فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

الشباب في السيرة النبوية

الشبابُ هم عماد الدعوات، وقوام النهضات، وإن حملوا رسالةً نَشَرُوها وإن آمنُوا بدعوةٍ أظهروها، ولست تَجِدُ أُمَّةً في التاريخ نهضت بعد كبوةٍ أو قويت بعد ضعفٍ، أو عزَّت بعد ذلٍ؛

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
عضو نشيط

 

افتراضي الشباب في السيرة النبوية










الشبابُ هم عماد الدعوات، وقوام النهضات، وإن حملوا رسالةً نَشَرُوها وإن آمنُوا بدعوةٍ أظهروها، ولست تَجِدُ أُمَّةً في التاريخ نهضت بعد كبوةٍ أو قويت بعد ضعفٍ، أو عزَّت بعد ذلٍ؛ إلا بعد أن تمتلئ نفوس شبابها برسالةٍ واضحةٍ، فيقدموا أنفسهم وقودًا لنشر رسالتهم، وفداءً لعزة أمتهم.



يقول ابن كثير في التعليق على قوله تعالى في شأن أصحاب الكهف ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: من الآية 13): "فذكر تعالى أنهم فتيةٌ وهم الشباب، وهم أَقْبَلُ للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين عتوا وانغمسوا في دين الباطل؛ ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله- صلى الله عليه وسلم- شبابًا، وأما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم، ولم يسلم منهم إلا القليل، وهكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية".



لقد كان الشباب هم العدد الأكبر في المؤمنين برسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمتبعين له؛ بل وأكثر أصحاب الأدوار المهمة في حياة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وهاك بعض الأمثلة:



العشرة المبشرون بالجنة

فأما الصديق أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما فكانا دون الأربعين حين آمنا برسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وأما عمر وعبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنهما- فكانا في نحو الثلاثين حين آمنا برسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وأما علي- رضي الله عنه- فكان في نحو العاشرة من عمره، وكان أبو عبيدة بن الجراح في نحو العشرين من عمره، وكان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد- رضي الله عنهم- أبناء سبع عشرة سنة يوم أسلموا.






السبعة المكثرون من الرواية

كان سائر السبعة المُكثرين من رواية الحديث والذين جاوزت مروياتهم الألف حديث لكل رَاوٍ جميعًا عند وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم- دون الثلاثين من العمر: فأبو هريرة رضي الله عنه الذي روى "5374" حديثًا كان في نحو السابعة والعشرين، وعبد الله بن عمر الذي روى "2630" حديثًا كان ابن إحدى وعشرين سنة، وكان أنس بن مالك رضي الله عنه الذي روى "2286" حديثًا في العشرين من عمره.



وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي روت "2210" بنت ثماني عشرة سنة، أما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي روى "1540" حديثًا حينئذ حوالي سبع وعشرين سنة، وأما سابعهم أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- الذي روى "1170" حديثًا فكان في نحو العشرين من عمره، وتبعهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي كان شابًا صغيرًا دون العشرين يوم أسلم، وقال له النبي- صلى الله عليه وسلم- يومئذ:"إِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّم"، وكان دون الأربعين عند وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم. (أخرجه أحمد).



فهؤلاء المذكورون رووا أكثر من ثُلثي السنة النبوية؛ أي أنهم حملوا إلينا معظم الدين، وهاك نموذجًا من دأب أولئك الشباب في جمع العلم، وحفظ السنة، وصيانة الشريعة.



عبد الله بن عباس

كان ابن عباس- رضي الله عنه- شديد الذكاء، بعيد النظر، مدركًا منذ حداثة سنه الرسالةَ التي يجب عليه أن يقوم بها في خدمة دين الله، ومن أهم ما التفت إليه واهتمَّ به حفظُ السُّنَّة على المسلمين، والقيام بدور الوسيط بين كبار الصحابة الذين عايشوا النبي- صلى الله عليه وسلم- وتعلَّمُوا منه، وحفظوا أحواله وأقواله، وبين الأجيال اللاحقة التي تحتاج لهذا العلم، ومن ثَمَّ أخذ يتردد على كبار الصحابة، بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم- ويتلقَّى عنهم وجعل يدعو شباب الصحابة لمتابعته في القيام بهذه المهمة العظيمة، فعنه رضي الله عنه قال: طلبتُ العلم فلم أجد أكثر منه في الأنصار، فكنت آتِي الرجلَ منهم فأسأل عنه فيقال لي: نائم.
فأتوسد ردائي حتى يخرج إلى الظهر، فيقول: متى كنت ها هنا يا ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ أقول: منذ طويل.



فيقول: بئس ما صنعت! هلا أعلمتني؟ فأقول: أردتُ أن تخرج إلي وقد قضيتَ حاجتك.(أخرجه الداراني).



وفي رواية قال: وجدت عامةَ علم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند هذا الحي من الأنصار، إن كنت لأقيل عند باب أحدهم، ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأُذن، ولكن أبتغي طيب نفسه.(أخرجه الداراني).



وقال أيضًا: لما تُوفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قلتُ لرجلٍ من الأنصار: يا فلان، هلمَّ فلنسأل أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فإنهم اليوم كثير.



فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- مَن ترى! فتركت ذلك وأقبلتُ على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتَسْفِي الريح على وجهي التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك. فأسأله عن الحديث، قال: فبقي الرجل حتى رآني، وقد اجتمع الناس عليَّ، فقال: كان هذا الفتى أعقل مني.(أخرجه الداراني).



وإن تعجب من اجتهاده في الطلب فأعجبُ منه هذا الأدب الرفيع في طلبه للعلم، واهتمامه العظيم براحةِ شيوخه، وحرصه على عدم إملالهم، حتى يستخرج ما عندهم، ومن ثَمَّ كانوا يسرُّون بقربه وإسماعه، ومن ذلك قوله: ما حدثني أحدٌ قط حديثًا فاستفهمته، فلقد كنت آتي باب أُبَيّ بن كعب وهو نائم فأقيل على بابه، ولو علم بمكاني لأحب أن يُوقظ، لقربي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولكني أكره أن أمله.(أخرجه ابن سعد في الطبقات).



الفقهاء والمفتون من الصحابة

كان أكثر فقهاء الصحابة من الشباب، وفي مُقدّمتهم عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- الذي كان أكثر الصحابة فتوى وأوسعهم فقهًا، حتى كان عمر- رضي الله عنه- يُجلسه وهو شاب صغير مجالس الكبار من أهل بدر وغيرهم، ويقول: إنَّ له لِسانًا سئولاً وقلبًا عقولاً، والذي جمعت فتاواه فبلغت سبعة أسفار كبار، وتَبِعَهُ في الفقه وكثرة الفتوى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقد عرفت أنهما كانا من شباب الصحابة.



فإذا نظرنا إلى المشهورين بالعلم والفقه من غيرهم رأينا مُعَاذ بن جَبَل- رضي الله عنه- الذي كان ابن بضع وعشرين حين أرسله النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن مُفْتِيًا وقَاضِيًا، وكان حين أسلم ابن ثماني عشرة سنة، وشهد بيعة العقبة وهو شاب أمرد، ووصفه النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- بأنه أعلَم الأُمَّةِ بالحَلالِ والحَرَامِ، وكان أحد المُفْتِين في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وأحد حفظة القرآن كاملاً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.



من هؤلاء الفقهاء: زيد بن ثابت، الذي وصفه النبي- صلى الله عليه وسلم- بأنه أَفْرَضُ المسلمين، يعني أعلمهم بالفرائض، والذي أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، والذي بعثه النبي- صلى الله عليه وسلم- لِيتعلَّم لغةَ يهود ليقرأ له كتبهم، فتعلّمها في سبع عشرة ليلة، وكان أحد الذين حفظوا القرآن كله في حياة رسول الله- صلى الله عليه- وسلم ثم حَمَّلَه أبو بكر وهو ابن احدى وعشرين سنة مسئولية جمع القرآن، وهي من أخطر المهام على الإطلاق، فكان أحق بها وأهلها، وكان أحد المُفْتِين من الصحابة.



وأما فقيهة النساء عائشة، فكانت في الثامنة عشرة من عمرها حين تُوفي النبي- صلى الله عليه وسلم- وقد كان الصحابة يرجعون إليها فيما أُشْكِلَ عليهم، وما سألوها عن شيء إلا وجدوا عندها منه علمًا، وغير هؤلاء كثير من الفقهاء وكانوا من شباب الصحابة.



قادة الجيوش وحَمَلة الألوية


باب الجهاد مفتوح


كان النبي- صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يبعث لقيادة السرايا الحربية وليحمل ألوية الجيش الإسلامي شباب من الصحابة: فقائد ثاني سَرِيَّة بَعَثَها رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- كان سعد بن أبي وَقَّاص رضي الله عنه وهو ابن بضع وعشرين سنة، بعد تسعة أشهر من الهجرة، وهو نفسه حامل اللواء في غزوة بُوَاط بعد أربعة أشهر من تلك السَّريَّة، وكان عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه ابن ثلاث وعشرين حين حَمَل لواء النبي- صلى الله عليه وسلم- في غزوة سوان، وبعد أقل من سنة حمل اللواء في غزوة قَرْقَرَة الكُدْرِ، وكان دون الثلاثين حين حَمَل اللواء في خَيْبَر ففتح الله على يديه.



وأوضح مثال على ذلك بَعْثُ أُسَامَة بن زيد وهو دون العشرين على رأس جيش فيه أبو بكر وعمر قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير هؤلاء كثير.



وهكذا لو ذهبت تستقصي الصحابةَ من الشباب الذين كانت لهم أدوار مهمة لَطَالَ بك الاستقصاء، فقد كان غالب المؤمنين برسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الشباب الحديثة أسنانهم، والمؤمنة قلوبهم، الذين فهموا طبيعة دورهم وحقيقة رسالتهم، فانطلقوا يحملون الرسالة على هدى، ويسيرون بها على بصيرة، حتى طبَّقوا الآفاق بدعوة الحق، ونشروا الدين في ربوع الأرض، وحققوا لأُمَّتهم العِزَّ والتَّمْكِين في كل ميدان.



وهذا هو الأمر الذي يجب أن يستمسك به شبابُنا، فيتخذوا من هذا النَّفَر الكريم من الشباب قدوتهم، ويجعلوا من هذه السيرة الكريمة الشامخة لهذا الجيل عنوانًا لهم ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ﴾ (الأنعام: 90).


مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات سبب نزول قوله تعالى: { أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا }
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}
المناسبة في قوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض...}
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
من أوجه المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء

الشباب في السيرة النبوية


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 15:51.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status