فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

وهو معكم أينما كنتم

• معية لا تَخفَى معها خافية اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن المعية مع الله تعالى هي استمرار الشعور بوجوده سبحانه معنا على الدوام، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
عضو نشيط

 

افتراضي وهو معكم أينما كنتم

• معية لا تَخفَى معها خافية
اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن المعية مع الله تعالى هي استمرار الشعور بوجوده سبحانه معنا على الدوام، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنـزلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرٌ﴾ (الحديد:4)، هذا الشعور يترتب عليه أن نحرص على إتقان كل أعمالنا، وأن نبتعد عن كل ما يغضب الله تعالى، وهذا الشعور -شعور المعية- يبث في قلوبنا الخوف من أن يَطَّلِعَ الله تعالى علينا في موقف لا يرضاه لنا، ولا نرضاه لأنفسنا، وهذه كلها من معاني المراقبة.

• مراقبة قبل وأثناء كل عمل
هناك مراقبة قبل الشروع في العمل، إنها مراقبة النفس حتى لا تعمل العمل لغير الله تعالى، إنها الدافع إلى تحلية كل عمل نشرع فيه بالإخلاص، والإخلاص هو التوجه بالعمل إلى الله تعالى، والرغبة في الحصول على ثواب الله تعالى من وراء هذا العمل، ويلزم ذلك أن نتخلص من هوى النفس المنافي للإخلاص حين يكون هو الدافع للعمل، وهذا المعنى وإن كان في النفس مخفيًّا دفينًا إلا أن الله تعالى يعلمه كما يعلم الأمور الجهرية كلها، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران:29).




وهناك مراقبة أثناء العمل، إنها استصحاب الشعور باطلاع الله تعالى عليكِ وأنتِ تعملي، وهذه المراقبة تدفع إلى إتقان العمل وتحسينه وتنقيته من كل نقص أو فساد، وذلك يتحقق إذا ما عمل العامل، وكأنه يرى الله تعالى يراقبه، وهذه المراقبة تكون في الطاعات كما تكون في المباحات، بل هي مطلوبة أكثر إذا ما أغوى الشيطان النفس بالمعاصي. وكذلك عليك أيتها الأخت مراقبة الله في زوجك وأولادك، واعلمي أن رضى زوجك عليك طريقك إلى الجنة؛ فلتتقِ الله فيه، وأن تحفظيه إن غاب عنك في نفسكِ وأمواله، وتذكري دائمًا أن الله يراك.

ومما ورد في المراقبة أن رجلاً كان يمشي مع امرأة في الصحراء، وليس معهما أحد، فراودها عن نفسها، فقالت له: أما تستحيي؟ فقال: ممن، ولا يرانا إلا الكواكب؟! فقالت له: فأين مكوكبها؟. إن هذه المرأة عندها ملكة المراقبة، فقد كان بإمكانها أن تفعل الفاحشة مع هذا الرجل، ولكن مراقبتها لله عز وجل هي التي حالت بينها وبين الوقوع في المعصية.

• معاني في المراقبة
يتحقق الإحسان بالمراقبة أثناء فعل الطاعات، وإذا كان العامل حقيقة لا يرى الله تعالى، فإن ذلك لا يقلل من أهمية الأمر؛ لأن الله تعالى يرى العامل يقينًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعريفه للإحسان: "..أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ .." (رواه مسلم، في الحديث 9).

المراقبة عند فعل المباحات مظهر من مظاهر مراعاة الأدب، ومن الأدب: الشكر على النعم، وكلما تمتع الفرد مِنَّا بنعمة من نعم الله تعالى وهو يراقب الله فإنه -لا بد- سيجد نفسه شاكرًا، ومَنْ تأدب بأدب الشكر سَيُكَافَأ بزيادة الفضل والنعمة، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (إبراهيم:7).

ومن التزم المراقبة في المباحات لم يخرج بها عن مقاصدها بإسراف قد يُضَيِّعُها أو يُلهَي بها عن واجبات، ومن التزم المراقبة تَذَكَّر التوبة عن المعصية مبكرًا، ومن لم يلتزم دوام المراقبة ربما أفلتت من التوبة معاصيه، وربما قَلَّت منه التوبة، ومَنْ أراد أن يكون من الذين يحبهم الله تعالى فليكن من التوابين الذين يتطهرون من المعصية أولاً بأول، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (البقرة:من الآية222).

والتوابون هم كثيرو التوبة، وكثرة التوبة تترتب على سرعة إدراك المعصية واعتزالها، ومن شأن المراقبة عند الاقتراب من المعصية أو التورط فيها أن تدفع الفرد إلى التوبة، فيكون مِمَّنْ يحبهم الله تعالى.

• مراقبة بعد كل حدث:
وهناك من المراقبة ما هو مطلوب بعد الأحداث والنوازل، فمن استشعر المعية مع الله تعالى عند حدوث حادث، أو عندما تنـزل به مصيبة؛ أحجم عن التصرفات المعيبة، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فعند موت ابنه إبراهيم قال -صلى الله عليه وسلم- : "إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ". (رواه البخاري).

• تَنَبَّهي.. فإنك مُرَاقَبة وعلى كل شيء مُحَاسَبة:
كل مِنَّا مُرَاقَب مراقبة لصيقة، ولا يخفى على ربنا تعالى أي شيء نعمله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾ (آل عمران:من الآية5) كما لا يغيب عنه تعالى أي تصرف أو قول في ليل أو نهار، قال تعالى : ﴿سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ (الرعد:10) وكل ذلك محسوب لنا أو علينا، قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة:284).

• على أرض الواقع:
وعلى المستوى العملي الواقعي ينبغي أن نعترف بأن المراقبة من الأعمال التي تتطلب الصبر والتدرج والتربية، حتى نستطيع أن نجني ثمارها، إن المداومة عليها تحتاج جهدًا، وليس من الحكمة والواقعية أن نطالب أنفسنا بالانتقال فجأة من الغفلة إلى المراقبة الكاملة، لذلك قد يكون من المناسب أن ندعو أنفسنا إلى كمال المراقبة كهدف بعيد، ثم نُوَطِّن أنفسنا على تفقد هذه المراقبة في الواجبات العملية المتدرجة والمتزايدة، الواردة في دليلك هذا إلى رياض الجنة.

مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات سبب نزول قوله تعالى: { أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا }
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}
المناسبة في قوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض...}
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
من أوجه المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء

وهو معكم أينما كنتم


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 21:01.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status