|
الصيام يسمو بالنفس ويدفع الى الجد والعمل عمان 4 ايلول( بترا ) - من بشار الحنيطي - الصيام امتناع عن المفطرات ، ليس من باب حرمان النفس من حاجاتها ومتطلباتها بل من منطلق تنظيمي يعيد الانسان الى تفهم معنى العبودية لله تعالى والانقياد الكامل لاوامره . وبحسب استاذ الفقه في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القضاة فان الصوم يوفر للانسان الطاقة والقدرة على الابداع ويدربه على طاعة الله والانضباط ويعطيه الامان ويقوي من عزيمته ويدفعه الى الجد والجهد والعمل ابتغاء مرضاة الله . الا ان المستغرب والمستهجن سلوكيات بعض الصائمين الذين لا يظهرون الصيام بصورته الحقيقية المشرقة ، اذ يمضون الوقت في الكسل والخمول والنوم ويظهرون الضيق بالاخرين بحجة الصوم لا بل انهم يتخذون من الصوم ذريعة للتقصير بواجب اعمالهم وعملهم فيؤخرون المعاملات ويعيقون انجاز المهام . يقول الدكتور القضاة ان الصيام يمثل مدرسة تربوية متكاملة تسمو بنفس الانسان وتهذب من طبعه وترقى بسلوكه وتدعوه الى مضاعفة الجهد بالعمل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوموا تصحوا . ويشير الى وكالة الانباء الاردنية(بترا) الى ان اكتشافات وابداعات العلماء المسلمين كانت لا تحدث الا في رمضان وان معظم المعارك والانتصارات التي حققها المسلمون حدثت كذلك في هذا الشهر المبارك الذي عرف بشهر الجهاد . ويبين القضاة ان الصيام يدعو الى بذل الجهد ومضاعفة الانتاج لان الاسلام يحارب الكسل والتواكل وان التقصير في الواجبات يتناقض مع مبدأ الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام " المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير" . وبحسب استاذ الفقه المقارن الدكتور محمود السرطاوي فان الصيام وجميع التكاليف الشرعية هي في مقدور الانسان ووسعه لقوله سبحانه وتعالى " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " ، وان هذا الوسع الذي انيطت به جميع تكاليف الشريعة يقتضي ان يستمر الانسان في مهمته الاساسية التي خلق من اجلها وهي اعمار الكون والبناء والعمل . ويبين السرطاوي ان الصوم يتضمن الدافعية الى العمل من باب ان البطنة تذهب الفطنة فان كان الانسان قد تناول القليل من الطعام بالسحور الذي حث عليه الاسلام في قول الرسول صلى الله عليه وسلم " تسحروا فان في السحور بركة " فان هذا سيؤدي الى نشاط اعضاء الجسم وحسن اتقان العمل |
ويشير الى ان الصوم بما فيه من الروحانيات يؤدي الى الهدوء والقدرة على استيعاب المشكلات والتعامل معها بروح ايمانية اخوية ما يؤدي الى الانسجام والتسهيل والتيسير في سير المعاملات من قبل الموظف الصائم وكذلك المراجع له . ويقول اذا ما نظرنا الى التاريخ فاننا نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه كانوا يقومون بسائر اعمالهم في شهر رمضان التي اعتادوا عليها في الاشهر الاخرى بجد وجهد ،فكان رمضان شهر الفتوحات والانتصارات الاسلامية . ويضيف انه اذا كانت بعض الاعمال فيها مشقة زائدة على المسلم الصائم فان التخفيف يأتي في العبادة ولا يأتي بالعمل اذ يبيح الاسلام الافطار لمن يجد مشقة ولم يطلب منه ان يترك العمل كدليل على ضرورة الاستمرار بالاعمال بجد واجتهاد . ويؤكد اختصاصي تغذية الانسان الاستاذ الدكتور خضر المصري ان امتناع الانسان عن تناول الطعام والشراب لفترة زمنية محددة لا يؤدي على الاطلاق الى حدوث نقص في اي من العناصر الغذائية الضرورية للجسم كالفيتامينات والمعادن او البروتينات او الكربوهيدرات او الدهون. ويشير الى ان عدم تناول الاطعمة خلال فترة الصيام لا يؤثر على اداء الانسان الصائم لاعماله او طاقته الانتاجية او يقلل من نسبة تركيزه لان مخزون الجسم من الكربوهيدرات والدهون يمد الجسم بالطاقة اللازمة والضرورية للقيام بجميع الاعمال اليومية المطلوبة . ويبين المصري ان الجسم طيلة ايام الشهر الفضيل يستطيع الحصول على حاجته من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية الضرورية له من خلال تناوله وجبتي السحور والافطار الا انه وفي بعض الاحيان قد يطرأ تغير بسيط واعراض انسحاب بسيطة كالصداع والتوتر لدى الاشخاص الذين اعتادوا على تناول الشاي والقهوة والمنبهات في الايام الاولى من الشهر الفضيل لكن سرعان ما يتلاشى هذا الامر مع مرور الوقت بحيث يعود الجسم الى وضعه الطبيعي. ويشير الى ان جسم الانسان وفي بداية الشهر الفضيل قد يتاثر بسبب الصيام من حيث انخفاض مستوى السكر والسوائل ما يؤدي الى هبوط بسيط في طاقته ،لكن سرعان ما يحدث ما يعرف بتطبيع الجسم فيعود الى طاقته الطبيعية بعد التأقلم على الصيام والنظام الغذائي الجديد خلال رمضان المبارك . -- ( بترا ) |
جزاك الله خيرا وكل عام وانت بخير |
جزاك الله كل خير وبركة أخى الغالى |
بارك الله فيك |
| الساعة الآن » 10:06. |
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd