العواصف الرملية في الاردن 911 لحلول السلامة

في وسط ليلة الاثنين على الثلاثاء 8-9 ايلول 2015 الجاري تقاطرت سيارات الدفاع المدني والنجدة والسير وغيرها نحو شوارع ومسارات ومحافظات واطراف المملكة .
..وضعوا حلهم وانقذوا عشرات الناس ممن غررت بهم الاجواء وتقطعت السبل واجتاحتهم العواصف الرملية على الطرقات او في البوادي او الخيام والسهوب والطرق الخارجية الملاصقة للبوادي .
قال طالب جامعي كان في رحلة العودة من الجنوب باتجاه عمان:








على اطراف القطرانة لم نعد نقشع الطريق . وضعنا السيارة على مدخل استراحة مهجورة ودخلنا لتواجهنا عشرات الحالات من الناس ممن نالهم الغبار والاتربة وقسوة الطبيعة.
واضاف: ما كان لنا الا الاتصال ب 911 الدفاع المدني والذي قام بواجبه ، رغم كثرة الحالات وتقطع السبل.
..ابتسم الشاب ولبس كمامات قماشية وزعت عليهم من رجال الامن والدفاع المدني والسير، واشار لي ان البس مثلها، ضحكت وقلت :
- متعود!.
..بالطبع هذا التعود غير صحيح فللطبيعة احكامها وقسوتها وما هذه العواصف الا من غضب الاجواء والانواء واختلاف الكون والطقس.
.. وعبر ال48 ساعة الاخيرة كانت هواتف الناس من وسط عمان والمدن الكبرى، عدا البادية تلح في اللجوء الى «911.». لحلول السلامة جراء العواصف الرملية.
الى ذلك قالت إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني ان كوادر الإسعاف بمختلف مديريات الدفاع المدني تعاملت منذ بداية الحالة الجوية ولغاية عصر امس مع 210 حالة ضيق في التنفس كان من معظمها يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والحساسية.

نشعر بالمحبة والغبطة
عندما نلجأ إلى الرقم 911
- طوارئ تفضل شو بنقدر نخدمك ؟
..وهنا سر النجاح عبر ربط العمليات المشتركة للدفاع المدني والامن العام وبقية الاجهزة ما يؤدي الى حلول سريعة تنقذ أرواح البشر.
وتقول مصادر الدفاع المدني انها تدعو وتشدد ، ضرورة الاحتفاظ بالعلاجات الخاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الربو والأزمات الصدرية.
ودعت الى مراقبة الأطفال وبخاصة خلال تواجدهم داخل الصفوف المدرسية تحسباً لوقوع حالات تهيج الجهاز التنفسي.
واكدت اهمية اغلاق شبابيك وأبواب المنزل لتقليل دخول الغبار وحدوث حالات ضيق في التنفس، الى جانب عدم استخدام مكيفات الهواء التي تقوم بسحب الهواء من الخارج إلى داخل المنزل.
ولفتت الى عدم التردد بالاتصال على هاتف طوارئ الدفاع المدني (911) إذا دعت الحاجة لذلك.
..ومع وفير الرعاية والمحبة واجهت ادارة السير المركزية (...) موجة الغبار السائدة حاليا بتوزيع كمامات على السائقين والمشاة.
وقال مدير الادارة العقيد ياسر الحراحشة ان رقباء السير المنتشرين في العاصمة عمان بادروا بتوزيع الكمامات على المواطنين لمساعدتهم على حماية انفسهم خلال الاحوال الجوية السائدة.
وقال الحراحشة ان المبادرة رمزية لتنبيه السائقين على ضرورة المحافظة على تنفسهم بشكل جيد وكذلك الانتباه خلال سياقة مركباتهم .
..وبعدى مئآت من حالات اللجوء الى الطوارئ ، جرى تعليق الدراسة في مدارس اغلب مناطق البادية و قضاء الازرق ومخيمات اللجوء السوري .
وقال مدير التربية الدكتور رشيد عساف ان القرار شمل مدارس الازرق الشمالي والجنوبي والمخيم الاماراتي الاردني « مريجيب الفهود» ومخيم الازرق «المخيزن « .
واشار ان اسباب تعليق الدراسة يعود لانعدام الرؤية في تلك المناطق اضافة الى الغبار الكثيف وخوفا على حركة وصحة الطلبة الاطفال والمسنون.
كما علقت الحياة والتجوال والرعي والدراسة في جميع مدارس لبادية الشمالية الغربية و مدارس البادية الشمالية الشرقية .
وقال مدير تربية البادية الشمالية الغربية الدكتور صايل الخريشا انه تم تعلق الدراسة في جميع مدارس المديرية جراء الغبار الكثيف وارتفاع درجة الحرارة وللحيولة دون اصابة الطلبة بحالات اختناق لافتا الى ان هذه الخطوة جاءت بهدف المحافظة على سلامة الطلبة .
وقال مدير تربية البادية الشرقية بالوكالة عمر الحامي انه تم تعليق الدراسة بهدف المحافظة على سلامة الطلبة جراء انتشار الغبار الكثيف لافتا الى ان الحالة الجوية السائدة حالت دون تمكن وصول اعداد من الطلبة والهيئات التدريسية إلى مدارسهم .
العاصفة الرملية والغبار والاتربة حالة جوية وبيئية اصابت عدة مناطق من بادية الشام ولبنان والعراق وفلسطين وسيناء والجزيرة ، عدا عن اجتياحها لمناطق متباينة في درجات الحرارة والرطوبة.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية اعلنت وفاة مواطنتين في لبنان ووصول عدد حالات الاختناق الى 750 جراء العاصفة الرملية التي تضرب المنطقة.
العاصفة الرملية، بحسب مصادر علمية انطلقت من العراق»، وهي تضرب أجواء وانواء عدة دول كأنها على موعد في ترحالها وتنقلها حاملة الغبار والاتربة ، ووصلت الاردن وفلسطين وسوريا وحتى لبنان..والغريب انها هذه المرة ضربت بقسوة وعلى غير عادتها، فهي عادة في فصل الربيع اي شهري اذار/مارس ونيسان/ابريل، وهي ما يعرف برياح الخماسين، والمستغرب اليوم هو كثافتها، وسوء توقيتها الذي يؤثر على الحياة العامة وعلى الحياة الزراعية والشواطئ والمزارع البلاستيكية.
..تفيد مصادر الارصاد الجوية ان العاصفة تخف حدتها واثارها مساء اليوم الاربعاء مع الالتزام بالتنبه الى مخاطرها على المرضى ؛خصوصا الذين يعانون من أمراض الربو والحساسية والامراض الرئوية المزمنة وامراض القلب، والتحسس الرئوي وكذلك كبار السن والاطفال والحوامل، والرضع لتفادي موجات انتشار الغبار الناعم واثره على الجهاز التنفسي ومن المناسب التوعية بضرورة ملازمة المنازل ، تجنب التعرض للغبار، استخدام الكمامات الواقية، عدم الخروج الى رحلات الصيد والبر او الرعي في الصحارى والوديان او على الطرق الخارجية.

المصدر: الإبداع الفضائي - من قسم: أخبار الشرق الأوسط والعالم