الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   غزوة أحد بشيء من التفصيل (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat30605/)

رحيق مختوم 12 ذو القعدة 1432هـ / 9-10-2011م 07:38

غزوة أحد بشيء من التفصيل
 
بسم الله الرحمن الرحيم قبل البدء بالمشاركة اوجِّهُ خطابي اَوَّلاً الى ابنائي من الشيعة والعلويين؟ واقول وبالله التوفيق؟ نحن ما زلْنَا الى الآن نكرهُ الوهَّابية والسلفيَّة وابن تيميَّة وانا اَتَّفِقُ معكم؟ ولَكِنَّ هذا لا يمنعُ أبداً اَنَّهم تفوَّقُوا على جميع علماء اهل الارض قاطبة في شرح عقيدة التوحيد الصحيحة؟ واُقسمُ بالله العظيم والله على ما اقول شهيد اَنَّكم مهما بحثْتُم وفتَّشْتُم في الكتب فلن تجدوا التوحيدَ الصحيحَ الصَّافي اِلَّا عند امثالِ هؤلاء والله تعالى يقول {وعسى اَنْ تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم }ويقول ايضا {وعسى اَنْ تكرهوا شيئاً ويجعلَ اللهُ فيه خيراً كثيرا} واِذَا كانَ شيخُ الاسلام ابن تيميَّة(وقد استحقَّ هذا اللَّقبَ بجدارة) قد اَفْتَى بقتلِ النُّصَيْرِيَّة؟ فَاِنَّه قد اَفْتَى بقتلِ المجرمين منهم؟ وإياكم أن تفهموا من كلامهِ اَبَدَاً اَنَّه اَفْتَى بقتلِ الأبرياء منهم؟ واَنَا اتفق معه في هذا حتى ولو كان هذا المجرم أبي أو أخي؟ والله تعالى يقول {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسطِ شهداءَ للهِ ولو على أنفسِكم أو الوَالدَيْنِ والأقربين إنْ يَكُنْ غنيَّاً أو فقيراً فاللهُ أولَى بهما فلا تتَّبعوا الهَوَى اَنْ تَعْدِلُوا(والهوى هو الحقدُ والتعصُّبُ الأعمى الذي يجعلُكم بعيدين جداً عن حقيقة التوحيدِ فتخسروا دنياكم وآخرتَكم إلى الأبد) ويقول تعالى أيضاً {ولا يَجْرِمَنَّكُم شنآنُ قومٍ على ألاَّ تعدلوا؟ اِعْدِلُوا هو اقرب للتقوى} ولا أُخفي عليكم اَنَّ الشيعةَ لم يكسبوا احترامي لهم يوما من الايام اِلَّا لِاَنَّهم يعالجون الاُمورَ التي يختلفون فيها مع أهل السنة على اَساسٍ من المنهج العلمي الدقيق؟ ولذلك فَاِنِّي اُخاطبُهم مع ابنائي من العلويين اَلَّا يستمعوا اِلَى ما يقولهُ العرعور اَبداً في قولهِ اَنَّه لا ياْخذُ احكامَ دينهِ من ابن تيميَّة أو غيره؟ ولا أدري ماذا يقصدُ من كلامِه؟ اِنْ كانَ يقصدُ الفروعَ من الدِّين فاَنَا قد أتفقُ معه؟ ولَكِنْ اِنْ كانَ يقصدُ اُصولَ الدِّين من التوحيد وغيره فَاضْرِبُوا بكلامهِ عُرْضَ الحائط واياكم أن تطيعوه في ذلك؟ بل عليكم بكتبِ شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية والشيخ محمد بن عبد الوهاب عَضُّوا عليها باَسنانِكم لا غيظاً ولَكِنْ فِقْهَاً لعقيدةِ التوحيد إن أردتم الوصولَ فِعْلاً الى الحقيقة الكبرى في راية التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله؟وعلى علماء أهل السنة والشيعة الذين اهتدوا واليهود والنصارى الذين اسلموا ولا أعفيهم من هذه المسؤولية العظيمة أيضا ان يبذلوا مجهودات جبارة من أجل شرح هذه الكتب حتى يَسْهُلَ فهمُها على عوامِّ الشيعة والعلويين وغير المسلمين ولو شرحوها بلهجاتهم المحلية؟ وليس من الضروري التقيد بالفصحى دائما وخاصة في هذا المجال الخطير؟ فَأكثرُ الشيعة والعلويين لا يفهمون الفصحى مع الاسف؟والفرصةُ أمامَهم ضيقة والعمرُ قصير؟ وقد يذهبون بأعمالهم الى سوء الخاتمة والمصير؟ واقول لهم اَنَّ الاسلام بلا توحيد لا معنى له أبداً والتوحيدُ أساسُ الاسلام كلّه وهو الوحيدُ الذي ينقذُكم من نار جهنَّم الابديَّة وعذاب السعير؟ ونبدأبالمشاركة على بركة الله؟الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى ازواجه وآله واصحابه ومن والاهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا يا رب العالمين؟ اَمَّا بعد فحريٌّ بالمؤمن اَنْ يكونَ يَقِظَاً عند القراءةِ او الاستماع الى دروس العلم كماهو يَقْظَانٌ دائماً ولا ينامُ أبداً عندَ مشاهدةِ مباراةٍ في كرةِ القدم؟ وحريٌّ بالمؤمن أيضاً اَلَّا يكونَ همُّهُ الوحيد هو معرفةُ أخبار الفنّانين والفنانات وأبطال الكرة دون النظر بعين المعرفة إلى سيرةِ النبي صلى الله عليه وسلم؟ هذه السيرةُ التي كانَتْ منهجاً وشرعاً للحياة في كلِّ جُزْئِيَّةٍ من جزئيّاتِها نتعلمُ من سيرته عليه الصلاة والسلام كيف نعيشُ وكيف نتعاملُ مع ربِّنا وانفسِنا وغيرِنا حتى نلقى اللهَ عزَّ وجلَّ على هذه المعاملة الطيبة؟ وفي القرآن الكريم ذُكِرَتْ فيه بعضُ الغزوات؟ ففي سورةِ الأنفال أفاضَتْ بذكرِ غزوة بدر؟ وفي سورة آلَ عِمْرَان كلامٌ قليل عن غزوة بدر ولَكِنْ من حيث الافاضة كانَ لغزوةِ اُحُد النصيبُ الاكبر؟ واَمَّا بالنسبة لغزوة تبوك ففي سورة التوبة من أولِها إلى آخرها تقريبا؟ وحتى الآيات التي لا تتحدَّثُ عنها تكون لها صلةٌ متصلة بها؟ ثم تعالَ معي اخي الى غزوة احد فَاِنَّ سورة آل عمران أفاضَتْ فيها إفاضةً تامة؟ وغزوةُ أحد كانَتْ بعدَ غزوةِ بدرٍ بسنةٍ وشهرٍ تقريبا؟ وغزوةُ بدر كانت في السابعِ عَشَرَ من شهر رمضان في السنةِ الثانية للهجرة؟ واَمَّا غزوة أحد فقد كانَتْ في السنة الثالثة للهجرة يوم الخامس عشر من شهر شوال؟ وكان ما بين الغزوتين سنة وشهر إلَّا يومان؟ ولقد حصلَ في هذه الغزوةِ تغيراتٌ مفاجئةٌ من نصر؟ إلى هزيمة؟ إلى نصر؟ في غزوةٍ واحدة؟و سبحانَ الله؟دروسٌ وعِظَات؟ تتغيَّرُ معاملتُكَ مع الله؟ فمعاملةُ اللهِ بالنتيجةِ تتغيَّرُ معك؟ إنْ عصيْتَهُ تركَكَ وتخلى عنك؟ وإنْ اَطَعْتَهُ وعُدْتَّ إليه عادَ إليك بِمَعِيَّتهِ ونصرِه؟ أوَّلاً أطاعوا الله ورسولَهُ؟ ثم حصلَ العِصيان؟ فأخذُوا الدرسَ المُؤْلِمَ المخيف؟ ثم تابُوا إلى الله تعالى؟ فحدثَ النصر؟ عِبَرٌ لِاُولِي الألباب؟ غزوةُ بدرٍ ملأتْ قلوبَ المشركين حقداً وغيظاً على الاسلام والمسلمين لماذا؟ لِاَنَّها كانت اَوَّلَ لقاءٍ بالسلاح بين المسلمين والمشركين؟ وحينما يكونُ أوَّلُ لقاءٍ ويأتي النصر لأحدِ الفريقين فَإنَّ صِيتَهُ سينتشر ولا سيَّما إذا كانَ قليلَ العَدَد والعُدَد؟ فكانَ المسلمون في غزوةِ بدر 314؟ وكان عددُهم وعتادُهم قليلا؟ وكان المشركون كثيري العتاد وعددهم 1000؟ ومع ذلك انتصر المسلمون عليهم فَضَعُفَتْ هيبةُ قريش بين القبائل العربية؟ ولمَّا نجا ابو سفيان بالقافلة والعِير(وهي الجِمَالُ التي تحمل المؤونة وكانتِ العربُ لا تُسَمِّي الجمال عِيرَاً اِلَّا اذا حمَّلُوها بالمؤونة) فلمَّا نجا بها أبو سفيان وبعد أَنْ هُزِمَ المشركون في غزوة بدر جاء عكرمةُ بن أبي جهل وعبد الله بن أبي ربيعة وصفوان بن أميَّة فقالوا يا أبا سفيان لقد نجتِ القافلة وهُزِمْنَا في غزوةِ بدرٍ وَوَتَرَنَا محمد ومن معه(أي أَنْقَصَ عددَنا) فَهَلّا نُهَيِّءُ ونُحَضِّرُ هذهِ العِيرَ لمحاربةِ مُحَمَّدٍ أخذاً بِثَاْرِنَا؟ وأبو سفيان كانَ أحلى على قلبهِ من العسل أَنْ يسمعَ مثلَ هذا الكلام؟ ولكنَّه كان بخيلا؟ ومع ذلك تغلَّبَ حقدهُ على رسول الله على بخله؟ فَأَنْفقَ في هذه الموقعة(موقعة أحد) أربعين اُوقيَّةً من الذهب؟ ولم يكتفِ بذلك بل حَثَّ أصحابَ العِيرِ لِيَرْصُدُوهَا أيضاً لمحاربةِ رسولِ الله عليه الصلاةُ والسلام في غزوةٍ قادمة؟ فَيَنْزِلُ قولُ الله تعالى{اِنَّ الذين كفروا ينفقون اَموالَهم ليصدُّوا عن سبيل الله(ليحاربوا دين الله) فسينفقونها ثم تكونُ عليهم حسرةً(يخسرونها) ثم يُغْلَبُون والذين كفروا إلَى جهنَّم يُحْشَرون} نعم أيها الاخوة الكرام تَهيَّأَتْ قريشٌ لمقابلةِ النبي عليه الصلاة والسلام في حربٍ جديدة؟ وهنا نقفُ وقفةً صغيرةً مع الذين يصفون رسولَ الله بِاَنَّهُ إرهابي معتدي يحبُّ الحروب؟ ونقول عن هؤلاء أنَّهم لا يفقهون شيئا؟ لِأَنَّ حقدَهمُ الاعمى يدفعُهم إلى ذلك؟ اَوَّلاً بالنسبةِ لغزوة بدر كانَ رسولُ الله يقصدُ منها ابتداءً أنْ يستوليَ على عِيرِ المِيرَةِ القادمةِ من بلادِ الشام الى مكة؟ وحاشاه أَنْ يكونَ قاطعَ طريقٍ أيضا كما يتهمهُ الحاقدون؟ لِأَنَّ أَموالَ هذه القافلة لا تساوي جزءاً يسيراً ممَّا اُخِذَ من المسلمين في مكة من أموالٍ وديارٍ وعقاراتٍ كثيرة قبلَ أنْ يظلمَهم ثم يخرجَهم هؤلاء المشركون من ديارهِم بغير حق إِلَّا أن يقولوا ربُّنا الله؟ فلو أَنَّ إِنساناً سرقَ منكَ الملايين ثمَّ اسْتَرْجَعْتَ منه أُلوفاً معدودةً قليلة؟ فهل تُسَمَّى قاطعَ طريق أو سارقاً عند المُنْصِفِين؟ وإِنَّما أَنْتَ أَعَدْتَّ بعضَ حقِّكَ؟ وظلَّ أَكْثَرُ حقِّكَ مع ذلك مع عدوِّك؟ كذلك بالنسبة لغزوة أُحد من الذي بَدَأَ بها إِلا المشركون؟ هم الذين جاؤوا ونزلُوا عند اُحد؟ كذلك بالنسبة لغزوة الأحزاب من الذي حَزَّبَ القبائلَ العربية وجمعَها لتغزوَ المدينة؟ كذلكَ غزوةُ حُنَيْن؟ إِلى غير ذلك من الغزوات التي تدلُّ على أَنَّ رسولَ الله عليه الصلاة والسلام لم يكنْ في موقفِ المُهَاجِم؟ واِنَّما كانَ يدافعُ عن الدعوة وعن نفسه وعن أصحابِه؟؟؟ الرسولُ عليه الصلاة والسلام نبيٌّ من الانبياء؟ ورؤيا الانبياء حق؟ وهو نائمٌ وقبلَ بدءِ غزوة اُحُد رأى رؤيا فقامَ مُنْزَعِجَاً؟ ولكنَّه قالَ خيراً إِنْ شاءَ الله فَإِنِّي رأَيْتُ الليلةَ أَنَّ بقراً يُذْبَحُ أَمامي؟ وأَنَّ ذُبَابَ سيفي اُصِيبَ بِثَلْمَة؟ واَنِّي اَدْخَلْتُ يدي في درعٍ حَصِينَة؟ واَخذَ عليه الصلاةُ والسلام يُؤَوِّلُ هذه الرؤيا(بعضُ الناس الذين يؤوِّلُون الرؤيا من الجائز اَنْ يكونَ تاويلُهم تخييلاً لَكِنْ حينما يُؤَوِّلُ الرسولُ الرؤيا يكونُ التاويلُ صحيحاً حقيقياً حتماً) قال صلى اللهُ عليه وسلم [فَفَسَّرْتُ البقرَ الذي يُذْبَحُ أَمامي بِأَنَّ كثيراً من اصحابي سيُقْتَلُونَ في هذه الغزوة؟ وأَمَّا الثّلَمُ فقال عنه اَنَّه رجلٌ من أهل بيته سيُقْتَلُ في هذه المعركة( والثَّلَمُ يعني كسراً بسيطاً وجدَهُ في ذُبَابِ سيفهِ يعني حدَّ السيف) واَمَّا حينما اَدْخَلْتُ يدي في درعٍ حصينة أَوَّلْتُها بِاَنَّ المشركين لن يستطيعوا أَن يدخلوا المدينة؟ وفعلاً وقعَ كما أَخبرَ عليه الصلاة والسلام بالحرف الواحد فلمَّا خالفَ الرماةُ اَمْرَ رسول الله؟ واختلطَ الحابلُ بالنَّابل؟ قُتِلَ كثيرٌ من خِيرَةِ أَصحابِ النبي عليه الصلاة والسلام؟ وبلغَ العددُ سبعين صحابيَّاً قُتِلُوا في غزوة احد؟ وأَمَّا السيفُ الذي رأى ذُبَابَتَهُ وفيها ثَلْمَة؟ فقد فُجِعَ في عمِّهِ حمزةَ بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه وأَرضاه؟ واَمَّا إِدخَالُ يدهِ في الدِّرعِ الحصينة فقال اَوَّلْتُها بالنسبة للمدينة ولن يتغلبوا عليها ولن يستطيعوا دخولها إِن شاءَ اللهُ تعالى؟فهل وقعَ هذا أَو لم يقع؟ لقد وقعَ حقاً وصدقاً كما أخبرَ عليه الصلاة والسلام فصلُّوا على رسولِ الله؟؟؟ الرسولُ عليه الصلاة والسلام كانَ رجلَ شورى ومشورة لا يستبدُّ براْيهِ وخاصَّة في مثل هذه الامور الصعبة إِلَّا إِذا كان وحياً من عند الله سبحانه فإِنَّهُ ينفِّذُ أَمرَ ربه و لا يستشيرُ فيه أَحدا؟ وأَمَّا في هذه الأُمور الهامة من الحروب فقد كان يستشيرُ أَصحابَهُ ولا يتصرَّفُ منفرداً؟ فاستشارَ أَصحابَهُ وطبعاً جاء المشركون وعَسْكَرُوا عند جبل اُحد؟ وغالباً الغزوات تُسَمَّى باَسماءِ الاَمكنةِ التي حدثت فيها(غزوةُ اُحُد؟ غزوة بدر؟ غزوة حُنَيْن؟ غزوة الطائف؟ موقعة عين جالوت؟ موقعة حِطّين؟ كلُّ هذه اسماءٌ لمعاركَ حدثَتْ باسماءِ هذه الاماكن) فنزلَ هؤلاء المشركون عندَ هذا الجبل واطلقوا سراحَ اِبِلِهِم و كِرَاعِهِم من اجل الرعي(والكِرَاعُ هي الخيلُ في لغةِ العرب؟ والابلُ معروفةٌ وهي الجِمَالُ والنُّوق) فقال رجلٌ من الانصار واهاً واهاً أترعى هذه الكراع وهذه الابلُ من عشبِنا وقد جاؤوا ليقاتلونا اِنَّه لاَمرٌ عجيب حقاً؟ ومع ذلك رسولُ الله عليه الصلاة والسلام لم يمنعْ هذه الابل وهذه الخيلَ اَنْ ترعى؟ لِاَنَّها حيوانات غير مكلفة و لا ذنبَ لها ولا اِثْمَ عليها؟ ولعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اَنْ يرحمَنا بسبب رحمتِنا بهذه الحيوانات؟ فاين نحنُ ايُّها الاخوة عندما نقتلُ هذه الحمير التي لا ذنبَ لها وبدم بارد وقد جعلَها اللهُ لنا مَرْكُوبَاً وزينة بدليل قوله تعالى{والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} هل نحن نستحقُّ الغيثَ(المطر) الذي ينزلُ علينا لولا رحمةُ الله بهذه البهائم بدليل قوله عليه الصلاة والسلام [لولا اطفالٌ رُضَّع وشيوخٌ رُكَّع وبهائمٌ رُتَّع لصبَّ عليكمُ العذابَ صبَّاً] واَنتَ اخي لا تدري كيفَ يُرْفَعُ عنكَ عذابُ اللهِ تعالى باحسانٍ بسيطٍ تفعلهُ؟؟؟ استشارَ الرسولُ اصحابَهُ وكانَ منهم اُنَاسٌ عندهم فكرٌ ورَوِيَّة؟ قالوا يا رسول الله دَعْهُم حتى ياتوا الى المدينة ونحن قد جَرَّبْنَا حينما يكونُ القتالُ في المدينة يكونُ النصرُ لنا وخاصَّةً مع حرب الشوارع؟ لِاَنَّنَا اَدْرَى بِطُرُقِها وشعابِها؟ ونحن الرجالُ سوف نقاتلهم على الارض؟ والنساءُ والاطفالُ يرمونهم من أعلى؟ وكان رسولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام يميلُ الى هذا الرأي؟ وكان رَاْسُ المنافقين عبد الله بنُ اُبيِّ بنُ سلول يميلُ إِلى هذا الرأْي أَيضا؟ وكان هناك من الشباب الذين لم يحضروا غزوة بدر وقد تضجَّرُوا و حزنوا كثيراً لعدمِ حضورهِم وكانُوا يتشوَّقون للقاءِ العدو؟ حتى يعوِّضُوا ما فاتَهم من فضلِ غزوةِ بدرٍ الكبرى؟ فحصلَ بينهم جميعاً اَخْذٌ ورَدّ (نخرجُ من المدينةِ أو لا نخرج) فرأَى رسولُ الله عليه الصلاة والسلام اَنَّ الذين يرغبون في الخروج الى المشركين عند اُحُد اَكْثَرُمن الذين يَرضَوْن البقاءَ في المدينة؟ فدخلَ رسولُ الله الى بيتهِ بعد صلاة الجمعة والانتهاءِ من مشاورتِهم (وكانت غزوةُ اُحُد يومَ السبت) فَلَبِسَ لَامَتَهُ اَو لَأْمَتَه(واللَّأْمَةُ هي الدِّرعُ والعتادُ الحربي) وخرجَ الى أَصحابِه؟ فقالَ الشبابُ الذين أَشارُوا عليه بالخروج لعلَّنا اسْتَكْرَهْنَا رسولَ الله على الخروج وما كانَ ينبغي لنا اَنْ نفعلَ ذلك؟ فقالوا للنبي عليه الصلاة والسلام؟ يا رسولَ الله؟ اِنْ كنتَ ترغبُ بالبقاء فنحن معكَ لعلَّنا اسْتَكْرَهْنَاك(اَجْبَرْنَاكَ فَاَطَعْتَنَا حياءً وخَجَلَا) وكانَ رسولُ الله يدركُ جيداً اَنَّ القراراتِ الحربيَّةَ يجب اَنْ تكونَ حازمةً؟ و حاسمةً؟ ولا تَرَاجُعَ فيها؟ وخاصَّةً اِذَا لم يكنْ هناك مُتَّسَعٌ من الوقت؟ فماذا قالَ عليه الصلاة والسلام[ما كانَ لنبيٍّ( أي لسْتُ اَنَا فقط بل اخواني من الانبياء والمرسلين ايضا) اِذَا لبسَ لأمته اَنْ يخلَعَها حتى يحكمَ اللهُ بينه وبين قومِه] فانتهى الاَمرُ اِذَاً وحصلَ الاستعدادُ من اجلِ لقاءِ العدو فلا بُدَّ لنا من هذا اللقاء؟ وهنا يَتَدَخَّل عبدُ الله بن اُبَيّ بنُ سَلَول لِيَسْتَغِلَّ الوضع؟ وكان عددُ المسلمين 1000تقريبا؟ مقارنةً مع المشركين الذين كان عددُهم 3000 ؟ فانْسحبَ ابنُ سلول بِثُلُثِ الجيشِ المسلم؟ فانخفضَ عددهُم الى 600 ؟وقالَ مُنْتَقِدَاً رسولَ الله وكيف اَنَّه يطيعُ هؤلاء الاَغْرَار ويخرجُ من اجلهم؟ ولا يطيعُنا ونحنُ اصحابُ الحِنْكَةِ والمِرَاس؟ فرجعَ هو ومن معه من ثلثِ الجيش؟ وبقي 600 ليقاتلوا 3000 ؟وصبرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على هذه النَّكْسَةِ المنافقة الغادرة؟ فقال بعضُ الانصار وهم سكَّانُ المدينة؟ يا رسولَ الله اَلَا نستعينُ بحلفائِنا من اليهود حتى يخرجوا معنا؟ فقالَ عليه الصلاةُ والسلام؟ اَغْنَانَا اللهُ عنهم؟ وكان رسولُ الله لا يَاْتَمِنُهُم على شيءٍ أَبدا؟ لِاَنَّهم بطبعِهِمُ الخسيس لا اَمَانَ لهم اِلَّا قليلاً منهم؟ فخرجَ الرسولُ الكريم حتى وصل الى اُحُد؟ وسبحانَ الله اَعْمَى اللهُ قلوبَ المشركين اَنْ يَسْتَوْلُوا على قِمَّةِ الجبل (والمناطقُ العاليةُ المرتفعةُ ما زالَتْ الى أَيامِنا هذه مواقعَ حربَّيةً استراتيجةً دفاعيةً مهمةً جداً يمكنُ من خلالِها التحكُّمُ اَكْثَرَ بِمَنْ تحتَها على الرغمِ من الاسلحةِ الحديثةِ الموجودةِ في اَيَّامِنا؟ وهذا هو الخطأُ القاتلُ دائماً الذي يخطِئهُ الثُوَّارُ في ليبيا وهو عدم اسْتئْثَارِ بعضِهم بالاماكن المرتفعة لمواجهة كتائب القذافي؟ ولا اقول الكل؟ انتبهوا جيداً الى ما اَقول؟ بل اقولُ البعضَ منهم يجب اَنْ يصعدوا الى الاماكن المرتفعة؟ ويراقبوا الوضع جيدا؟ من فوق؟ ومن تحت؟ ويضربوا ضربتَهم في الوقت المناسب؟ مع اَخْذِ الحذرِ الشَّديدِ من توجيهِ ضرباتٍ من كتائبِ القذافي الى الاماكن المرتفعة؟ ودائماً خذوها قاعدةً من غزوة احد؟ لم ينتصرْ رسول الله في بداية المعركة الا بفضل هؤلاء القنَّاصةِ الرماة؟ ولم ينهزمْ في وسطِها الا بسببِ استهتارِ هؤلاء الرماة القناصة؟ والفضلُ لله اولا واخيرا؟ وتَذَكَّرُوا قولَهُ صلى الله عليه وسلم من اَجلِ السلاحِ الاقوى المادِّي الذي تستطيعون فيه التغلب على اعدائكم ألا وهو الرَّمي بدليل قوله عليه الصلاة والسلام[ مَنْ تعلَّمَ الرَّمْيَ ثمَّ نسيَهُ فليسَ منَّا؟اَلَا اِنَّ القوَّةَ الرمي؟ اَلَا اِنَّ القوَّةَ الرَّمي؟ اَلَا اِنَّ القُوَّةَ الرَّمِي] وافهمُوا جيداً اَنَّ الرَّمْيَ هو اِتْقَانُ اِصَابَةِ الهدف بدقَّةٍ متناهيَة بالسِّهامِ؟ والنِّبَالِ؟ والمُسَدَّسِ؟ والبندقيَّةِ؟ والبارودةِ؟وعرباتِ المُشَاة؟ والمدفعيَّةِ؟ والدَبَّابَات؟ ومُضَادَّاتِ الدبَّابَات؟ ومضادَّاتِ الطائرات؟ واُبَشِّرُ اَيضاً وحداتِ هندسةِ الالغام عندَ تفكيكِها من اجلِ انقاذِ الناس بقوله تعالى{ومَنْ اَحْيَاهَا فكانَّمَا اَحْيَا النَّاس جميعا} واقولُ لهم يا اكرمَ الناس؟ يا مَنْ تُخَاطِرُون بحياتِكم من اَجْلِ اِنْقَاذِ النَّاس؟ انتم اَفْضَلُ النَّاس عند الله بعد الانبياء؟ ولا اَحدَ اَفضلُ منكم اِلَّا العلماء الربَّانيين الوهَّابيِّين بالدَّرجةِ الاولى ثم السلفيِّين الذين يُعَانُونَ ما يُعَانُونَ في شرحِ عقيدةِ التوحيدِ من اجلِ اِنْقَاذِ النَّاس؟ من نارٍ اَبَديَّةٍ مُحْرِقَةٍ وَقُودُهَا الحجارةُ والنَّاس؟ واعلمُوا اَنَّ من اَحَبِّ عبادِ اللهِ الى اللهِ مَنْ يُتْقِنُ الرَّمي بشكل ممتاز؟بل اِنَّ الرَّمْيَ هو من اعظمِ الطاعاتِ والعباداتِ والقُرُبَاتِ التي تُقَرِّبُكَ الى الله تعالى وتجعلهُ يَرْضَى عنكَ رِضاً بلا حدود؟ بل تجعلهُ يتفاخرُ بكَ اَمَامَ ملائكتِه؟ بل يتفاخرُ سبحانه وتعالى عليكَ اَيضاً بهذا الرمي؟بل اِنَّه سبحانه يحب الرَّمْيَ وصاحبَه الماهرَ به الى درجةِ العِشْق؟ حتى اَنَّه عزَّ وجلَّ يضعُ يدَهُ في يدِ عبدهِ وضعاً يليقُ بجلالهِ ليَرْمِيَ عنه؟حتى اَنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يتفاخرُ على عبادهِ ويتباهى بذلِكُمُ الرمي بدليل قوله تعالى{وما رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ ولكنَّ الله رَمَى} ) فظلُّوا تحتَ الجبل؟ فَاَمرَ رسولُ اللهِ خمسين من اصحابهِ واَمَّرَ عليهم عبدَ اللهِ بنَ جُبَيْر؟ اَنْ يصعدوا الى قمَّةِ الجبل؟ وقالَ لهمُ احْفَظُوا ظهورَنا من غدرِ اَعدائِنا من الوراء؟ ولا تتركوا اماكنَكم ولا تُغَادِرُوهَا مهما حصلَ سواءٌ كانتِ الغَلَبَةُ لنا او علينا؟ ولا تقولُوا انْتَصَرْنَا وانتهى الامر؟ وبداَتِ المعركة؟ وكان المسلمون آنذاك يتطلَّعون الى ارضاء الله سبحانه وتعالى؟ فكانت قلوبُهم ليسَتْ مُتَعَلّقَة بمتاعِ الحياة الدنيا؟ واِنَّما كانَتْ متعلقةً بالله سبحانه وتعالى اِرْضَاءً له عز وجل؟ فانتصرَ المسلمون انتصاراً رائعا؟ وولّى المشركون الادبار؟ فاَخذَ المسلمون يجمعون الغنائم(وطبعاً كان المسلمون آنذاك في فقرٍ وحاجةٍ وجوع)؟ وقالُوا (خَلَصْ) طالما انتصرَ اخوانُنا فلا داعيَ اَنْ نبقى على الجبل؟ وعلينا اَنْ نَنْزِل؟ ولَكِنَّ قائدَهم حذَّرهم بقولهِ لا تُخَالِفُوا اَمرَ رسولِ الله؟ ولكنَّهم لم يستمعوا اِليه؟ ولم يبقَ معه سوى اثْنَا عَشَرَ رجلاً مِنْ اَصْلِ خمسين رجلا؟ فيكونُ عددُ الذين نزلُوا لجمع الغنائم 38 رجلا؟ وكانَ خالدُ بن الوليد وعكرمةُ بن ابي جهل يراقبان الوَضْعَ جيِّداً؟ فقالَ خالدُ لِعكْرِمَةَ؟ الآن جاءَتِ الفرصةُ السانحة؟ فماذا فعلُوا؟ لَفُّوا من وراءِ الجبل وصَوَّبُوا سهامَهم على 12 الذين بَقُوا مرابطين على الجبل؟ فقتلوهم جميعا وماتوا شهداء رضي الله عنهم؟ ثمَّ احتلُّوا اماكنَهم فصارَ هذا الموضعُ الاستراتيجيُّ الهامُّ بيدِ قُوَّادِ المشركين؟ فصوَّبُوا نبالَهم من على قمَّةِ الجبلِ الى اَرْضِ المعركة؟ وهنا كما يُقَال؟ اِخْتَلَطَ الحابلُ بالنَّابل وانقلبَ الامرُ عليهم فوراً؟ لِاَنَّهم قبلَ اَنْ ينزلُوا كانُوا متعلّقِينَ بالله؟ واَمَّا لمَّا نزلُوا تعلَّقُوا بمتاعِ الحياةِ الدنيا؟ قد يقولُ قائلٌ اَنَّ الذين نزلُوا عن الجبل كانَ عددُهم قليلاً فلماذا يكونُ الانتقامُ من الجميع؟ ونقولُ نعم لِاَنَّ خطأَ الفردِ اَوِ الاَفراد يؤثّرُ على الجميع؟ حتَّى لا ياتيَ كلُّ فردٍ منهم ويقولُ اَنَا حرٌّ بنفسي؟ وخاصَّةً عندما ينصحهُ اَحدُ الدُّعَاةِ الى الله؟ واَقولُ لهذا الاَفَّاكِ الاَثِيم؟ وَمَنْ قالَ لكَ اَنَّكَ حُرٌّ في نفسِك؟ فَاِنَّكَ بالنتيجة سَتَنْقُلُ عدوى هذه الحرية الى اِخْوَانِكَ من شياطينِ الانسِ وتَضُرُّ غيرَكَ من الطائشين حتما؟ اَلَمْ تَعْلَمْ اَنَّ هناك قيوداً اَنْتَ مُلْزَمٌ اَنْ تَتَقَيَّدَ بها؟ وحُرِّيَّتُكَ تتوقَّفُ رغماً عنك اذا تعارضَتْ مع مصلحةِ المجتمع؟ اَوْ تَسَبَّبَتْ بِالْحَاقِ الاَذَى والضَّرَرِعلى اَفْرَادِه؟ هل تريدُ اَنْ تَبْنِيَ سعادتَكَ على حسابِ تعاسةِ كثيرين غيرِكَ بِحُجَّةِ الحُرِّيَّة الاَنَانيَّة والدِّيمُوقراطيَّةِ الاباحيَّة؟ ولذلكَ احْذَرْ اَنْ تحصلَ على الدَّرسِ القاسي الذي اَخَذَهُ المسلمون في غزوةِ اُحُد وكانَ نافعاً لهم جدَّا؟ وقد يكونُ ضارَّاً عليك(وما كل مرة تسلم الجرة)؟ بل قد تدفعُ حياتَكَ ثمناً لما يُسَمَّى حُرِّيَّة شخصية اباحية مُخَدَّرَاتيَّة؟ تَحْجُبُ عقلكَ عن ادراكِ الاخطارِ الفوضويَّة العشوائيَّة؟ التي تسري في المجتمعِ كلّه بسببِ اُنَاسٍ خَرْقَى خَرَقُوا مَوْضِعاً في املاكِهم في سفينةِ الحياةِ الكونيَّة؟ فَغَرِقَتِ السفينة بِمَنْ فيها بسببِ عَبَثِ المجرمين المستهترين بالمُثُلِ العُلْيَا والقِيَمِ الاخلاقية؟ ولقد كانَ خطأً غيرَ مُتَعَمَّد؟ ولم يُخَطّطْ له اصحابُ رسولِ اللهِ سويَّا؟ فما بالُكُم باخطاءِ المسلمين المَدْرُوسَة ومخالفاتِهم لاوامرهِ تعالى القُدْسِيَّة؟ والتي يخطّطون لها ويَحْبِكُونَها حبكاتٍ شيطانيَّة؟؟؟ فرقٌ كبيرٌ بينَ من يُخَطّط للمعصية وبينَ من يرتكبُها من دون تخطيط؟ قد تَسْألُ انساناً مثلاً اِلى اَينَ اَنتَ ذاهب؟ فيقولُ لكَ الى فرنسا؟ فتقولُ له لماذا؟ فيقولُ حتى اَدْرُس؟ وفعلاً كان هدفهُ الدِّراسة وهو انسانٌ مستقيم؟ ولَكِنَّ الاغراءاتِ هناكَ مع الاغواءاتِ طَغَتْ عليه؟ فَضَعُفَ امامَها؟ وارتكبَ جريمةَ الزِّنى؟ ثم شعرَ بالندم؟ وتابَ الى الله؟ فَهَلْ هذا الانسانُ قد خطَّطَ للمعصيةِ بالمقارنةِ مع انسانٍ آخرَ تراهُ ثم تساَلهُ الى اين اَنتَ ذاهبٌ يا ابو الشباب؟ فيقولُ لكَ اِلَى باريس؟ بلدِ الشَّرْمَطَة والتِّعْرِيصْ؟ يا سَلاَم هناك النساءُ الفاتنات؟ والبناتُ الرخيصات؟ ومعي عناوينُهنّ؟ وارقامُ هواتفِهنّ؟ وصورُهنَّ وهنَّ عاريات؟ يُبْدِينَ اللَّحم الرَّخيص؟ يا سلام إِشْطَة وْمِهَلَّبِيَّة وْفُولْ بِطَعْمِيَّة وْ حِتِّةْ فَرْخَة وْدِيكْ رُومِي وْروميو وْجولييت وفِسِيخْ بالارانب وِبَصَلْ وِتُومْ وِكَبِيسْ؟ وتَرَاهُ يذهبُ مخطّطاً من اَجلِ اَنْ يعصيَ اللهَ ورسولَهُ بالتَّخْبيصِ والتَّعْفِيس؟ فلا باركَ اللهُ بذلكَ النَّذْلِ الخَسِيس؟ اِنْ لم يَتُبْ الى الله توبةً نصوحاً ما زالَ اِلَى الآن يرفضُها ابليس؟؟؟ فهلِ الاَوَّلُ الضعيف مِثلُ الآخَرِالوَقِحِ الجريءِ على محاربةِ الله عَلَنَاً وانتهاكِ محارمِه؟ وهل كانَ الرماةُ على جبلِ اُحُد قد وضعُوا خُطَّةً لمخالفةِ اَوامرِ رسولِ الله؟ معاذَ الله؟ واِنَّما الضعفُ البشريُّ والحاجةُ التي اَلَحَّتْ عليهم جعلَتْهُم يغادرون هذا المكانَ ليجمعوا الغنائم؟ ومع ذلكَ لم يعذرْهمُ اللهُ تعالى؟ وما اَعْطَاهُمْ عُذْرَاً واحداً اَبداً؟ ولذلكَ حينما اَخَذُوا يتساءلون{أنَّى هذا} جاءَهمُ الجوابُ الشافي{ قلْ هو من عندِ اَنفسِكُم} اِيَّاكَ اَنْ تقولَ يا اخي انا مسلم ومؤمن ومُوَحِّد؟ وعدوِّي كافر ومشرك وملحد الى غير ذلك؟ وانا ضعيفٌ امام هذه الاخطاء والهفوات؟ لا اِيَّاكَ اَنْ تدخلَ مع عدوِّكَ في معركةٍ اِلَّا بعدَ اَنْ تكونَ قد اصْطَلَحْتَ مع اللهِ تعالى صُلْحَاً خالصاً لا شائبةَ فيهِ اَبَدَا؟ واِلَّا فَاِنَّ اللهَ سَيُعْطِيكَ الدَّرسَ القاسي؟ وحتَّى نَبِيُّكَ عليه الصلاة والسلام لم ينجُ؟ بل اُصِيبَ بما لم يُصَبْ بهِ من قبلُ ومن بعد؟ وكان اَبُو عامر النَّصراني يُسَمَّى راهباً لِتَدَيُّنهِ؟ ولكنَّه فَسَقَ بعدَ ذلك؟ وكفرَ بالنبي عليه الصلاة والسلام؟ وحفرَ له الحُفَر؟ ووضعَ فيها الاشواكَ والاَذَى؟ فوقعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في اِحْدَى هذه الحُفَر؟ وهنا انتهزَ المشركون ذلك؟ واَشاعُوا اَنَّ رسولَ الله قد قُتِل؟ فلمَّا تلقَّى المسلمون هذه الصدمة هربَ خُلَّصُ الصحابة واَعْظمُهم؟ وبقيَ مع رسولِ الله عددٌ يسيرٌ مع ابنِ عمِّه عليٌّ كرَّمَ اللهُ وجهَه؟ والرسولُ واقعٌ في الحفرةِ وهو ينادي اَنَا هنا؟ انا رسولُ الله؟ فَسَمِعَهُ اصحابهُ الذين بَقُوا معه؟ فاحتالُوا من اجلِ اَنْ يرفعوه دون أذيَّتهِ عليه الصلاة والسلام اَكثرَ ممَّا هو واقعٌ به وقد كُسِرَتْ رباعيَّتُه(والرُّبَاعِيَّةُ تكونُ بعدَ النَّاب) ودَخَلَتْ حَلْقَةُ المَغْفَرِ في وَجْنَتِهِ؟ ولذلكَ حينَمَا اَرَادُوا اَنْ يُخْرِجُوهَا بِشِدَّة مضطرين لذلك قُلِعَتْ معها كذلكَ بعضُ اسنانهِ الشريفة عليه الصلاة والسلام؟ فَنَزَفَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم دمي وروحي فداهُ بقوَّةٍ كبيرة؟ فماذا حصل؟ كانتِ المراَةُ العربية تخرجُ مع الجيش في الجاهلية وفي الاسلام مع المجاهدين؟ وحتى المشركين من كفَّار مكة كانوا يُخْرِجُونَ نساءَهم معهم أيضا؟ وقد اَخْرَجَ قائدهُم أبو سفيان زوجتَهُ هند بنت عُتْبَة معه في هذه الغزوة؟ واَخَذَتْ تشجِّعهُم على القتال والبقاءِ في المعركة وعدم الهروب؟ وكلَّما أرادَ رجلٌ منهم الهربَ كانتْ نساءُ المشركين يُعَيِّرْنَهُ بقولِهِنَّ يا حِيفْ عليك ويا عِيبْ الشُّؤْم نحنُ النساءُ ما هَرَبْنَا وأنتَ رجلٌ تريدُ ان تهرب؟ وما سمعْنَا عَبْرَ التاريخِ اَنَّه اعْتُدِيَ على عِرضِ امرأةٍ خَرَجَتْ للحرب لا في الجاهلية ولا في الاسلام؟ ولذلكَ كانتِ النَّخْوَةُ موجودةً عندَهُم في الاسلام؟ وقبلَ الاسلامِ هناكَ ايضاً نخوةُ العروبةِ والشهامةِ ونجدةِ الملهوف؟ وكانوا يشعرون بعزَّتِهم وكرامتِهم وقيمةِ اَعْرَاضِهم وشرفِهم؟ ونكتفي بهذا القَدْر خشية الاطالة وقد اشْتَكَتْ من ذلك بعضُ المنتديات؟ وقد كانَتْ هذه المشاركة اَوَّلَ مشاركة اُرْسِلُها على بركة الله وهي بِقَلَمِ اُخْتِكُم في الله اَمَةُ الله أَفْنَانْ الاخت الصغرى لخيرات حِسَان؟ وهي الآن بعافية باذن الله؟ والحمدُ لله الذي لا يُحْمَدُ على مكروهٍ سواه؟ ولكنَّها تعانِي من وَعْكَةٍ صحية اَلَمَّتْ بها؟ وقد نصحَها الطبيبُ بعدم مزاولة أي نشاطٍ فكري او بدني في الوقت الحاضر؟ ولكنَّها على ما يبدو مُصِرَّة على اِكمالِ رسالتِها حتى مماتِها كما اخبرتْنِي بذلك؟ فَادْعُوا الله سبحانهُ لها بالشفاء العاجل وتَرَقَّبُوا منها مشاركةً في وقتٍ لاحقٍ اُعْلِنُهُ لكم عندما تتعافى؟ واَمَّا اَنَا فَسَاَحُلُّ مكانَها من الآن فصاعداً اِلَى مشاركةٍ قادمةٍ اِنْ شاءَ الله {وما توفيقي الا بالله عليه توكلْتُ واِليهِ اُنِيب} وآخرُ دعوانا اَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


الساعة الآن » 13:18.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd