الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   غزة وشهر المحرم.. فلا تظلموا فيهن أنفسكم (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat3577/)

ابو نضال 11 محرم 1430هـ / 7-01-2009م 23:22

غزة وشهر المحرم.. فلا تظلموا فيهن أنفسكم
 
1- مَنْ يريد أن يظلم نفسه؟!

هذا نداء الله في هذه الأيام، في شهر المحرم، وهو من الأشهر الحرم (ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد)، وهي الأشهر التي حرَّم الله فيها القتالَ، بمعنى ألا يبادئوا أحدًا بالقتال، والتي قال الله فيها: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ (التوبة: من الآية 36)، أي إن الذنب فيهن أعظم، وكذلك العمل الصالح فيهن أعظم، قال قتادة: "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء".



وهذا الظلم البيّن الواقع اليوم على غزة بالصمت العالمي والتخاذل الرسمي العربي، لأَعظمُ خطيئة يرتكبونها، وأخطر ظلم لأنفسهم، مما ينتظرهم من عقاب مضاعف من القوي الجبَّار.



وكل من انتفض لنصرة غزة أجره على الله عظيم، ويكفيه أنه يتأسَّى برسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما جاءه عمرو بن سالم وأخبره بنقض قريش للهدنة؛ فقد كان من بنود صلح الحديبية أنّ من أراد الدخول في حلف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، ودخلت خزاعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب وثارات قديمة، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بغدر قريش وحلفائها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نُصرتَ يا عمرو بن سالم، والله.. لأمنعنَّكم مما أمنع نفسي منه"، ودعا الله قائلاً: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش، حتى نبغتها في بلادها".



وأرادت قريش تفاديَ الأمر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوى؛ حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتهيؤ والاستعداد، وأعلمهم أنه سائرٌ إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها.



وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في 10 آلاف من الصحابة، بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقق النصر المبين، والفتح العظيم.



2- صيام ودعاء من أجل غزة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ" (رواه مسلم)؛ فنحن عند صيام أيامه في أفضل صيام، في شهرٍ قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "شهر الله"، فإضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، فلماذا لا نُكثر من صيامه، والدعاء فيه لأهلنا بغزة؟ فيجود الله علينا بالنصر.. يقول العز بن عبد السلام عن سر تفضيل الأشهر الحرم ويوم عاشوراء: :ففضلُها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها".



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ" رواه البخاري، ومعنى "يتحرَّى" أي يقصد صومه لفضله؛ فهو يوم مقصود، ومن خير المقاصد في هذا اليوم ليكتمل فضله أن يكون يوم دعاء ونصرة وإحقاق الحق لأهل غزة، بكل الصور المتاحة.



وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء.. إني أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله" (رواه مسلم)، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، بشرط اجتناب الكبائر، ومعنى ذلك أن نفتح صفحةً جديدةً، في عام جديد، بتوبة صادقة؛ عسى الله أن ينظر إلينا برحمته، فينزِّل علينا وعده بالنصر والتمكين، فلماذا لا نعتكف فيه في بيوت الله، نقول لها عذرًا؛ فقد تركناها تهدم في غزة، على يد أعوان الشيطان؟!



3- إحياء سُنَّة مخالفة لليهود

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قال: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" (رواه البخاري).



وروى الإمام أحمد: "وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرًا".



روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ.. إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ"، قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (رواه مسلم).



يقول ابن تيمية عن سر ذلك: نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ في عَاشُورَاءَ: "لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسِعَ".



وهذا حتى تتميز الأمة الإسلامية، يقول الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: من الآية 120)، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول أمره يحب موافقة أهل الكتاب ليتألَّفهم، فلما أسلم أهل الأوثان واستمرَّ أهل الكتاب على كفرهم، أمر بمخالفتهم وأكدها، حتى قالت اليهود: "ما يريد الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه".



وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع سنن أهل الكتاب، في كل أمر من الأمور ولو كان شكليًّا؛ فمن باب أولى ألا نقلَّدهم في منهج حياتهم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم"، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟!"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن الذين كانوا قبلكم حذو النعل بالنعل، حتى إن أحدهم لو دخل جحر ضب لدخلتموه"، وذلك لترسيخ مفهوم المفاصلة الإيمانية والشعورية والفكرية، وليتحقَّق مبدأ البراء منهم، وتأصيل منهج مخالفة اليهود في نفوسنا.



فهل تكون مذبحة غزة اليوم دافعًا إلى إحياء هذه السنة؟! وحافزًا لإعادة هذا المفهوم في علاقتنا مع الصهاينة في اتباع النهج الصحيح في التعامل معهم، والذي سيضمن للأمة تحقيق النصر عليهم، والقضاء على علوهم وإفسادهم، كما انتصر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، في خيبر؟!، ويومها ننادي من أعماق قلوبنا: "خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد بدأ يعود".

----------

hakim3520 14 محرم 1430هـ / 10-01-2009م 17:04

جزاك الله خيراا اخي الكريم على مجهودك المبذول والواضح
الله يباركلك

sopranos 26 محرم 1430هـ / 22-01-2009م 14:26



الساعة الآن » 00:34.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd