما يكونون أناساً طيبون فيقومون بتنظيفه دون أن يعتبوا عليكِ .

ــ طيب بقي أهم شيء .

ــ و ما هـــو ؟!

ــ لم أتوادع من أمي و أبي وأخوتي .

ــ لا تخافي سيقدٌرون وضعنا و استعجالنا بالأمـر .


"لحظـة صمـت"


الزوج منهياً المحادثة : و الآن هيـا لنذهب فرحلتنا قد اقتربت .

ــ حسنـاً كما ترى .

ــ اين أمتعتنا ؟

حدقت و عيناها قد اتسعتا :

مـااااااااذا أمتعتنا ؟!

صرخ وقـــد نَفـــذ صبرُه:

نعـــــــــــــم أمتعتنا ، أم أنكِ ترديننا أن نسـافر بدونهـــــا ؟!

قالت بتردد و خوف :

و لكنـــــني ............. لم أُعـــــــ ــــــ ــدهـا بعــــ ـــــ ــد !!







ما رأيكم بحال هـــــذه المرأة ؟!


و هل تجـدون لهـا عذراً على إهمالها وتقصيرهـا ؟!


إن حالـــــنا لأشـــــد


استهتــــاراً


و إهمـــــالاً


و تقصـــيراً


من حــــال تلك المرأة


فسفرنا أبعـــد، و زادنا قليل ، و حملنـا ثقيل ،







قال الله تعالى :

( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَيَسْتَقْدِمُونَ )

(الأعراف:34)

فمـاذا اعددنا لانتقالنا للدار الآخــرة ؟

و هل زادنــا يكفيــــــــــنا ؟

ألسنـا نعلم أن مصيرنـا الموت و أنه قد يأتيـنا بغتة ؟

فهل تهيأنــــا له ؟

أم أننا كتلك المرأة ؟!

بمقارنة بسيطـــة ، وجدت أننــا مع الأسف ، نشبهها في تقصيرهـا الى حداً كبير .

فهي لم تُرجع أغراض جاراتها إليهم ،

ونحن مكبلون بالأمانات و المستحقات للآخرين ،

فقد أكلنا حق هذا ، و ظلمنـا ذاك ، و اعتدينا على إخواننا المسلمين و آذيناهم ،

فلم تسلم منا أعراضهم و لا أنفسهم ،





و لنحــذر إخوتي قبل أن نقع فيمـا وقعت فيه أختنا ،

عندما تركت بيتها لمن بعدها قذراً و مهملاً ،

ولنبُادر إلى منازلنـا من الآن ، فننظفهـا من المنكرات ،

و نعمرُها بطاعة الله.

و لا نترك تلك المُهمة لمن بعدنا من الورثة ، فربمـا لا يكونون أهلاً لها ،

فنحمل ذنوبهم إلى ذنوبـنا و العياذ بالله .





و الأهـــل والأقــارب لنكن معهــم في وداعٍ دائم ،

فالوداع من اللحظـات الحميمـة ، التي تتسامح فيهـا القلوب،

و تتصافى فيها النفوس ، لأنهـا قد أيقنـت بالفُراق ،

فلنجدد ذلك الوداع ، بأن نُحسـن علاقتنا بأقاربنا ،

فنطلب العفـو و السمـاح ممن أخطأنا بحقــه ،

و نواصـل من قطعــــنا ،

و نواسي من يحتـاجنا ،

حتى إن غادرنا ،

كنا كمن طاف بأهله فودعهم جميعـاً ،

و ترك في قلب كلٍ منهم ذكراً طيباً و ترحماً عليه .





والآن بقي الأهــــم ..

حتى لا نُدرك مدى تقصيرنا واستهتارنا بعد فوات الأوان كما فعلت تلك المرآة !

لنبدأ بتجهــيز أمتعتنا للرحيل بأي وقـــت ،
فنبادر للتوبة ونعزم على الإستقامة و الإنابة ، و نحرص على الاستزادة من أعمال الخير و البر ، و مداومة الصلاة و الذكر ،
و الابتعاد عن الفتن و أبواب الشــــر ،

فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمـاد
ستندم إن رحلـت بغير زاد *** وتشـقى إذ يناديك المـنادي
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفسـاد
ولا تــفرح بمــال تقتنيـــه *** فإنك فيــه معكــوس المراد
وتب مما جنيت وأنت حــي*** وكن متنبهــا قبــل الرقــاد
أترضى أن تكــون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!





فالبــدار ، البــدار أحبتـي

و لنستعـد من الآن للإنتقال

من دار الابتلاء ونبع الفتنة ، إلى دار الطمأنينة و روضة من رياض الجنة ,

أسأل الله أن يُحسن لنـا و لكم الختـــام ، وأن يطـهرنا من الذنوب و الآثام ،

و أن يرزقنـا شفاعة خـير الأنام ،عليه أفضل الصلاة و السلام ،



http://gfx2.hotmail.com/mail/w3/rtl/i_safe.gif

... لاَ تَنْسُونِى مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...


منقوووووووووووول

محمد العتيبي 2 ربيع الأول 1430هـ / 26-02-2009م 02:04

الله يجزاك عنا كل خير

ويجعلها في ميزان حسناتك


الساعة الآن » 12:52.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd