الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   أخبار الشرق الأوسط والعالم (https://www.fadaeyat.co/f218/)
-   -   داعش ارتكب خطأ قاتلاً في هجمات باريس (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat100012/)

New Sat 10 صفر 1437هـ / 22-11-2015م 17:19

داعش ارتكب خطأ قاتلاً في هجمات باريس
 
داعش ارتكب خطأ قاتلاً في هجمات باريس
تساءل مدير قسم الأبحاث في مركز سياسات الشرق الأوسط بمهد بروكينغز، دانيايل بايمان، في مقال له نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، عما إذا كان "داعش" أخطأ في حساباته عندما هاجم باريس، فاستعدى سائر العالم عليه.
https://www.fadaeyat.co/vb/storeimg/i...201995_385.jpg
وفي بداية المقال، يقول بايمان إن التقارير الأولية بشأن هجمات باريس توحي باحتمال أن يكون التنظيم بدأ بتغيير استراتيجيته، وأخذ في مهاجمة أهداف أوروبية، بعدما ركز في خطاباته السابق على مهاجمة أميركا.

استقطاب طائفي
ويشير الكاتب إلى تركيز داعش لطاقاته على الشأن المحلي والإقليمي، وخاصة بعدما لفت إليه الأنظار في عام 2014، عندما استولى على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية، ومنذ نشأته في عام 2004(تحت مسميات مختلفة)، شن التنظيم الإرهابي حرب عصابات وأخرى تقليدية ضد الحكومة العراقية، ومن ثم السورية، وحارب قوات المعارضة السورية المعتدلة، والمقاتلين الأكراد، وهاجم مسلمين، وبخاصة الشيعة، بوصفهم ألد أعدائه.

كما هاجم أيضاً أهدافاً في تركيا والمملكة العربية السعودية ودول مجاورة أخرى، بهدف زيادة الاستقطاب الطائفي، ومعاقبة حكومات لمعارضتها له، وكسب مزيد من الأنصار، وفي حين دعا داعش دوماً لشن هجمات على الغرب، لكن مثل تلك العمليات تمت غالباً بواسطة "ذئاب منفردة".


نمط مختلف
ويلفت بايمان إلى كون هجمات باريس الأخيرة تختلف كلية عن النمط الذي اتبعه داعش، إذ على الرغم من محاولة أشخاص عملوا باسم داعش على ضرب أكثر من مكان في أوروبا، لم يكن إلا لبضعة منهم علاقات حقيقية بالتنظيم، وتمت تلك العلاقات في معظمها بين الإرهابي وشخصية متدنية أو متوسطة المستوى في داعش، عوضاً عن أن تكون مع أشخاص في موقع القيادة.

ويتابع الكاتب قوله: "لا ندري بعد فيما إذا كانت هجمات باريس تمت بأوامر من قادة التنظيم، أو من خلال أفراد متوسطي الرتب، ولا نعرف أيضاً إذا كانت تلك عملية وحيدة أو تشكل جزءاً من حملة أوسع، وفيما تحاول فرنسا وحلفاؤها التدقيق والتمحيص في أدلة عديدة، وتحاول فهم حقيقة ما جرى، فمن المهم البحث عن الفوائد التي جناها داعش، وكذلك المخاطر التي سيواجهها نتيجة قراره بشن هجمات عبر العالم".

دافع أيديولوجي
ويشير بايمان إلى أن السبب الرئيسي لكي يهاجم تنظيم مثل داعش أهدافاً دولية، غالباً ما يكون بدافع أيديولوجي.
وبينما يدعي التنظيم أنه يدافع عن المسلمين حول العالم من أعدائهم، إلا أن تلك الهجمات سوف ترتد عليه، إذا كلما أصبح أكثر تهديداً وخطراً، كلما رفعت الولايات المتحدة وفرنسا وسواها من الدول مستوى مشاركتهم في الحرب ضده.

ورغم ظن التنظيم بأن مهاجمته لأهداف خارجية سوف تعود عليه بالنفع من حيث اجتذاب المزيد من المقاتلين الأجانب، واستعراض قوته ومدى انتشاره، وتصوير المسلمين بأنهم ضحية لسياسات غربية عنصرية، فإن الحملة عليه سوف تشتد، وتقوى، كما يجري حالياً، حيث باشرت فرنسا في ضرب أهداف لداعش، وسوف تتواصل تنفيذاً لأوامر الرئيس الفرنسي، هولاند، الذي قال: "إن إرهابيي داعش أعلنوا الحرب ضد فرنسا، حيث نظموها وخططوا لها من خارج فرنسا، بمساعدة أشخاص في الداخل، وسوف ننتقم منهم".

إجراءات استثنائية
وكما قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس: "نحن في حالة حرب، ولأننا في حالة حرب، نتخذ إجراءات استثنائية".
وهكذا يختم الكاتب، بأنه في حال غدا "داعش" أكثر طموحاً، فيفترض بالعالم أن يكون أكثر حذراً ويقظة من أجل تجنب المزيد من الهجمات، ولكن، في نفس الوقت، على الجميع أن يعترفوا بأن ذلك التحول سيكون مكلفاً بالنسبة لداعش، وسيمنعه من تحقيق طموحاته النهائية.


الساعة الآن » 13:46.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd