فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

الكيس من دان نفسه

يتعارف أهل كل تجارة على تقسيم زمن التجارة إلى وحدات معينة يتم المحاسبة على أساسها، البعض يجعلها أسبوعًا، والبعض يُفَضِّلُها شهرًا، وهناك من يمدها إلى سنة، وتراهم يحسبون رصيدًا لأول

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
عضو نشيط

 

افتراضي الكيس من دان نفسه

يتعارف أهل كل تجارة على تقسيم زمن التجارة إلى وحدات معينة يتم المحاسبة على أساسها، البعض يجعلها أسبوعًا، والبعض يُفَضِّلُها شهرًا، وهناك من يمدها إلى سنة، وتراهم يحسبون رصيدًا لأول المدة، وحسابًا جاريًا يراجعونه أثناء المدة، وحسابًا ختاميًّا في آخرها، وعندما تكون التجارة مهمة وكبيرة يستعين الشركاء بمراقب لهذه الحسابات.


والوحدة الحسابية لحياتنا هي اليوم والليلة، فمع إشراقة كل صبح يتحدد موقف كل عبد، وعلى أساسه يعامله المَلكَان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلا مَلَكَانِ يَنـزلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" أخرجه البخاري.


وقد جعل الله تعالى النهار لنا معاشًا نسعى فيه، كما جعل لنا الليل لباسًا نسكن فيه وننام، وبذلك انقسمت حياتنا إلى قسمين، نحيا قسمًا -هو النهار- ثم يتوفانا الله تعالى في القسم الآخر- وهو الليل-، أمَّا مَنْ بَقِيَ في عمره أمد فإن الله تعالى يرسله إلى الحياة مرة أخرى فيسعى نهاره ثم يتوفاه عندما ينام وهكذا، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الزمر:42) فراجع حساباتك على هذه الوحدات، ورَتِّب أمورك يومًا بيوم.


رصيدكِ في أول كل مدة:


لديكِ رصيد في حوزتك، فلتراجعيه في أول كل مدة، هذا الرصيد هو رأس مالك وعُروض تجارتك، فرأس مالك هو وقتك، والعُروض هي الفروض التي فرضها الله تعالى عليكِ، فاحذري أن تضيعي رأس مالك أو أن تضيعي منك عُروض تجارتك، فهذه خسارة تتناول الأصول.


حسابكِ الجاري راجع إلى صلاتك:


كما أن لكل تاجر في تجارته كشفًا للحركة اليومية يُثبت فيه المدفوعات والمقبوضات، فهو يتنبه إلى موارده فيحصلها والتزاماته فيؤديها، ومنها يعلم موقفه المالي وحسابه الجاري، فأنت -أيضًا- لديك فرص عديدة أثناء حياتك لتراجعي فيها حسابك الجاري ورصيدك الحالي، إنها اللحظات التي يجب أن تقفي فيها عند كل صلاة، إنها موزعة على أوقات اليوم والليلة بأمر الله تعالى، فاغتنميها، وانْتَهِِِ من المتعلقات أولاً بأول.


مراجع حساباتك هو مرآتك:





وبالرغم من أن كل أصحاب تجارة أو شركة أو مؤسسة لديهم محاسبون، إلا أنه جرت العادة أن تتخذ كل مؤسسة لنفسها خبيرًا من خارجها تعرض عليه حساباتها ليراجعها، وقد يرى هذا المراجع أخطاءً فينصح بتصحيحها، أو يرى صوابًا فيُطَمْئِن صاحب التجارة، إنه يقوم بدور المرآة التي تُظهر العيوب.


وقد جعل الله تعالى لكل مِنَّا مرآة ، إن مرآة المسلم هي أخوه المسلم، فاتخذي من أخواتك أو رفيقاتك في رياض الجنة مرآة تستعينين بها على اكتشاف عيوبك وإصلاح شأنك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ". أخرجه أبو داود.


الحساب الختامي قبل كل وفاة:


وكل ليلة قبل نومك اجعلي لنفسك ساعة للحساب الختامي، عملاً بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-، ووصية عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، فعَنْ شَدَّادِ بن أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ..". أخرجه الترمذي، وقال معلِّقًا على الحديث: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: مَنْ دَانَ نَفْسَهُ أي حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قَالَ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الحِسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا، وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بن مِهْرَانَ قَالَ: لا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ.


من ليس إلى زيادة فهو إلى نقصان:


إياكِ أن ترضين بالصفر ربحًا، فهناك من التجار مَن يجد رأس ماله كما هو، ويعود عليه من التجارة فقط ما يُعَوِّض به العروض، ويتماثل رصيده آخر المدة برصيده الذي كان في أول المدة، أمَّا مَن كان عمُره هو رأس ماله، ومن كانت عروض تجارته هي ما افترضه الله تعالى عليه من فروض، فنقول له: مَن استوى يوماه فهو مغبون، ومَن لم يكن إلى زيادة فهو إلى نقصان، فاطلبي ربحك من النوافل وفضائل الأعمال.


اكتبي صحيفتك:


يعمد كثير من التجار إلى الكتابة ليتابع تجارته وليحسب ربحه، وهي فكرة جميلة أن تكتب بنفسك صحيفة حسابك، فمن جعل المحاسبة له وردًا ثابتًا ربما استراح بأن يجعل ذلك على صحيفة يعدها لنفسه، فالبعض يرى في ذلك عونًا له على التذكر.


يوم القيامة ترى الحصيلة:


يعرف الإنسان تحديدًا مركزه النهائي يوم القيامة كما يعرف التاجر مركزه المالي تفصيلاً، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا...﴾ (آل عمران:30)، فلا تغفلي عن محاسبة نفسك.

مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات سبب نزول قوله تعالى: { أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا }
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}
المناسبة في قوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض...}
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
من أوجه المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء

الكيس من دان نفسه


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 19:12.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status