الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   حكم الإجهاض , إجهاض الجنين المشوه , حكم إسقاط الجنين (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat104069/)

*HOB* 23 ربيع الأول 1437هـ / 3-01-2016م 06:01

حكم الإجهاض , إجهاض الجنين المشوه , حكم إسقاط الجنين
 
حكم إجهاض الجنين المشوه , هل يجوز الإجهاض قبل الأربعين يوما , هل يعتبر الاجهاض قتل عمد فهل عليه كفارة , حكم إجهاض الجنين لقول الأطباء إنه مصاب بمرض , اجهاض الجنين بعد نفخ الروح , ما هو حكم اجهاض الجنين , حكم الشرع في اجهاض الجنين
https://www.fadaeyat.co/up/images/178...1680684877.jpg

قال تعالى في كتابه الحكيم (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيراً)، وفي موضِعٍ آخر يقول ربُّ العِزَّة (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ). في هاتين الآيتين الكريمتين تصريح شديد بحرمة قتل الأبناء خوفاً من الفقر والعَوَز. وهذه الآيات تم تقديم الضمائر فيهما لحكمة كبيرة من الله عزَّ وجل. ففي الآية الأولى؛ قدّم الله سبحانه وتعالى رزق الأبناء على رزق الآباء، فالخطاب هُنا موجَّه لغير الفقراء، الذين يقتلون أبناءهم خوفاً من أن تدفعهم تكاليف الحياة إلى دفع الكثير مما يؤول بهم إلى الفقر، بينما الآية الثانية موجَّة في خطابها إلى الفقراء، وهم الذين يقتلون أبناءهم لأنهم يعيشون في الفقر؛ ولا يريدون أطفالاً تزيد عليهم التكاليف ويزيدوا في فقرهم.
والإجهاض في جميع الأديان مُحرَّمة، فهي نوعٌ من قتل النفس التي حرَّم الله، فالجنين لا ذنب له حتى يتم حرمانه من حياته قبل حتى أن يخرجَ إليها. والدليل على تحريم الإجهاض في قوله تعالى (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ). فساد، إهلاك النسل أي الإجهاض هو فساد يبغضه الله سبحانه وتعالى. واختلف العلماء بموعد تحريم الإجهاض، فمنهم من رأى أنه يجوز الإجهاض إذا كان هناك سبب في الأربعين يوماً الأولى؛ ويُحرَّم بعد ذلك، ومنهم من رأى حرمة الإجهاض من اليوم الأول لنزول النطفة في الرحم، ولكن الجميع أجمع على أنه بعد الأربعين يوماً يُحرَّم الإجهاض نهائياً. ونحن هُنا نتحدَّث عن الإجهاض الاختياري، حيث تختار الأم أن تجهض جنينها لأيِّ سببٍ كان، وليس في حالات الإجهاض الطبيعي التي ليس للأم يدٌ بها، كأن تسقط فيتم الإجهاض، أو أن يكون الحمل ضعيفاً فيسقط من تلقاء نفسه، إلخ من هذه الأمور التي تكون بيد الله وحده.

ديننا الحنيف دين رحمة، وتحريم الإجهاض جاء رحمة بالأطفال والأمهات، حيث أن للإجهاض آثارٌ جانبية شديدة الخطورة على الأم، فهنالك مضاعفات كثيرة لا تُحصى قد تحصل للأم في حالة عمل إجهاض اختياري، ومنها ثقب الرحم والنزيف وجرح عنق الرحم؛ وقد تؤدي إلى تهتُّك عنق الرحم أو تهتُّك الرحم نفسه أو حدوث التهابات في الجهاز التناسلي؛ مما قد يؤدي إلى انعدام حصول الحمل في المستقبل لا سمح الله. وهذه ليست بالأعراض التي يمكن التغاضي عنها؛ أو احتمال التعرُّض لها، فالآلام النفسية والجسدية المُصاحبة لها تكون كبيرة لدرجة قد لا تحتملها الأم.
كلُّ ما ذُكِر لا يعني أن حياة الأم لا تعني شيئاً، بل لقد أجاز العلماء بمشروعية الإجهاض إذا ثبتَ بالدليل القاطع أن بقاء الحمل قد يُعرِّض حياة الأم للخطر، وهذا لا يتم إلا بفتوى شرعية ولكل حالة على حدة، فالمُفتي لا بدَّ وأن يرى تقاريراً من جهات طبية معتمدة تُثبِت بما لا يدع مجالاً للشك؛ أن بقاء الجنين في رحم الأم يُشكِّل خطراً على حياتها، وقال العلماء في ذلك كما جاء في الفتوى هو "رُخِّص في الإقدام على إسقاطه بهذه الشروط دفعاً لأعظم الضررين وجلبا لعظمى المصلحتين"، وهذا التصريح لا يتعلَّق بفترة الحمل ولا مدَّته، فمتى ما ثبت أن الحمل خطرٌ على حياة الأم؛ فيتم فوراً عمل الإجراءات اللازمة لإجهاض ذلك الحمل.
إن الأطفال زينة الحياة الدنيا، ولا يعرف قيمتهم إلا من حُرِم منهم، هو من ترى في عينيه قيمة أن يكون لك ولد أو بنت، ترى نظرة الحسرة في عينيه؛ والرغبة الشديد أنه لو يكون مكانك. وأقسى منها نظرة المرأة إلى الأطفال، فهي التي وضع الله سبحانه وتعالى الغريزة للأمومة، وكم أتعجَّب مِمَّن تُجهض حملها بغضِّ النَّظر عن الأسباب، فاتقي الله يا أمة الله؛ واتقي الله يا عبد الله في ابنائكم، وتذكَّروا أنكم ملاقوا ربكم، وأنكم يومئذٍ ستُسألون. قولوا ماذا سيكون جوابكم حينها (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت).


https://www.fadaeyat.co/up/images/371...6067464900.jpg

yahya1sat7.gif

حكم إجهاض الجنين المشوه

قالت دار الإفتاء إن الحمل قد نُفِخت فيه الروح فهو إنسان كامل لا يجوز الاعتداء عليه حتى وإن كان به تشوه شريطة ألا يترتب على استمرار الحمل ضرر محقق يلحق بالأم.

وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: "حكم إجهاض الجنين المشوه"، فإذا قرر الأطباء المتخصصون أن هناك ضررًا محققًا يلحق بالأم ففي هذه الحالة لا مانع من إنزاله بعد أخذ رأي الطبيب المسلم.

yahya1sat7.gif

حكم إجهاض جنين عمره دون الأربعين


السؤال :

هل يجوز الإجهاض قبل الأربعين يوما، علما بأن عمر ابني ثلاثة شهور، وأنا أعمل، كما أنني أثناء الحمل أعتمد على الفيتامينات؛ لأن جسمي ضعيف جدًا، مع العلم بأني كنت أرضع طفلي، ومع ذلك حملت، الرجاء الرد علي بأسرع وقت ممكن. شاكرين جهودكم.
الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
القول المعتمد المفتى به لدينا هو تحريم إجهاض الجنين في جميع مراحله وأطواره، وإن كانت درجة التحريم متفاوتة بين مرحلة وأخرى، إلا أن الإثم يلحق في الجميع، ولذا تجب في مذهبنا كفارة القتل على إجهاض الجنين، وقد قرر ذلك الإمام الغزالي رحمه الله حيث قال: " وأول مراتب الوجود أن تقع النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة وإفساد ذلك جناية فإن صارت مضغة وعلقة كانت الجناية أفحش وإن نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشا، ومنتهى التفاحش في الجناية بعد الانفصال حيا " انتهى. " إحياء علوم الدين " (2/51)
وهذا القول معتمد مذهب المالكية، وقولٌ عند الحنفية، واختاره بعض الحنابلة، ودليله أن في إجهاض الجنين اعتداءً على كائن حي ينمو ليكون نفسا مؤمنة بإذن الله، والاعتداء على الأحياء الأصل فيه المنع وإن لم تنفخ فيه الروح بعد، وإذا جاءت الشريعة بمنع الاعتداء على النبات بالقطع والإتلاف إلى لحاجة، فمنع الاعتداء على النطفة الحية مِن باب أولى.
وليس ضعف الجسم أو الإرضاع من الأعذار المجيزة للإجهاض، ولا يجوز التعذر بمثل هذه الأعذار لارتكاب الإجهاض.
أما إذا قرر الطبيب الثقة أن بقاء الجنين يعرِّضُ حياة الأم للخطر المميت، فيجوز الإجهاض قبل مائة وعشرين يوما من علوقه، بل إذا تعارضت حياة الجنين مع حياة الأم جاز الإجهاض ولو بعد المائة وعشرين يوما، كما أفتى بذلك علماء المجامع الفقهية؛ لأن حياة الأم محققة، وحياة الجنين غير محققة. والله أعلم.
yahya1sat7.gif


حكم إجهاض الجنين لقول الأطباء : إنه مصاب بمرض

س : أفيد سماحتكم بأني شاب أبلغ من العمر 31 عاما ، توفي أخي الأكـبر قبل ثمان سنوات ، وخلف بعده أربعة أولاد وزوجة - هي ابنة عم لنا - وحرصا مني على تربية أبناء أخي وعدم تعريضهم لما قد ينتج عن زواج أمهم الشابة فقد استعنت بالله وتزوجت بها ، حتى أكفل لها ولأولاد أخي حياة كريمة في ظل أسرتنا التي نعيش معها ، ولم نفترق أبدا ، وكان هذا العزاء الوحيد لوالدي بعد وفاة أخي رحمه الله .

( الصفحة رقم: 295)

والحمد لله فقد كانت زوجة صالحة ، إلا أن الله شاء أن تظهر لدينا حالة وراثية ينتج عنها وفاة المولود بعد شهر أو شهرين على أقصـى تقدير ، فقد دفنت آخر مولود قبـل شهر تقريبا ، وكان الثالث الذي يلاقي نفس المصير .
ولحاجتي إلى الذرية الصالحة والتي قد تعينني على الحياة عند تقدم السن - إن أصلح الله - ولعجزي عن الزواج بأخرى ؛ لعدم استطاعتي تأمين المصاريف اللازمة لأسرة أخرى بسبب تواضـع راتبي ، فقد راجعت المستشفى بهدف إيجاد العلاج المناسـب ، وذلك بسبب معاناتنا النفسية الصعبة خـلال أشـهر الحمـل ، وكذلك بعد الولادة ، وكذلك عند حلول قضاء الله بفلذات أكبادنا ، ونحن لا نستطيع له دفعا .
وآخر ما استقر عليه رأي الأطباء هو مراجعة المستشفى التخصصي بالرياض عند حدوث الحمل لأخذ عينة من الجنين في رحم أمه ، ومعرفة إذا كان سليما أو مصابا بنفس المرض ، فإن كان سليما فنتابع الحمل ، وإن كان مصابا فيجهض الجنين وذلك بعد الرجوع لموافقتنا إن أجـاز الشرع ذلك ، وخصوصا أن هذا سيتم قبل الشهر الرابع .
وسؤالي لسماحتكم أدامكـم الله عن مدى جواز عملية الإجهاض في مثل حالتنا التي لا حل لها؟ فأنا لا أستطيع طلاق ابنة عمي ، وتشريد أبناء أخي ، ولا أستطيع الزواج بأخرى لعجزي عن ذلك ، كما أبديت لسماحتكم سابقا . أفيدوني أفادكم الله .

ج : وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت :
بأنه لا يجوز إجهاض الجنـين لمجرد قـول الأطبـاء : إنـه مصـاب بمرض ، بل يترك الأمر لله سبحانه وتعالى ، وقول الأطباء يخطئ ويصيب ، فلا

(
الصفحة رقم: 296)

يعتمد عليه في مثل هذا الأمر الخطير .
ونوصيكما جميعا بسؤال الله العافية من كل سوء ، مع حسن الظـن بـالله سـبحانه وأبشـروا بالخير والعاقبة الحميدة إن شاء الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


*HOB* 23 ربيع الأول 1437هـ / 3-01-2016م 06:06

حكم الإجهاض في الشريعة الإسلامية ,
 
حكم الإجهاض في الشريعة الإسلامية

الإجهاض الاختياري..يفرق العلماء هنا بين مرحلة ما قبل نفخ الروح ومرحلة ما بعد نفخ الروح. ويمكن تقسيم آراء الفقهاء في الإجهاض قبل نفخ الروح إلى فئات ثلاث:

الأولى القائلة بحرمة الإجهاض منذ وقوع النطفة في الرحم، وهذا القول المعتمد عند المالكية، وممن ذهب إليه ابن رجب الحنبلي وبعض الحنفية مع ملاحظة أن ابن رجب الحنبلي قال بالحرمة في مرحلة العلقة لأن النطفة قد لا تنعقد.

الفئة الثانية أباحوا الإجهاض قبل الأربعين الأولى قبل أن يبدأ الجنين بالتخلق وهو رأي جمهور الحنفية والشافعية والحنابلة.

الفئة الثالثة أباحوا الإجهاض قبل نفخ الروح، والراجح أن نفخ الروح يكون بعد الأربعين الأولى وليس كما هو شائع أنه بعد مائة وعشرين يوما كما فهمه الفقهاء القدامى من حديث ابن مسعود الذي أخرجه البخاري.



مرحلة ما بعد نفخ الروح

اجمع الفقهاء على حرمة قتل الجنين بعد نفخ الروح لأن الجنين بعد نفخ الروح يصبح إنسانا ونفسا لها احترامها وكرامتها، ولأن الإجهاض بعد نفخ الروح جريمة لا يجوز الإقدام عليها إلا في حالة الضرورة القصوى٬ قال تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم» (الإسراء: 70)

المطلب الثاني: الإجهاض للضرورة:

https://www.fadaeyat.co/up/images/073...8133958058.jpg


أجاز العلماء الإجهاض في حالة الضرورة القصوى كما في حالة تسمم الجنين، فيجوز في هذه الحالة الإجهاض للمحافظة على حياة الأم عملا بقاعدة (ارتكاب أخف الضررين) ولأن الأم هي الأصل والجنين هو الفرع، فيضحى بالفرع في سبيل المحافظة على الأصل، ولأن حياة الأم متيقنة وحياة الجنين ظنية، واليقين مقدم على الظني٬ لكن هذه الضرورة لها ضوابط وشروط وهي:

أن تكون أسباب الضرورة قائمة أو على وشك الوقوع لا منتظرة.

أن يغلب ظن الأطباء حفظ حياة الأم بإسقاط الجنين، أما إذا كانت حياتها مهددة بالخطر بسبب الإجهاض فلا يجوز ذلك

ألا تكون وسيلة لدفع الضرر إلا بالإجهاض.

أن تكون المصلحة المستفادة من إباحة المحظور أكبر من المصلحة المستفادة من تجنب المحظور.

أن يقرر الإجهاض للضرورة طبيب مسلم عدل ثقة في دينه وعلمه.

المطلب الثالث: إجهاض الجنين المشوه:

ذكر الأطباء أن التشوهات الخلقية منها ما هو تشوهات خارجية مثل: الجنين دون رأس، انعدام وجود القشرة الدماغية، التصاق التوأم المتلاصق، وهذه التشوهات يمكن تشخيصها منذ الأسبوع السادس عشر أو الشهر الرابع للحمل على وجه التقريب٬ وهناك تشوهات أخرى يمكن للطبيب أن يشخصها عن طريق فحص غشاء المشيمة الخارجي، وذلك بأخذ عينة عن طريق المهبل وفحصها في مختبرات علم الأجنة، مثل الطفل المنغولي، وهناك تشوهات أخرى يمكن للأطباء وخصوصا أطباء الأطفال أن يشخصوها أثناء الحمل مثل: فتحات في القلب، فتق الحجاب الحاجز٬

ويمكن تقسيم التشوهات الخلقية عند الجنين إلى ثلاثة أقسام:

تشوهات خطيرة لا يرجى معها للجنين حياة وتقضي على حياة الجنين مبكرا.

تشوهات يمكن للجنين أن يعيش معها بعد الولادة، وبعضها يمكن إصلاحها بعد الولادة مثل: تشوهات المعدة والأمعاء. وبعضها قد يتدرج في شدته وفي المدة الزمنية التي يعيشها الطفل بعد الولادة، مثل: استسقاء الرأس، والطفل الذي يولد مختل العقل أو لديه شلل جزئي فإنه يمكن أن يعيش.

تشوهات لا تؤثر على حياة الجنين ولا تقضي على الأجنة ويمكن للطفل أن يعيش بها ومعها من ذلك على سبيل المثال: خلل في الأنزيمات، خلل في تخثر الدم، أو عمى الألوان.

ثالثا: حكم إجهاض الجنين المشوه:

لا شك أن الإسلام قد حث على منع أسباب المرض والتوقي منه ما أمكن ذلك، على قاعدة درهم وقاية خير من قنطار علاج، وتعاليم الإسلام تحث على حفظ الصحة وإلى حماية الجنين ووقايته من كثير من الأمراض التي سببها البعد عن تعاليم الإسلام والوقوع في المعاصي كالزنا وشرب الخمر والتدخين وتعاطي المخدرات وغير ذلك من الأمور التي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بصحة الأم والجنين.

كما أن حسن اختيار الزوجة له دور في ذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم قد حث على ذلك بقوله: (تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم). رواه ابن ماجه، وكذلك تغريب النكاح وإجراء فحص للخاطبين قبل الزواج يفيد في ذلك.

لكن إذا قدر الله سبحانه وتعالى تشوه الجنين لسبب أو لآخر فما هو الموقف الشرعي من ذلك؟ ذهب فريق من العلماء إلى تحريم إجهاض الجنين المشوه ولو تبين التشوه قبل نفخ الروح، ومن هؤلاء الشيخ عبد الله آل عبد الرحمن البسام عضو مجلس المجمع الفقهي وعضو هيئة التمييز بالمملكة العربية السعودية حيث رد على المجيزين في بحث له بقوله: إن في ولادتهم على هذه الحالة عظة للمعافيين وفيه معرفة لقدرة الله عز وجل حيث يري خلقه مظاهر قدرته وعجائب صفته سبحانه، كما أن قتلهم وإجهاضهم نظرة مادية صرفة لم تعر الأمور الدينية والمعنوية أية نظرة، ولعل في وجود هذا التشويه ما يجعل الإنسان أكثر ذلة ومسكنة لربه، وصبره عليها احتسابا منه للأجر الكبير.

وقد أصدر الدكتور علي جمعة مفتي مصر فتوى أكد فيها أنه لا يجوز شرعا إجهاض الجنين المصاب ببعض التشوهات الخلقية أو الإعاقة الذهنية لأن هذا ليس مبررا إطلاقا للإجهاض، فحرمة الجنين داخل رحم أمه تعادل حرمة الطفل المولود بين أيدينا، وكما يحرم التخلص من حياة الطفل المعاق أو المشوه فكذلك يحرم التخلص من حياة الجنين الذي أثبت الفحص الطبي تشوهه.

لكن الرأي الراجح هو ما ذهب إليه الفريق الأكبر من العلماء فقد اتفقوا مع أصحاب القول الأول في أن الجنين المشوه إذا نفخت فيه الروح فلا يجوز إسقاطه مهما كان التشوه إلا إذا كان في بقاء الحمل خطر على حياة الأم، وذلك لأن الجنين بعد نفخ الروح أصبح نفسا يجب صيانتها والمحافظة عليها، سواء كانت سليمة من الآفات والأمراض أو كانت مصابة بشيء من ذلك، سواء رجي شفاؤها مما بها أو لم يرج، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى له في كل ما خلق حكم لا يعلمها كثير من الناس وهو أعلم بما يصلح خلقه، مصداق قوله تعالى: “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير” (الملك: 14).

أما قبل نفخ الروح إذا ثبت تشوه الجنين بصورة دقيقة لا تقبل الشك، وكان هذا التشوه غير قابل للعلاج، أو لا يمكن للجنين أن يعيش معه فإنه يجوز إسقاطه نظرا لما قد يلحقه من مشاق وصعوبات في حياته وما يسببه لذويه من حرج، وللمجتمع من أعباء ومسؤوليات وتكاليف في رعايته والاعتناء به.

وهذا ما قرره مجلس المجمع الفقهي الإسلامي بالأكثرية في دورته الثانية عشر المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 15 رجب 1410هـ إلى يوم السبت 22 رجب 1410هـ الموافق 17/2/1990م.

كما أن هذا القرار قرار اللجنة الفقهية الطبية لجمعية العلوم الإسلامية الطبية في الأردن حيث كان هناك إجماع من الفقهاء الحضور على تحريم الإجهاض القسري بعد نفخ الروح عند الأربعين يوما إلا إذا كان استمرار الحمل سيؤدي إلى وفاة الأم حسب رأي لجنة من الأطباء ذوي الخبرة.

وأيده الدكتور يوسف القرضاوي مشترطا أن يكون التشوه خطيرا قبل نفخ الروح وأن يقرر ذلك فريق طب لا طبيب واحد.


الساعة الآن » 17:27.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd