فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

الامتحان الأخير

يحكى أن أحد الأشخاص كان محظوظًا حيث قُدِّمت له أسئلةُ الامتحان قبل حلول زمن الامتحان بوقت ليس بالقليل، فاستشاط غضبًا أحد الحاقدين عليه، وتحول حقده إلى عمل يؤدي بالطالب إلى

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
عضو نشيط

 

افتراضي الامتحان الأخير

يحكى أن أحد الأشخاص كان محظوظًا حيث قُدِّمت له أسئلةُ الامتحان قبل حلول زمن الامتحان بوقت ليس بالقليل، فاستشاط غضبًا أحد الحاقدين عليه، وتحول حقده إلى عمل يؤدي بالطالب إلى الرسوب، لكنه ألبس عمله لباس مَن يريد لهذا الممتحن خيرًا، فتبرع أن يدرِّسه على نفقته الخاصة، ويحضر له المدرسين (الأكفاء)، على شرط أن ينهل العلم منهم، ولا يعود إلى المراجع العلمية، كما أن هذا الخبيث الحاقد أوعزَ إلى المدرسين أن يكون تدريسهم آيلاً بالتلميذ إلى الرسوب!!






إننا حين نسمع مثل هذه القصة نأسف لحال الطالب المخدوع، ونحمل لومًا على هذا الحقد الدفين الذي دعا صاحبه إلى تخطيط محكم، وأنفق لخطته جهده ووقته وتفكيره، وسخَّر جنودَه ليوقع هذا الطالب في الرسوب، تُرى ما هو شعورنا لو علمنا أنه لن تتكرر فرصة الطالب لتأدية الامتحان مرةً أخرى، وأنه الامتحان الأخير.



إن هذه القصة تتكرر مع كثير من الناس، وذلك حين يعلمون مسبقًا أنهم سيسألون يوم القيامة أسئلةً محددةً، جوابها نسيج عمرهم وما فعلوه في هذا العمر، وعلى رأسها سؤالهم: من يعبدون؟ وماذا يعرفون عن الرسول عليه الصلاة والسلام؟ وما دينهم؟



هذه الأسئلة يضعها المؤمن نصب عينيه، ويكون مرجعه كتاب الله وسنة رسوله، وإذا جاءه من يلبس ملبس النصح ويضمر له الشر محَّص قوله وردَّ كيده في نحره، وبقي حذرًا منه.. لكنَّ من أسلم قيادَه للشيطان وأعوانه، وأمضى سحابة حياته متتبعًا خطواتهم، مخدوعًا ببريق زيفهم فهو خاسر خاسر خاسر.



اليوم نرى- كما هو حال بعض الناس في كل عصر- من جرفتهم تيارات الإلحاد، فاستمعوا لأولئك الملحدين، وما أنكروا عليهم انحراف فطرتهم فجالسوهم وسايروهم، وأطربهم فكر غير مسئول، فصادف هوى في أنفسهم يبرر لهم سوءَ أعمالهم فانحرفت فطرتُهم، وضاع منهم جواب أول سؤال من أسئلة الامتحان الأخير.. ألا وهو: من ربك؟



بينما يكون الموفق من الناس يبني إيمانه بربه معترفًا بربوبيته وألوهيته، يشكره على نعمة الحياة، وعلى نعمه التي لا تُعد ولا تحصى، ويجدد العهد يوميًّا معه والوعد، ويستغفره، ويسأله، ويرجوه، فإذا جاءه وقت السؤال، أقصح وأبان وقال ربي الله.



وكذلك دأْب المغرضين، من شخصية الرسول ينتقصون، وبرسالته يشككون، يأخذون شبهات وبها يتناقشون، وما استطاعوا أن ينتقصوا ممن اختاره الله واجتباه إلا في نفوسهم ونفوس من أصغى إليهم، وأمست أحاديثهم زوبعةً في فنجان، ومرضًا لامس الجَنان، ولوثةً سكنت في العقل الجبان، فهؤلاء هم الذين لا يدرون عند سؤال من نبيك جوابًا!!



أما من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأنه قد بلَّغ الرسالة ونصح الأمة، وبناءً على هذا الإيمان سار على هدي المصطفى العدنان، فيجيب عن السؤال ويحظى بالجِنان.



ويأتي السؤال الثالث: ما كتابك؟ فيجيب المسلم: القرآن، وكيف لا يعرف الإجابة وقد كان في حياته يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وينتهي عن نواهيه، ويلتزم بأوامره، لكن الخاسر من أعطى للمشككين بالقرآن أذنًا صاغيةً فاتخذ القرآن مهجورًا، واحتكم إلى غيره مغبونًا مأفونًا.



إنَّ أهل الفجور أعدوا لتشكيك المسلمين بالقرآن عُددًا، وأنفقوا من أجل ذلك مالاً وجهدًا، وتمخض الجمل عن فأر حين أخرجوا فرقانهم فما أضلوا إلا مَن كان في قلبه مرض، لكن المؤمنين ازدادوا بالقرآن تمسكًا، وما ادخروا وسعًا لإحيائه في قلوب الناس الغافلين.



وكذلك فإن أهل الحقد والحسد لم يدعوا السؤال الرابع دون بذل الجهد ألا وهو ما دينك؟ فحاربوا دين الإسلام بالكلام والسنان، لقد علموا أن الإسلام يحيا بالرجال، فصرفوا قلوبَهم عن بعض الأحكام وشغلوهم عن أداء أركانه بملهيات مخزيات، وحاولوا إضعاف أهله، تارةً بالبطش وأخرى باللهو والطيش، وقالوا: هذا هو الإسلام، قاصدين بذلك التنفير، مسخرين المال والنفير، أقلامهم تكتب، وإذاعاتهم تبث، وتلفازهم ينشر بصريح العبارة أو بطريقة ملتوية غدَّارة.



لقد آن الأوان أن نردد من قلوبنا، وتصدق بذلك جوارحنا: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد- صلى الله عليه وسلَّم- نبيًّا ورسولاً، قبل أن يأتي الامتحان الأخير فنفوز الفوز المبين

مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات سبب نزول قوله تعالى: { أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا }
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}
المناسبة في قوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض...}
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
من أوجه المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء

الامتحان الأخير


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 18:27.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status